مقال : (الكلمة عنوان ملامحي)
بقلم . بشري العدلي محمد
إن الكلمة جوهر اللغة وهي حياة المجتمع' وأداة تحمل الأفكار وتعبر عن مكنونات الحياة 'وتقيم روابط الاتصال بيني وبين نفسي 'وكذلك بيني وبين الناس'وبها يتم التفاهم بيني وبين الناس طالما أدركوا قيمة الكلمة وأهميتها 'والكلمة عندي لا تنفصل مطلقا عن مضمون الفكري والعاطفي ' وهي ترسم لي معالم الطريق في الحياة وفي تعالي مع الناس على اختلاف معتقداتهم ومذاهبهم المختلفة
وتتوهج الكلمه عندي ،ثم تكاد تخبو فأخالها ومضة برقٍٍ،والسماء تزمجر غاضبة،وهي تبعث طوفاناً من المطر،علها تطهر الارض من بقايا دماء الأحقاد والنزاعات الطائفية والمذهبية.
إنني دائماً أيحث عن العالم المثالي فأجد روحي دائمةً حرة،لا تطمئن إلي القيد ولا تسكن إليه،حرة كالطائر في السماء ،والموجة في البحر ،ودائماً أخشي أن تخبو كلمتي المتوهجة في وجداني ووجداننا جميعاً ،فنحن منذ الصغر تهجينا حروف الوطن ،فالكلمة عندي تتجول في رحاب وجداني ومشاعري بحثاً عن وطنٍ آمن ،وينابيع محبة تغذي إنسانيتي ،وتحمي تربة روحي من جفاف اليأس المطبق حولي.
وحينما أستخدم الكلمة أحاول أن أتلمس طريقي في دروبٍ معتمة،مهتدياً ببصيص ضوءٍ يومئ لي من بعيد،وكلما واجهني نفق في الطريق أمتطي روح الأمل التي تسري في جسدي فأشق ظلام دروبي ،أجتاز الأنفاق لأرتقي جبالاً ثم أهبط في وديان ساحقة ،أسير في طرق وعرة ضيقة،وعواء الذئاب يصم الآذان .
أستعين بالكلمة وأمنياتي تتلألأ في ظلالم ليلي ودروبي ،ففي الكلمة أري عالم ذاتي أرحب أفقاً من عالم الواقع، وفي ضوئها أستهدي إلي ينابيع الحق والخير والجمال ؛لأغسل ماعلق بروحي من صور الحقد والحسد والفرقة والدماء التي تسيل حتي أشعر بالأمان مع نفسي طالما فقدته مع الآخرين في المجتمع .
إن الأمل الذي تحمله الكلمة ينبعث من الروح التي سكنت تراب جسدي الذي اختلط بتراب وطني ..