voller-9 المدير العام
عدد المساهمات : 1148 تاريخ التسجيل : 05/08/2015 العمر : 54 الموقع : www.Facebook.com
| موضوع: مجلة حروف من الياسمين ***سُنبلةٌ(قصةٌ قصيرةٌ) ** بقلم أحمد عبد السلام_مصر الأربعاء أغسطس 12, 2015 7:50 pm | |
| سُنبلةٌ قتلَتْها الوحدةُ، أضنَاها المللُ، أتعبتْها الرتابةُ، أمُّها تصحُو مبكرةً، وتوقظُها مرغمةً، وبعدَ فرضِ الاستحمامِ الصباحِيِّ؛ تمشطُ شعرَها؛ على عجلٍ؛ بِالفرشاةِ القاسيةِ، وتنهرُها إذا بكَتْ، وتطعمُها؛ وهي لا تشتهِي الطعامَ، ثم تذهبُ لِلعملِ؛ لِتغيبَ طويلًا؛ وتدفعُها لِلحضانةِ؛ التي تمقتُها. تنتبِذُ ركنًا قصيًّا؛ لا تشاركُ الأولادَ والبناتِ؛ المرحَ واللهو،َ تأخذُها أمُّها لِلبيتِ؛ بعدَ العودةِ من العملِ؛ لِتغتسلَ؛ وتأكلَ؛ وتواصلَ وحدتَها؛ بين الكتبِ والدُّمَى.
كلُّ البيوتِ فيها؛ إخوةٌ وأخواتٌ، إلا هيَ وحدَها، لا أحدَ يقاسمُها اللعبَ واللهوَ، سئِمَتِ الدُّمَى الخرساءَ، تكلِّمُها فلا تردُ، تسألُها فلا تُجيبُ، تجرِي فلا تلحقُها، تختبيءُ فلا تكتشفُ مخبأَها، تبكِي فلا تكفكِفُ دمعَها، تضحكُ فلا تشاركُها سعادتَها، خنقَها الصمتُ المُطبِقُ، افتقدَتْ ظلَّ الأخِ؛ وحنانَ الأختِ، ودَّتْ؛ لو
أنَّ لها أخًا؛ وإنْ شدَّ شعرَها؛ أو سفَّهَ رأيَها؛ وسخِرَ من حركاتِها؛ بل حتى لو صرخَ في وجهِها؛ أو راحَ يغيظُها؛ فتهرعُ إلى أمِّها؛ تشكُو منْهُ؛ ويشكُو منْها. تمنَّتْ لو كانتْ لها أختٌ؛ تشاطِرُها إنجازَ فروضِها؛ وتنويمَ العرائسِ؛ وتمشيطَ شعورِها؛ وتغييرَ ملابسِها؛ ولو أخذَتْ بعضَ لُعبِها؛ أو حتَّى خاصمَتْها؛
وتمنعَتْ؛ لِتسعَى هيَ لِصُلحِها؛ أنحَتْ بِاللائمةِ على والديْها؛ اللذينِ انفصلَا؛ بعدَ ولادتِها، فنشأَتْ وحيدةً؛ لا أنيسَ ولا ونيسَ، حينَها تمنَّتْ؛ أنْ تكونَ لها ذريةً؛ كسنابلِ القمحِ؛ تملأُ البيتَ ضجيجًا. أتمَّتْ تعليمَها، تزوجَتْ زميلًا لها عن حبٍّ، عاشَا في سعادةٍ وهناءٍ، لم يكدرُ صفوَهما؛ إلا أنَّهما أنجبَا؛ سنبلةً واحدةً. | |
|