عرسٌ على قارعةِ الطريق
...................................
نوبةُ الضباب
تشهقُ خلفَ الشُباك
الشمس ماعادت من دورتها
والقمرُ يرتدي لباس القنافذ
الثعالب فضت بكارةِ الاخيلة
في المدينةِ المجاورة
أسمع حديث الشياطين
يتهامسونَ على مكيدةٍ كبرى
مدينةً لها طريقان
ذهاب بلا أيابٍ
مهرجان السحرة
في كل يومٍ لهم عيد
في زحمةِ الضباب
ولدت نحلةً بريئةً
على غصنٍ نخرٍ تآكل من حموضةِ الندى
حقلٌ من الاشواكِ بدل القمح
فزاعةٌ تخافُ الغربان
فلاح بلا قدمٍ
والمناجل اعماها الرمدُ
من ريحٍ تحمل الملح
على قارعةِ الطريق
صندوق الرسائل مهمل
والليل يتجول خلسةً
ليضع بطاقاتِ الدعوة
لعرسٍ مؤجل
منذ وقتا لا أعرف كم من السنين
ويأتي الليل لابسا ثوبه الاسود
في حلكةِ الظلام
يشطرني الليل نصفين
بسيف القدرِ
لتمر على عيوني قافلة الدمع
ألمحُ وجهي في قعرِ الكأس
أبكي وأغني
أصب الحزن بدورقٍ فضي
أبحث عن أنثى وجهها كالكأسِ المدور
يمتلأ من حليب القمر
ابحث عن أنثى لها نهدانِ
احداهما للنهار يسايره
واخر لليل يرضعه
أترصد السماء ليلاً لاعرف مفاتن النساء
من سهر غيري ?
ومن يسهر بلا انثى أظنه شاعرا
هل من الانصاف أن تتزوج البومة قنفذا
وتتزوج الغزالة أرنبا
ويتزوج الغراب غرابا
قطعا لا يحتاجون لمباركةِ السماء
لانهم يعيشون بشريعةٍ صماء
................................
#عامرالساعدي..العراق