voller-9 المدير العام
عدد المساهمات : 1148 تاريخ التسجيل : 05/08/2015 العمر : 54 الموقع : www.Facebook.com
| موضوع: مجلة حروف من الياسمين***نزيفٌ (قصةٌ قصيرةٌ) ** بقلم أحمد عبد السلام_مصر السبت أغسطس 08, 2015 9:02 pm | |
| نزيفٌ (قصةٌ قصيرةٌ)
هَا أنَا ذَا في الحلبةِ تارةً أخرَى، ما ظننْتُ أنْ أعودَ بعدَ مصرعِي المؤسِفِ، ولكنْ مهلًا.. لقدْ كنتُ مصارِعَ الثِّيرانِ الأولِ؛ فلماذَا أصبحْتُ الآنَ ثورًا؟ وهؤلاءِ المصارعُونَ الذين يتبارونَ في رشقِي بِسهامِهم.. إنِّي أعرفُهم، ملامحُهم محفورةٌ في ذاكرتِي، يا للعجبُ! أليسَتْ هذِهِ هيَ الثيرانُ التِي طالَما صارعْتُها وصرعْتُها؟ الجماهيرُ الهادرةُ التِي كانَتْ تهتفُ بِاسمِي؛ أسمعُها الآنَ؛ تحثُّهم على قتلِي، تستعذبُ نزيفَ دمِي، خوارِي يعلُو معَ كلِّ ضربةٍ؛ وغضبِي يشتعلُ. أطعنُ بِكلِّ قوتِي الهواءَ، يسخرُونَ منِّي بِالتلويحِ بِهذَا الرداءِ الأحمرِ، نعمْ أراهُ أحمرَ؛ وقد كنتُ أظنُّ الثيرانَ مُصابةً بِعمَى الألوانِ.
أحدُهم يكيلُ ليَ ضرباتٍ قاتلةً؛ أتفادَاها بِصعوبةٍ. أبحثُ الأرضَ غيظًا؛ دمائِي المتناثرةُ تلوِّنُ الأرضَ تحتِي، أستشيطُ غضبًا مع وخزاتِهِ المتتاليةِ؛ أهجِمُ عليْهِ بِقرونِي، أرفعُهُ عاليًا؛ أطوحُهُ في الهواءِ؛ ثمَّ أدعسُهُ بحوافرِي بِشدةٍ، ينالُ مني التعبُ بعدَ أنْ نِلْتُ مِنْهُ. أحسُّ بِالدوارِ، وأوشِكُ على السقوطِ، تسرِي قشعريرةٌ باردةٌ في ظهرِي. أفيقُ على صوتٍ مرتعِبٍ:
_بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ مالَك؟ هل غفوْتَ؟ أجلِسُ على الأريكةِ مُتحيرًا، ورأسِي بين كفيَّ من الصُّداعِ، المروحةُ في السقفِ تديرُ هواءً ساخنًا، أرَاهُم مشدُودِينَ إلى أحداثِ فيلمٍ صاخبٍ. أتناولُ جرعةَ ماءٍ باردٍ وأصرخُ: _اخفضُوا هذا الصوتَ، متى انتهتْ نشرةُ الأخبارِ؟ ما اسمُ هذا الفيلمِ؟
_"الزومبِي المتحولُونَ". _عمَّ يتحدثُ؟ _فيلمٌ عاديٌّ عن الموتَي الأحياءِ، لكنِ الجديدُ أنَّ المقتولَ يعودُ في صورةِ قاتلِهِ! | |
|