voller-9 المدير العام
عدد المساهمات : 1148 تاريخ التسجيل : 05/08/2015 العمر : 54 الموقع : www.Facebook.com
| موضوع: قذفٌ (قصةٌ قصيرةٌ) ** بقلم أحمد عبد السلام_مصر الخميس أغسطس 06, 2015 10:04 pm | |
| قذفٌ (قصةٌ قصيرةٌ)
أوصتْهم أنْ يبحثُوا عنها في أيِّ مكانٍ، وأنْ يسألُوها المغفرةَ، ثمَّ أسلمَتِ الرُّوحَ...
زوجةُ الابنِ الأكبرِ في بيتِ العائلةِ؛ ملِكةٌ متوَّجةٌ بِلا مُنازِعٍ. فالأبُ والأمُّ لم تدعْ لهما الشيخوخةُ حولًا ولا قوةً؛ والأخوانِ فرخانِ في مراحلِ التعليمِ الأولَى، الزوجةُ السابقةُ لم تلبَثْ إلا سنتينِ؛ ثم قضتْ بِحمَّى النِّفاسِ؛ وتركتْ مولودتَها؛ تقضُّ مضاجعَهم من البكاءِ المتواصلِ. وجاءَتْ هيَ لِيرقأَ دمعُهم؛ وتعودَ بسمتُهم الغائبةُ، الزوجُ الطيبُ لا يكادُ يلتقطُ أنفاسَهُ من الكدِّ لِتوفيرِ لقمةِ العيشِ، ثمَّ يأوِي إليها لِيرتاحَ من العناءِ؛ ويرتشفَ السعادةَ من يديْها، الكلُّ يُثنِي على طيبةِ
قلبِها وحلاوةِ لسانِها ونظافةِ عشِّها ومذاقِ طعامِها. البيتُ ذو الطوابقِ الأربعةِ رفرفَتْ على جنباتِهِ طيورُ الفرحةُ يومَ تزوجَ الأخوانِ؛ وسكنا بِالشقتينِ العلويتينِ. بِسهولةٍ طوتِ الوافدتينِ الجديدتينِ تحتَ جناحِها؛ وصارَ الثلاثةُ سمنًا على عسلٍ، زوجةُ الأوسطِ تكادُ تماثلُها مع فارقِ السنِّ: على قدرٍ بسيطٍ من التعليمِ ومن عائلةٍ متواضعةٍ، بينما انفردَتِ الثالثةُ بِأنَّها أصغرُهنَّ سنًا وأتمُّهنَّ تعليمًا وأكثرُّهنَّ جمالًا ومن عائلةٍ حسيبةٍ نسيبةٍ. الأدهَى أنَّها جاءَتْ بِالولدِ؛ فنهشَتْ
عقاربُ الغيرةِ قلبَها العاقرَ، وبدأ الجوُّ يتكهربُ لِأتفهِ الأسبابِ: مياهُ الغسيلِ تتساقطُ على شرفتِها، كنسُ السُّلمِ يغبِّرُ عتبتَها، صوتُ التلفازِ العالِي يقلقُ راحتَها، أفلحَتْ في استقطابِ الأخرَى ليكونَّا جبهةً ضدَّها، كثرَ الهمزُ واللمزُ، انتهزَتْ فرصةَ مرضِ زوجِ غريمتِها؛ وأطلقَتْ شائعةً تلوكُ عِرضَها. والغريبُ أنَّها اختارَتْ زوجَها المغلوبَ على أمرِهِ؛ لِيكونَ هو الجانيَ المزعومَ مؤكِدةً أنَّهُ يتعللُ بِعيادةِ أخِيهِ؛ لِيُطيلَ المُكثَ عندَها، سرتِ الشائعةُ كالنارِ في ا
لهشيمِ، تَزلزلَ البيتُ الآمِنُ، ولولا مِسكةٌ من عقلٍ لكادَ الأخُ يريقُ دمَ أخِيهِ، آثرَ المكلومُ الخروجَ بِأهلِهِ سائِحًا في الأرضِ اتقاءَ الفتنةِ، لم يلبثِ الآخرُ أنِ انتقلَ إلى مسكنٍ بعيدٍ، تفرقوا أيدِى سبأٍ؛ وبقيَتْ هِيَ تعَضُّ أصابعَ النَّدمِ؛ وتلعنُ الشيطانَ الرجيمَ، والنفسَ الأمارةَ بِالسوءِ.
حين وصلَتْها الوصيةُ وجدَتْ صعوبةً بالغةً في الصَّفحِ، ثم تذكرَتْ أُمَّها عائشةَ؛ فاستغفرَتْ وعفَتْ. | |
|