نشأت صالح محرر
عدد المساهمات : 50 تاريخ التسجيل : 12/11/2015
| موضوع: مجلة حروف من الياسمين ********"(حوار الطرشان ) " " بقلم : احمد الجبوري الأحد نوفمبر 15, 2015 1:30 pm | |
|
(حوار الطرشان ) لعل هذا المثل الدارج في اوساطنا الشعبية (حوار الطرشان) يترجم بدقة متناهية ما آلت له اوضاع .الادب الشعبي اليوم .
فكل ما تفحص الناقد مايجري على صعيد القصيدة الشعبيه يرى وبوضوح مثل الشمس بل اشد توهجا من
الشمس ..ان هذه القصيدة التي حافظ عليها رعيل من الشعراء الشعبيين على طول الفترة ..
الممتدة من بدايات القرن .20 والى يومنا الحاضر .. بدأت تنهار قلاعها الواحدة بعد الاخرى ..بسبب المتطفلين على حدودها .كأن
عدوى التهريج تسللت تحت جنح الظلام لتحمل ما تبقى من كؤوس المهزلة الى افواه المترنمين بأنشودة الهراء .
فصاغوا من خيالاتهم المهترءة بواكيير المحنة التي تلف تراثنا الشعبي .ذالك التراث الذي صنعه شعراء امثال ابو
معيشي وكاضم واسماعيل وعريان وهذه النماذج من الشعراء الشعبيين الذين حملوا ثقافتهم كالرمح بوجه الركود ..
مع بالغ الاسف اليوم نرى كل هذه الكنوز بدأت تُسرق في وضح النهار ..قبل يومين كنت اتابع احدى القنوات
الفضائية ..وفي لحظة من الذهول والشعور بالأحباط وقع بصري على برنامج اسمه (شاعر العراق )
انا لا اشكك بالشباب المشاركيين في المسابقة اطلاقا فقد سمعت ايات قصائدهم البالغة وتلك الصور البديعة والانيقة والجميلة
..لكن ما يجعلني اتجرع كأس المرارة .هي لجنة التحكيم في هذا البرنامج .تتكون لجنة التحكيم من 4 اربعة حكام .
الاول شاعر له كل الصفات المنحرفة .ناسيا او متناسيا ان الشاعر قبل كل شيئ موقف ومبدأ واحترام . والثاني
. شاعر اخر لم نسمع له على مر ايام التاريخ قصيدة ذات قيمة اطلاقا .والثالث ممثلة .مبدعة في التمثيل
لكن لا اعرف كيف سمحت لنفسها ان تتطفل على الشعر بهذا الشكل المريع ..والرابع .مهرج فاشل لايعقل اي طرفيه اطول ..
هذه هي اللجنة التي ستختار (شاعر العراق ???) والاغرب هو الصمت المخيف من اتحاد الشعراء الشعبيين ..
فيا ايها السادة والسيدات الكرام الله الله في تراثنا ..الله الله في الشعر الشعبي ..الله الله في انفسكم ..الله الله في العراق .
وفي زحمة كل هذه التناقضات . تذكر قول والدتي (يمه هو الاغم يبقى اغم ) فعلا لعل كل تلك المقالات التي كتبها الشعراء
حتى يحافظوا على ماء وجه القصيدة الشعبية لم تأتي بفائدة ترجى ..بل العكس تماما نرى ان كل ما
دخل احد شعرائنا بمشروع للأصلاح . تواجهه هو وزملائه تلك المجموعه من الذين امتهنوا الدياثة ..
وتلك الاجساد العارية في المراقص والبارات اليلة مع تراتيل الخمر وانغام الموسيقى التي تشبه كل شيئ غير الموسيقى واوتار
العود الذي يصرخ من ذلة وقوعه بيد هاؤلاء ..كل هذه النكرات تقوم لتواجه اي مشروع للأصلاح .وفي الجانب الاخر
نجد بعض النقاد يعيب على هذه المحاولات بأنها انغلاقية وغير تطورية ..ولله سلمنا امرنا وحسبنا هو بما وصلت له
حاضرتنا الادبية الشعبية
بقلم الكاتب :د . احمد الجبوري
..........
| |
|