voller-9 المدير العام
عدد المساهمات : 1148 تاريخ التسجيل : 05/08/2015 العمر : 54 الموقع : www.Facebook.com
| موضوع: مجلة حروف من الياسمبن *** " انطباعات نقدية في قصيدة(( ويسألني )) للاستاذة منى ضيا " بقلم / صالح هشام الأحد سبتمبر 20, 2015 7:57 pm | |
| انطباعات نقدية في قصيدة(( ويسألني )) للاستاذة منى ضيا ~~ بقلم صالح هشام ~~~~~~~~ إن النص الشعري عبارة عن عقد ، من الجواهر ولكن هذه الجواهر تحتاج الى ذلك الخيط الي
يجعل الكلمات متراصة فيما بينها ، والخيط هو الذي يقوي لحمة العقد لكن ان ترتب الجواهر في عقد بدون خيط ،فهذا قمة الابداع ، كلمات الاستاذة منى ضيا جواهر لكنها مرتبة بدون خيط يجمع لحمتها ، والخيط في اللغة هو تلك الروابط اللغوية من حروف عطف للفصل او الاشتراك او الجمع ، او ما يشبه ذلك ، لكن الاستاذة لم تعتمد
على هذا الخيط وانما كانت الروابط بين كلماتها ذلك البريق ، الذي يشع نوره بين الكلمات ، الاسناد ، والنظم ، والرابط المعنوي ، الذي نستقيه من سياق الكلام ، والهروب من الروابط المباشرة هو في حد ذاته انزياح وبلاغة غموض ، ترقى بالقاريء المتذوق الى عالم الجمال ، والكلمة الشعرية الراقية ،ولعل هذا النهج هو الذي
يجعل الشعراء يختلفون في ابداعاتهم ، ويمكن تبرير هذا الاختلاف من خلال التحكم في عملية ابداع اللغة ، والتلاعب بوحداتها . فاللغة قبل ان تدخل في حيز معين اي سياق معين لتعبر عن كلام له معنى ، تكون على شكل فوضى لغوية ، تنتشر مقولاتها هنا وهناك ، فضاء لغوي لم يتشكل بعد ، فيتدخل المتكلم سواء كان انسانا
عاديا او مبدعا فيشكل ويرتب وينظم هذه الوحدات اللغوية ، في سياق معين ، حسب خلفيته الثقافية ورؤيته الفلسفية للحياة ، فالمبدع يضع الكلمات الى جانب اخرى قد يرفضها المنطق ، وهنا نخرج عن المألوف ونحطم المعتاد لخلق الغرائبية والادهاش والجمال ، وهذا النظم اي اسناد الكلمات الى غير ما تستحقه على مستوى
المعاني الحقيقية هو ما نسميه بالاستعارة والمجاز والتشبيه والاستعارة الى غير ذلك ، هذا النهج الانزياحي هو الذي يخلق الصورة الشعرية الجمالية التي تحلقةبعاشق الكلمة في عالم الخيال ، لذلك نقول اعذب الشعر اكذبه ، وربما ما يسمح به للشعر لا يسمح به للنثر في طرق التعامل مع اللغة ،وهناك من يستهدف المعاني الحقيقية
فينحو منحى اسناد الكلمات لما وجدت من اجله ، فينجو من الخرق اللغوي إن على مستوى النحو او التركيب ، ربما اذا فهمنا طبيعة نظم الكلمات وترتيبها واسنادها ، وفق خرق للمألوف لخلق الصورة الشعرية ، هو الذي سيجعلنا نفهم طبيعة الشعر ، خصوصا الشعر الحديث لانه اصبح يبالغ في الانزياحات ، هنا انوه بهذه التراكيب
الزجاجية الشفافة التي يخطها قلم الاستاذة منى صورا شعرية باذخة ترتكز اساسا على ما سبق ذكره من الانزياح اللغوي ، الجميل (عنوان عشقي مدون على جبيني وعمر سنيني )ويلاحظ القاريء الكريم ان الاستاذة منى ضيا ، تحاول من خلال توظيف كلماتها مربوطة بفواصل لكل كلمة معانيها الجميلة ، والرائعة فنجدها مثلا
توظف (احلام/ نظر/قمر/نهار/شمس/سماء/نجم) والرابط واو فقط على اي هذا مثال فقط ،لخليط من الانزياحات اللغوية ،،رغم اني لا اهتم بنقد الشعر وقد اجهل بعض خصائصه وقواعده ولكني اتعامل معه كقاريء متذوق لا اقل ولا اكثر ، الجميل في اشعار الاستاذة منى هو هذه الكلمات البسيطة الجميلة التي توظفها الشاعرة ،لكنها
تخلق فضاء ابداعيا سهلا ممتنعا منيعا متمنعا عصيا قصيا عن كل مباشرة او ابتدال ، هذا حال الكلمة الشعرية الابداعية للاستاذة منى ضيا ا،تحياتي استاذة.
بقلم الاستاذ صالح هشام ~~~~~~ الرباط / المغرب | |
|