مجلة حروف من الياسمين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مجلة الأدب والشعر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مجلة حروف من الياسميبن *تفاحة آدم. *الجزء الأول. بقلم محمد دريوش

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شاعرة الياسمين منى ضيا
المدير العام
شاعرة الياسمين منى ضيا


عدد المساهمات : 571
تاريخ التسجيل : 20/07/2015

مجلة حروف من الياسميبن *تفاحة آدم. *الجزء الأول.  بقلم محمد دريوش Empty
مُساهمةموضوع: مجلة حروف من الياسميبن *تفاحة آدم. *الجزء الأول. بقلم محمد دريوش   مجلة حروف من الياسميبن *تفاحة آدم. *الجزء الأول.  بقلم محمد دريوش Emptyالجمعة أكتوبر 30, 2015 8:43 pm

تفاحة آدم.
الجزء الأول. 
ماذا يستطيع أن يفعل هذا الطين الذي يقف محدقا في من داخل هذه المرآة اللعينة التي تشي بما فعلته السنين ببنياني ؟
أتفرس مليا في ملامحه القمحية فلا أتعرف علي فيه، أبتسم فيبتسم، أرفع بيدي ملوحا بالتحية فيقلدني، أعبس بوجهه فيبتسم شامتا ويطلق ضحكة مجلجلة تكسر صفحة المرآة :
-مارس طقوس حزنك وحدك ودعني أقتفي أثر نفسي.
لي حزني وشظف الحرف المتهالك أشربه عرقا كي أنسى كبوة الحصان، لي مداءات التيه أواري بطياتها سوءة هذا النص المستعصي على التماهي..سأكتبه بحبر الروح على صفيح البوح كي يدوم أطول وأسقيه ملح المآقي كي يشتد عوده فلا تهز هامته هبة ريح ماكرة، سأبنيه حرفا فحرفا واسفك دماءه نزفا فنزفا ولن ترق قريحتي للبياض الذي جلل الفراغ الجليدي لدفاتري، أتأمل الشيب الذي غزا عنفوان كائن من فصيلة النوارس، أتأمل إصراره على أخذي إلى جزيرة الموت المشتهى، أتأمل وجوه العابرين نحو السماء دون حبيبات، أتاملني فأجدني لا أتزحزح عن صحوي قيد أنملة، وأجد حبيبتي بجانبي تدندن ما طاب من فيروزيات، وأجدني أمارس لعبة الغواية مع الحرف الطائش المتسكع، أغويه فيأتي ثم يرحل، فأعيد غوايته فيأتي ثم يعاود الرحيل، أهادنه وأصطبر على انتظاره طويلا، وتمضي السنين عجافا تجر بعضها إلى المسلخ وتهدي رقابها قراببين للمجهول..
ماذا أقول وقد مارس شيطان الكتابة سطوته على مداد المحابر؟ ماذا أقول وقد راهنت على الحرف كي تمتد جذوري عميقا بأرض القصائد؟ ماذا أقول وقد صحوت من غيبوبتي فوجدت نفسي بالأرض اليباب وحيدا وشريدا؟ ماذا أقول وقد أغرتني الكلمة بقضم تفاحة الحرف فطفقنا نخصف على دفاترنا من ورق القصيد، وكان صخب السطور ثالثنا فمارسنا خطيئة الكتابة..
رأيت ساعتها الحرف الملتاع يعض على أصابعه أسفا، رأيته يحزم حقائبه ليرحل بعيدا بداخلي عازما على ألا يعود..
إن سألكم أحد عني فإني تائه أبتغي ألفا يقيني شر نفسي، ألف الأنين المتربع على باء البوح أفاك ، والباء بكم متجذر بتيهي حيث التاء تتأوه من سطوة التدجين، تراقبها الثاء ثائرة تتضور موتا بعد أن أثخنتها جيم الجلاد جراحا.
كيف للحرية بحاء يحتضر أن تحتوي خاء الخذلان و الخنوع بارتداء نقطة فوق جبينها دون أن تخجل؟ 
الدال دمعة حرى لأم ثكلى لم يسعفها القدر لمناغاة حفيد، وتلك الريح تحمل ما هزل من أحلامنا بفعل سوء نية اليأس المبيتة وتذروها بذال منقوطة، فتنبري الراء رافعة عقيرتها بصوت جهوري رافضة بنوذ التسوية، والراء رؤيا عصية على التأويل إلا إذا راود الحلم الرغبة في التجلي، فإن خالفتها بقية الحروف الرأي زهدت واكتفت بنقطة زادا لها بمحراب لازوردي الجدران، هكذا اعتزلت سين التسويف صارخة بوجه المتشاعرين:
-كن أو لا تكن..سياف واحد لا يكفي لشرعنة المجزرة..
وحين كلت من العض على المبادىء بالنواجذ أشهرت شين التشاؤم فتشبعت روحها بيأس مزمن لم ينفع شؤبوب أمل تسلل من كوة بالسماء ساعة الفجر في تليين ملامحه الحجرية..
حين زاغت قريحتي عن صاد الصراط السوي لناموس الأبجدية لم أجل قشة يتعلق بها حرفي الغريق، وكان للبحر شهية نهمة في تقطيع اوصال قصيدتي اليتيمة، ومددت عبثا بصري يمبنا وشمالا لعلني ألمح يابسة أرسو بها بأحلامي، وكنا ثلاثة لا رابع لنا، الموج والظلام وجسد متهالك تتقاذفه الأقدار، حينها علمت يقينا أن حرفي سيموت وسيصبح لقمة سائغة للأسماك، فسلمت أمري وكففت عن التجذيف ليأخذني التيار حيث يشاء، يا لهذه النهاية المرتجلة!؟..
مرت حياتي أمامي عيني سريعة متسارعة النبضات، رأيتني وليدا بقماط أبيض كبياض الثلح، رأيتني أخطو خطوتي الأولى وأنبس بكلمتي الأولى:
- ماما...
والماما نقطة ضوء بدهليز الحياة المدلهم السواد.
ورأيتني يافعا أمارس شغب الجسد وحتمية استكشاف الأماكن الأكثر حميمية به، ورأيتني حالما أرسم غدا بلون الكرز، ورأيتني أبني قصورا من رمل تهاوت كما تتهاوى حبات خرز من سبحة انفرط خيطها، ورأيتني أستعير عمرا آخر لأن عمرا واحدا لا يكفي لكي أحب وأحب كما ينبغي، ورأيتني مستعمرة للشيب دون أدنى مقاومة، ورأيت الموت يتربص بحرفي عند مفترق العمر، ومت لأبعث كطائر الفينيق من رماد القصيدة...
الآن حصحص الحرف وصحا ضميره من سباته الشتوي، الآن هوى بضاد التضاد على المعنى المتفرد للوحي الذي انقطع..فليصمت هذا الضمير المرتشي ولينكس أعلام تبجحه بصحوته المتأخرة.
أو كان لزاما علي أن أصدق توبته وهو الذي لم يصدقني القول قط؟ كيف استطاع مخاتلة جبن الحرف في الصدح بما يختلج بالسطور؟ كيف تأتى له التطبيع مع الكلمة وتبادل سفراء النوايا الحسنة؟ 
لم تكن لهذا الضمير نية حسنة قط، كلما استرعى انتباهه زوج من الجوارح على توافق بث إشاراته المسمومة بأوصال الحقيقة..فالشك مقياس تقاس به قوة الزلازل بالقلوب.
وحين يشيخ ضاد الضمير يتوكأ على عكازة ليصير قادرا على إيجاد موطىء حرف تحت شمس الظهيرة، يمضي أيامه يحارب طواحين الهواء أملا في مساحة أكبر لاحتواء الوجع المترامي الأطراف..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://horoofmenalyasamine.arabepro.com
شاعرة الياسمين منى ضيا
المدير العام
شاعرة الياسمين منى ضيا


عدد المساهمات : 571
تاريخ التسجيل : 20/07/2015

مجلة حروف من الياسميبن *تفاحة آدم. *الجزء الأول.  بقلم محمد دريوش Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسميبن *تفاحة آدم. *الجزء الأول. بقلم محمد دريوش   مجلة حروف من الياسميبن *تفاحة آدم. *الجزء الأول.  بقلم محمد دريوش Emptyالجمعة أكتوبر 30, 2015 8:45 pm

تفاحة آدم.
الجزء الثاني والأخير.
لولا عناية الله واظبت على حماية عين العنفوان بشغف الكتابة لكانت النهاية موجعة، كم مرة هوى من عليائه في سقوط حر جدا عكس قوانين الفيزياء عديمة الإحساس، كل الأشياء تسقط من السماء نحو الأرض إلا قلبي هوى كتفاحة نيوتن من الأرض باتجاه السماء، للقلوب قوانينها التي لا يفقهها العلماء، وحدهم العاشقون يلامسون بأرواحهم كنهها..
وإن لغواية الحرف تجليات شتى، تارة تأتي الغين غريبة لا كمن عاد لتوه من منفاه القسري فلم يتعرف على الأماكن التي شربت روحه، وتارة تأتيمتنكرة لتقتفي أثر
ما تشظى من ذكرى الزمن الجميل..
قد تكون الفاء فلتة من فلتات الزمان، أو فورة العشق الممنوع من الصرف، في كل قلب حب درب طوبل من المعاناة الفاتنة، وكلما صارت نيرانه قاب رماد أو أدنى نفخ فيها المحبون من أرواحهم فتأججت من جديد..هكذا يحيا الحب عمرا أطول...
تلك القاف التي حباها مخترعو اللغة بقابلية التشكيل كما يحلو للقدر تضع نفسها رهن إشارته، فتصير قلبا حالما أو عقلا مفكرا أو قاربا يشق ألق العباب نحو الخلاص، لا ضفة تليق برسو سفينة الأحلام بمرفئها، ويبقى النورس محلقا ليعانق ما شاء من مداءات، وحدها الريح تتقن فن كشف المستور..
هكذا كفت كاف الكينونة عن انتظار الأمر الإلهي بفسح المجال لولادة الحرف المعتق:
-يكون الحرف أو لا يكون..تلك هي المشكلة..
فما كان منه ما كان ليكون لو أن كاف الكينونة لملمت جراح اللام المستسلمة لتفرد معنى الحياة..
- أشهد ألا حياة لي إلاك أيتها البهية الآتية من الزمن السحيق، تلك العينان المارسمتها ريشة فنان تغرق زوارقي تباعا، كلما نظرت إليهما تهت وحلقت كطائر الدوري فوق المدائن، تلك العينان بوجهك المشرق كليمونة لهما جاذبية الأرض، أدور بمداري المسطر حولهما منذ الأزل فلا أتزحزح قيد أنملة عنه كي لا أحرم نفسي من لذة التيه..فمتى أهوي على أرضك كورقة خريفية تتقاذفها الريح؟
الميم متاهة الروح ببرزخ التجلي، هناك حيث تتماهى مع الجسد لتصير منارة للعابرين إلى السماء، موت مشتهى تميد أغصانه بأعشاش الأماني، ماهية الكتابة وقدسية المجاز باللحظة الشعرية كما تنبأ بها باشلار، كمية الأحاسيس العابرة للنصوص والمسكوبة بألق الذائقة بذهن المتلقي..هكذا يكون الحرف مياسا كالأحجار الكريمة..منتهى التعبد بمحراب الأبجدية..
نون وما يسطرون..الشعراء وما يكتبون..نون نائمة على فراش القصيدة، ملكة متوجة نجت من المجزرة، ناعمة الملمس أيتها الحروف الصقيلة، طيبة المعشر حين يناديك المنادي فتلبين طوعا أو كرها..كل حرف ينمو على بياض الصفحات كائن حي يتنفس شعرا أو نثرا..فأرجوكم تعهدوه بالرعاية..
هيهات ثم هيهات يا أيها الحرف العنيد.. أتجرع هاء الهجر على مضض، أتجرع هجير الهوان مذ خاصمني الإلهام.. هل كنت تدري أنك لصدك كنت تدق آخر مسمار بنعش القصيدة؟ هل كنت تدري أنك هبة الله لمن اكتوى بنار صبابتك؟
الآن فقط أعترف
خطيئتي الوحيدة أنني أهملتك وتركتك وحيدا تعاقر برد المساءات..
خطيئتي الوحيدة انني ما حفظتك عن ظهر قلب..
قد ذبلت أيامي مذ أعلنت الرحيل..
فعد إلى حضني ولتكن نارك بردا وسلاما علي وعلى من أصابتهم حماك أجمعين! 
ولتكن واوك وردة بمزهرية ديواني المرتقب!
أواه من وحدة استوطنت واوها أيامي فأصابتها الرطوبة ونال من أطرافها الملل..
يا ياء النداء أصيخي السمع لصرخة اليائسين والمحبطين والتائهين والتائبين من زلة هجر الحرف توبة نصوحا.. يا قبلة ييمم شطرها المؤرقون بصبابة الكتابة كل حين، إني وقومي نجدد فروض البيعة و الولاء لك وللبقية من ولاتك الآخرين..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://horoofmenalyasamine.arabepro.com
 
مجلة حروف من الياسميبن *تفاحة آدم. *الجزء الأول. بقلم محمد دريوش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجلة حروف من الياسمين *** " العودة " بقلم / محمد دريوش
» مجلة حروف من الياسميبن *** " رؤية عين " بقلم / محمد خالد طه
» مجلة حروف من الياسمين***" فصام.. "بقلم الشاعر / محمد دريوش
» مجلة حروف من الياسمين *** " " / ــ ميت على قيد الحب ــ" بقلم الشاعر محمد دريوش
» مجلة حروف من الياسميبن ***( للحزن في قلبي مكان ) بقلم محمد عطيه محمد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة حروف من الياسمين :: االشعر والخواطر :: الخواطر-
انتقل الى: