نشأت صالح
محرر
عدد المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 12/11/2015
 | | موضوع: مجلة حروف من الياسمين " الإعلال وأنواعه " بقلم / صالح هشام . الثلاثاء نوفمبر 17, 2015 5:45 pm | |
|
الإعلال وأنواعه
لقد أصبحت الأخطاء اللغوية تنتشر بشكل ملفت للنظر عبر مختلف صفحات المنتديات الأدبية و الثقافية و إدارات هذه الأندية تتبرأ من منشورات روادها وأعضائها على أنها تعبر عن أفكار ومواقف ناشريها ، نتفق على مسؤولية النشر لكن لا نتفق إطلاقا على أن تقبل النشر العشوائي الذي يسيء إلى اللغة ويحط من قيمة المنتدى ، والأكثر من هذا أن هناك مجلات أدبية ورقية وإلكترونية تنشر لكل من هب ودب وكأنها ليس لها مشرفون على مراقبة النشر والتدقيق اللغوي هذه الحرية ساهمت بشكل أو بآخر في تدني مستوى اللغة العربية !
مرة وجدت نصا سماه صاحبه قصة قصيرة فأحصيت الفقرة الأولى من حيث عدد الكلمات وأحصيت عدد الأخطاء فكانت تتجاوز 70% والله إنه ظلم ذوي القربى أشد مضاضة في حق لغتنا التي أصبحت مهددة في عقر دارها وبين أهلها بالاندثار والزوال ! ارتأيت أن أنجز هذه المقالة في بعض القواعد الأكثر شيوعا في عدم ضبطها و ترتكب فيها الأخطاء ويتعلق الأمر بالإعلال فما هو الإعلال ؟وماهي مواضع وقوعه ؟ وماهي أنواعه ؟
تعريف الإعلال :
*الإعلال تغيرات تصيب الكلمات التي بها أحرف علة والتي تجمع في كلمة ((واي)) عن طريق الزيادة أو النقصان أو القلب و يتعلق ذلك بالإسم و بالفعل على حد سواء ! يصيب الإعلال الإسم المنقوص وهو الذي آخره ياء ثابتة مكسور ماقبلها (القاضي)أو المقصور الذي آخره ألف مقصورة صفة كان (عطشى) أو اسما( ذكرى)،ويصيب الفعل بأنواعه الثلاثة أي المعتل الفاء وهو المثال بنوعيه الواوي واليائي(وجد/يبس) و الأجوف وهو المعتل العين بالألف الذي أصله ياء أو أصله واو كقولنا : (قال:قول--باع:بيع ) أو المعتل اللام بنوعيه كذلك إما بالألف التي أصلها واو أو التي أصلها ياء (رجا : رجو .....رمى : رمي ) ويصيب كذلك الفعل الذي اجتمعت فيه علتان وهو اللفيف المفروق( وعى ) أو اللفيف المقرون مثل (روى) وما يصيب الأفعال يصيب الأسماء على حد سواء والإعلال ثلاثة أنواع :
1-الإعلال بالتسكين: ويحلو لبعض النحاة أن يسميه إعلالا بالنقل ويصيب هذا المرض الأجوف بنوعيه ما كان أصل ألفه -(والألف تقوم مقام العين في الوزن ) - ياء أو واوا ويقع الإعلال بالنقل في المضارع فما كان على وزن يفعل أو يفعل ( الأولى بكسر العين والثانية بضمها ) تسكن العين وتنقل حركتها ضمة أو كسرة إلى فاء الفعل ،(يقول :يقول بتسكين الواو وضم القاف )أو (يبيع :يبيع بتسكين الياء وكسر الباء : تعاملت مع الحروف للتوضيح عوض وحدات الوزن " ف.ع.ل ") كما سبق ما يصيب الفعل يقع على الإسم فمثلا : الإسم المنقوص تسكن لامه وتكسر عينه كقولنا ( القاضي : أصلها بضم الياء وكسر الضاد ) أما المقصور فهذا حتما يتعذر فيه ظهور الحركة لأنها تقدر فقط ، هذا بالنسبة للإعلال بالتسكين أو النقل وكلا المصطلحين يخدمان الهدف نفسه !
2-الإعلال بالحذف : يعني هذا النوع حذف حروف العلة في بعض المواضع ،من الفعل أو الإسم لأسباب متعددة وسنذكرها في هذا المقال :
*الإعلال بالحذف في الفعل :
-المثال:تحذف فاء المثال في المضارع كقولنا (وقف..يوقف ..يقف ) وفي الأمر (وقف....قف...قفي....قفا ..الخ). ويعامل اللفيف المفروق معاملة المثال من حيث حذف فائه (وعى "ع "بكسر العين) ومعاملة الناقص من حيث حذف اللام (وعى "ع" وقى "ق" ) فيكون الأمر حالة خاصة حرف مكسور دال على معنى أما أطرافه الأخرى فقد قضمها فأر الحذف ( ق نفسك من المعاصي) !
-الأجوف : وهذا هو الأكثر شيوعا في الخطأ ، رغم أن قاعدته من أقل القواعد في اللغة العربية صعوبة والتي مفادها ( إذا سكنت لام الأجوف حذفت عينه ) ويمكن أيضا أن نطبق قاعدة (إذا التقى ساكنان فاحذف ما سبق ) وتقع هذه الحالة في موضعين : في الأمر كقولنا (بع .....وأصلها بيع ......أو قل وأصلها قول .) وكذلك في حالة الجزم تسكن اللام حتما لتحذف العين ( لم أقل إلا الصواب والأصل: لم أقول ) .
*ملاحظة : إن قاعدة ( إذا التقى ساكنان فاحذف ما سبق ) لا تستقيم دائما لأن هناك حالات أخرى نطبق فيها قاعدة ( إذا التقى ساكنان فحرك المناسب ضما أوكسرا ) كقولنا (دخلت المرأة : بكسر تاء التأنيث الساكنة ) أو قولنا : سيسامحكم الله : بضم الميم) هذه فقط ملاحظة لأننا في بعض الأحيان نطبق قواعد نحوية تستقيم في مواضع ولا تستقيم في مواضع أخرى !
*الإعلال بالحذف في الإسم :
سبق أن قلنا : إن الإعلال يصيب الأسماء كما يصيب الأفعال في مواضع نذكر منها ما يلي : الإسم المنقوص يصيبه التسكين والحذف كذلك . وهناك قاعدة بيسطة مفادها ((تحذف ياء المنقوص في حالة النكرة المرفوعة والمجرورة )) كقولنا : ( مررت " براع ".جرا ......حضر "قاض" ) ولا تثبت إلا في حالة التعريف بالإضافة كقولنا ( قاضي المدينة نزيه ) أو التعريف" بأل "كقولنا ( الراعي مسؤول عن رعيته ) وتتبث كذلك في حالة النكرة المنصوبة كقولنا ( رأيت راعيا يعزف على شبابته ) " ويقع كذلك في المقصور عندما يجمع جمع مذكر سالم اذ تحذف الالف كقولنا (مصطفى ...مصطفون وأصلها قبل الحذف مصطفاون ) إذا نسيت بعض الإضافات المرجو من القارئ الكريم استدراكها .حتى لا يغيب عنا شيء " !
3-الإعلال بالقلب :
والمقصود به وضع حرف علة مكان حرف علة( آخر أي قلبه ) ويقع في الأفعال كما في الأسماء ، ولا يجب أن يقع التباس بين الإعلال بالقلب والإبدال الذي سنراه إن شاء الله في مقالة أخرى :
*في الأفعال : يقع الإعلال بالقلب في الأجوف فتقلب الواو والياء ألفا كقولنا ( بيع : باع ....قول :قال ) وعندما يشكل علينا الأمر ونريد معرفة أصل الألف فإننا نرجعه إلى مضارعه كقولنا ( قال : يقول ...قول ..أو باع : يبيع : بيع ) وتقلب كذلك لام الناقص ، ألفا في كل فعل معتل ،لامه واو كقولنا ( دعا ،،دعو :بفتح الواو ) في هذه الحالة تكون الألف ممدودة لأن أصلها واو ، وكذلك تقلب لام الناقص ألفا مقصورة إذاكان أصلها ياء كقولنا ( قضى ...قضي ....يقضي ) وضبط هذه القواعد يأتي ليس من خلال حفظها وإنما من خلال الإكثار من القراءة !
* في الأسماء : غالبا ما يمس الإعلال بالقلب الاسم المنقوص والذي أصل لام الفعل منه واو : تقلب لام المنقوص ياء اذا كان أصلها واوا كقولنا ( الداعو ....دعا....دعو...الداعي ) أما إذاكانت ياء فيحافظ عليها ، وكذلك ما كان أصل فاء فعله واوا أو ياء فيقلب حرف العلة حسب حركة الحرف الذي قبله ، كقولنا ( وزن ....موزان ..ميزان .. تقلب الواو ياء لتناسب كسرة الحرف قبلها ،أو تقلب في الاسم واوا في كل ماكانت فاء فعله ياء كقولنا ( يقن ....أيقن.....ميقن .... ...فتصبح موقن وهكذا ) وترد ألف القصر إلى أصلها في المثنى كما في قولنا Sadمصطفى+ان...مصطفي +ان...مصطفيان ..أي مختاران)
ملاحظة : ما كان أصل عين الفعل واوا أو ياء ففي الإسم لا يقع فيه إعلال كقولنا ( قال ،،،قول ،،،،،قاول ،،،،،قائل ،،،أو ،،،،باع ،،بيع ،،،بايع،،،،بائع .)قلت لا يقع إعلال بالقلب وانما ابدال لان الهمزة من الحروف الصحيحة ،ونتمنى من الله ان يوفقنا جميعا ، وان يغفر لنا ان اخطأنا . والمشكل انه في كثير من الأحيان ما نفرض الخطأ أنانية منا ونعطيه المشروعية ،وتجده في كتب كبار الكتاب ،ومن بين هذه الأخطاء مثلا كلمة (تقييم ) فهذه الكلمة غير موجودة أصلا ، وذلك لسبب واحد هو أن الفعل الأصلي من الكلمة هو قام ، وهو أجوف: أصل ألفه واو لأن مضارعه هو يقوم ، وعندما تضعف عين الأجوف ترد إلى أصلها ، فنقول "قوم" بتضعيف العين على (فعل تفعيلا )أي قوم "بتضعيف الواو"تقويما، وقد عدت إلى لسان العرب لابن منظور ولم أجد أثرا لهذه الكلمة التي فرضت نفسها جهلا بقواعد الإعلال أو تجاهلا،وجدت فقط "قوم الشيء أي أعطاه قيمة :قوم سلعة " وقوم السلوك ، اي أصلح اعوجاجه ، وما أكثر الأخطاء التي فرضت نفسها نتمى من الله سبحانه ان يوفقنا لما فيه خير للغتتا العربية !!!!!!
بقلم الكاتب : صالح هشام .
| |
|
