voller-9 المدير العام
عدد المساهمات : 1148 تاريخ التسجيل : 05/08/2015 العمر : 54 الموقع : www.Facebook.com
| موضوع: مجلة حروف من الياسمين **** مقالة عن (ثقافتنا إلى أين ) " بقلم الشاعر بشري العدلي السبت سبتمبر 26, 2015 8:10 am | |
| مقالة عن (ثقافتنا إلى أين ) بقلم. بشري العدلي محمد
إننا في عصر العولمة الذي كثرت فيه المعارف والعلوم 'لكن ثقافتنا مازلنا نبحث عنها في ملامحنا وهويتنا التي ضاعت وسط مدعي التحضر والرقي ودعاة محاكاة الغرب في عاداتهم وثقافاتهم متناسين أن الأمة بدون هوية أو فكر يميزها أمة لاقيمة لها ولاشأن لها بين الأمم وسرعان ماتقع وتموت.
إن الثقافة والفكر عنوان الأمة الطامحة نحو الرقي والتقدم ' فعلينا أن نغرس في نفوس شبابنا حب الفكر والعلم والثقافة الصحيحة المبنية على أسس صحيحة من ديننا وتقاليدنا العريقة لنحفظ هويتنا وعروبتنا ' وكفى مايحدث في المجتمع من ظهور سلبيات في أفكارنا وسلوكياتنا في الإعلام والصحافة والمدارس والشوارع تجعلنا ندرك أننا قد أخطأنا المنهج الصحيح في ثقافتنا وتكوينها في نفوس الأبناء حيث غابت مهمة الأدباء والمثقفين ورجال الدين . تستوجب أمانة الكلمة منا نحن المثقفين و الأدباء أن نتصف بالحلم في موضع الحلم ،و الفهم في موضع الحكم ،و الشجاعة في موضع اﻹقدام ،و أن نحجم في الموضع الذي يستوجب ذلك ،علينا نحن معشر الأدباء و المثقفين أن نتصف بالعدل والعفاف والإنصاف و كتم الأسرار ، والعلم لما يأتي من النوازل و المصائب .
إن الكاتب المثقف يعرف بغزير عقله وحسن أدبه و فصل تجربته ، وما يرد عليه قبل وروده، عاقبة ما يصدر عنه قبل صدوره ، وعليه أن يعد لكل أمر عدته و عتاده، وعليه أن يتنافس في معرفه صنوف الآداب ويتفقه في الدين و يحسن اللغة العربية قراءة و كتابة لأنها ثقاف الألسنة وحلية مايكتبه المثقف،وما يزيد الكاتب والمثقف منزلة وقدرا هو معرفته بالشعر غريبه ومعناه ' ومعرفته كذلك بأيام العرب والعجم وأحاديثها وسيرها فإن ذلك سبيل لعلو الهمة والمكانة بين الناس.
أيها المثقفون والمبدعون ا رغبوا بأنفسكم عن المطامع رفيعها ووضيعها وتوافه اﻷمور فإنها مفسدة لكم ولرسالتكم خاصة بعد أن امتﻷت الساحة الفكرية في عالمنا العربية بالكثير من هؤﻻء الذين ﻻيهدفون من وراء رسالتهم إﻻ لمكاسب مادية أو مصالح شخصية ' إن الكاتب والمثقف المبدع عليه أن يكون رفيقا بالضعيف 'منصفا للمظلوم 'فإن الخلق عيال الله وأحب الناس إلى الله أنفعهم بعياله.
إن ما أكتبه في هذا المقال ليس إﻻ إيمانا بقيمة العلماء والمثقفين في حياتنا فقد جعلهم الله في منزلة عظيمة بعد الرسل واﻷنبياء وهم أهل المروءة واﻷدب والعلم والثقافة 'وبهم تنتظم أمور الدولة ' وتستقيم حياتها 'نحن اﻵن نعيش في معضلة فكرية حقيقية فقد أصبح بعض اﻷدباء والمثقغين في عالمنا غير مؤهلين لحمل أمانة الكلمة بعدما سيطرت المصالح الشخصية واﻷمور المادية في حياتهم فأسكتت منبر الحق في أقﻻمهم فضاعت الحقوق' وغابت العدالة والمساواة وانهارت القيم واﻷخﻻق 'وغابت القدوة بين الشباب الواعد 'فهل لها أن تعود مرة أخرى ؟وهل يعود الفكر المستنير يضيئ طريقنا نحو النور والمستقبل الواعد؟
إننا إذا أردنا أن نبني مجتمعا ناهضا وقوية أركانه ومتينة قواعده فيجب تربية أبنائه على الكلمة الحرة الصادقة ' نربيه على الفكر المستنير الذي يبني وﻻ يهدم ' نغرس فيه اﻻنتماء للوطن وكيفيته ' وهذا ﻻ يتأتى بالشعارات فقط بل بالسلوكيات واﻷفعال. فهل تعود الثقافة والكتابة كما كانت؟ ألم يحن الوقت لنعرف طريق الحق؟ أيها المثقفون والأدباء المسؤولية المسؤولية تجاه الوطن' فأنتم حماة الفكر ومصابيح المعرفة للشباب 'بكم تزدهر البلاد والأوطان فلا تبخلوا على اوطانكم بفكر كم وجهدكم لنرى وطننا الحلم الجميل الذي ننشده. | |
|