مجلة حروف من الياسمين ****الشعر العمودي والحر " بقلم الشاعر بشري العدلي

الشعر العمودي والحر
بقلم /بشري العدلي محمد

إن الشعر الحر يمتاز عن غيره من الشعر بالانتشار الواسع بين الناس لأنه يمتاز بتعدد البحور الشعرية في القصيدة الواحدة والقصيدة نفسها مليئة بالصور الخيالية المجددة التي تعبر عن الفكرة بسهولة ولاتحتاج من الشاعر التقيد بالوزن والقافيه

كما في الشعر العمودي فيفقد الشعر الفكرة أو المعني المقصود طالما لا يستطيع الشاعر أن يتمكن من القصيدة العمودية . إن القصيدة العمودية هي أصل الشعر العربي ، وميزان مقدرة الشاعر وموهبته الفطرية ، ومن منا ينسى الشعر الجاهلي وشعر المعلقات ، والشعراء في العصر اﻷموي والعباسي ؟ وتفسير ذلك أن الشعراء شربوا اللغة من أصولها البدوية التي لم تعكر صفوها المدنية الحديثة أو اللهجات العامية واﻷعجمية حتي اللذين كانوا يتذوقون هذا الشعر كانوا يمسكون بتلابيب هذه اللغة ويدركون أسرارها ففهموا الشعر وتذوقوه،وقارئ اليوم غير قارئ اﻷمس ،فقارئ اﻷمس كانت عنده من الثقافة اللغوية ما يمكنه من الغوص في أعماق القصيدة العمودية فيستطيع فهمها وتحليلها ناهيك عن شغفه الدائم بالقراءة والاطلاع ومعرفة الشعراء

في مختلف العصور،ويستطيع الموازنة بينهم في المقدرة الشعرية واللغوية ،أماقارئ اليوم فحدث ولاحرج ،فلا ثقافة أو قراءة في اللغة ،فهو يهتم فقط بالتصفح عبر وسائل الاتصال ،وهذا لايتيح له فرصة التعمق في أسرار اللغة العربية وسبر أغوارها الجميلة فيسبح بخياله في فكر الشاعر وعاطفته فيشاركه العاطفة والصدق في التجربة.

إن الشعر الحر أراه مدرسة جديدة في فن الشعر لكنه يحتاج لمهارة من الشاعر وقدرة علي استخدام اللفظ الجيد ، وأن يكون مبدعاً مبتكراً في فكرته وألفاظه حتي يستطيع الوصول إلي فكر القارئ ويفهم احتياجاته وميوله، إننا نحن المثقفين والأدباء علينا مسئولية كبيرة في تنوير الجيل الجديد ودفعه لحب القراءة واللغة العربية والتذوق الشعري وهذا لا يتأتي إلا من خلال التعاون الكامل بين أجهزة الدولة المختلفة بداية من الأسرة والمدرسة والمسجد لأجهزة الإعلام المختلفة حتي نحمي جيلنا من الفكر السيئ

وننمي فيه الانتماء للوطن واللغة العربية حتي نعد جيلاً قادراً علي تحمل المسئولية،فالقراءة القراءة أيها القراء حتي تعينكم علي فهم لغتكم الجميلة.