فقدت الأنا للشاعرة
بقلم الكاتبة ثورية براحا
كلماتي نيابة عن كل السيدات المعنفات فكريا والمقموعات جسديا.
اخْتَرق كلمة سِرّي وأعاد برْمجة فِكري
أفْقدني طَعم أُنوُثَتي و وَأَد عفوية برائتي .
غَيّر ملامح إسمي وبَدّل أرْقام ميلادي.
استعمرإبداعي وعَنْوَن كل قصيداتي.
لوث نسيم أنفاسي وأوقف خفقاني .
وُجوده يَحجب أضواء القمرِ عني.
غرامُه يسْتَعبدُني!! عنفه يُكسّر زُجاج رِقّتي !
تجاهُله يَخنقني وبرودته أعدمت أناقة كبريائي.
انفعاله يفقدني حِكمة صوابي و كل رزانتي.
لم أعد أعرفني
خاب أمل التي أنجبتني
و كالأميرة ربتني.
على قصر قلبها أمّرَتني
وبألماس رضاها لمَّعتْني.
وبِدَلاَلِها تَوّجتْني.
فأزاح التاج بأنانيته
وأطاح اللقب عني.
قمع حريتي،قيد خطواتي
صَنع مني و رهافتي آلة
وغَيّر كل قِطاعاتي .
لم أعد أعرفني!!!
مزق مناشري ،بعثر طموحاتي
قنّع حزني وأبكى جل فرحاتي.
متى يُطلق سراحي؟
متى يُفك القيد عن معصمي
وتزاح الكَمامة عن فمي؟
متى أجدني
وأَهجر إِصْرارَ اختفائي؟
متى أعتزل سواد حِدادي؟
يخْضر ناصعاً حُطام إبداعي،
أحرر قافية قصيدة ولادتي،
أطلي حروفها ذهبا بأفخر أبياتي حين أحقق ذاتي.
ويَتذوق قلبي رُطَب الحياة.
حين أجدني،
سألبس حريرا مرصعا من جوهر هويتي.
وأزين رقبتي بياقوت أفكار من نادر إبداعاتي
أغني قافيةً لإستعادة إسمي
وأُراقص على سنفونيتي
ضَوء شمعة ميلادي.
أعطر قلبي بزهور الأُرْكيــــدِ
و أُعيد بعِطره نفحة نبضاتي
ليتني أجدني ..
ليتني ألتقِ "بي"،
بأنا التي كانت مُلهمتي...
وسر نجاحاتي.
ب.ث©