voller-9 المدير العام
عدد المساهمات : 1148 تاريخ التسجيل : 05/08/2015 العمر : 54 الموقع : www.Facebook.com
| موضوع: مجلة حروف من الياسمين ****مقال (تحديات التعليم في مصر) " بقلم الشاعر بشري العدلي الخميس سبتمبر 03, 2015 7:28 pm | |
| مقال (تحديات التعليم في مصر) بقلم . بشري العدلي محمد
العملية التعليمية في أي مجتمع ترتكز على ثلاثة محاور أساسية وهي الطالب والمعلم والمبنى التعليمي 'والطالب هو أهم مكون والعنصرية الذي توظف من أجله كل المكونات الأخرى من معلمين ومناهج ومعامل ومكتبات وغيرها والدول المتقدمة تنفق ميزانيات ضخمة على نظامها التعليمي 'لتطوير وتحسين المنظومة التعليمية لتؤدي رسالتها المنوطة بها وهي توسيع مدارك الطالب العقلية ومكاتب المختلفة'ليعرف كيف يفكر ويترك ويبدع 'ويجد حلولا للمشكلات التي تعترض الإنسان 'وهي رسالة التعليم الحقيقية ، ومن هنا ندرك كيف ارتقت بعض المجتمعات 'وعلا شأنها ' وكيف ارتكست مجتمعات أخرى 'وهوت إلى مدارك الجهل والنسيان.
إن منظومة العملية التعليمية في مصر تحتاج للبحث والدراسة والتأمل حول كيفيتها، فكلما كان التعليم سليما كلما صار المجتمع ناهضا وقويا ،وتجارب الدول المتقدمة حولنا كاليابان وألمانيا وغيرهما ظهرت على أسس التعليم الصحيحة التي أوصلتها لمرحلة من التقدم والرفعة لجودة المنظومة التعليمية . فالعملية التعليمية تحتاج لمعالجة نواح كثيرة كي تنهض، سواء في الشؤون الإدارية أو الفنية التي تتعلق بالمنهج أو المعلم أو الطالب أو حتي المبني المدرسي .
ومستوى أداء المنظومة التعليمية الحالي لا يسمح أبدا بأي حال من الأحوال بتنمية فكر الطالب ، فالطالب المصري عامة ذكي لماح لكن هناك عوامل كثيرة تحبطه منها:- المبني المدرسي نفسه الذي يدرس فيه ، فالكثافة الطلابية الهائلة في الفصل الواحد لا تتيح له فرصة الإبداع أو التعليم السليم ناهيك عن بعض السلوكيات الخاطئة من الطلاب و التي تؤثر نفسيا في بعض الطلاب الفائقين، ثم نأتي بالمعلم و ما أدراك مالمعلم؟ المعلم اليوم غير مؤهل علميا ليكون مسؤولا عن هؤلاء الناشئة الذين هم نواة بناء المجتمع ، كما أنه يأخذ المسألة علي أنها ربح تجاري بحت فلا يهمه الطالب أو التربية بصفة عامة ،و للأسف الشديد بتصرفاته هذه فقد القدوة الحسنة عند الطالب ، و بالتالي يتحمل ولي الأمر أعباء مادية جسيمة فوق الأزمات الإقتصادية التي يعاني منها المجتمع بصفة عامة ، أليس هذا دليلا علي فشل المنظومة التربوية؟
كما أنني أري أن الإدارة المدرسية أيضا شريكة في هذا التخبط و الفشل التربوي لأنها تسمح بما يحدث في مدارسنا فلا عقاب ولا قانون يحكمها ..
إنني أصرخ في آذان المسؤولين عن التربية والتعليم في مصر بأن ينقذوا التعليم و الأبناء قبل فوات الأوان ، نقحوا المناهج التعليمية من هذا الحشو الذي لا فائدة منه ولا قيمة ، اجعلوه وسيلة للتفكير و الإبداع بدلا من الحفظ و التلقين ، أعدوا المعلم إعدادا علميا و تربويا و خلقيا ليكون قادرا علي إعداد جيل يتحمل المسؤلية تجاه دينه ووطنه ، حسنوا من وضعه المادي وارفعوا مكانته في المجتمع فالمعلم في ألمانيا ارفع قدرا وماديا من القاضي ، خففوا العبء عن أولياء الأمور رفقا بهم و بأحوالهم ' و ذلك من خلال تصحيح الأوضاع في المدارس بجعل المعلم يؤدي دوره و رسالته كما ينبغي حتي تعود هيبته كما كانت في الماضي ، هيئوا المكان المناسب الذي يدرس فيه الطالب لتشجيعه علي العلم و البحث ، اجعلوا مبدأ الثواب والعقاب شعارا لكم حتي تعود الأمور إلي نصابها ..
إن هناك حالة من الإحباط واليأس يسيطران علي الطالب وولي الأمر معا بسبب ما يحدث في النظام التعليمي لأن مخرجات التعليم لا تتناسب أبدا مع حجم الإنفاق علي تعليم أبنائنا، فهل يعقل ألا يجد الطالب وظيفة له بعد هذا كله؟ إنها مأسآه حقيقية لواقع التعليم في مصر فهل آن الأوان لينتبه القائمون علي العملية التعليمية لهذا الأمر ؟ ألسنا في حاجة إلي تصحيح مفاهيمنا و مناهجنا ؟
هل تعود هيبة المعلم كما كانت ؟ هذه أسئلة تحتاج إلي إجابة فهل من مجيب؟!!!!! | |
|