مجلة حروف من الياسمين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مجلة الأدب والشعر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مجلة حروف من الياسميبن **** الحسين / لعوينة بقلم الناقد ~~~صالح هشام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شاعرة الياسمين منى ضيا
المدير العام
شاعرة الياسمين منى ضيا


عدد المساهمات : 571
تاريخ التسجيل : 20/07/2015

مجلة حروف من الياسميبن **** الحسين / لعوينة بقلم الناقد ~~~صالح هشام  Empty
مُساهمةموضوع: مجلة حروف من الياسميبن **** الحسين / لعوينة بقلم الناقد ~~~صالح هشام    مجلة حروف من الياسميبن **** الحسين / لعوينة بقلم الناقد ~~~صالح هشام  Emptyالثلاثاء أكتوبر 20, 2015 4:54 pm

مجلة حروف من الياسميبن **** الحسين / لعوينة بقلم الناقد ~~~صالح هشام  118137063



الحسين / لعوينة *~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~قصة قصيرة يحكم حزم أسمال بؤسه و جنونه الصفراء على ردفيه ، يمرر راحته المتشققة فوق لحيته الكثيفة . يقاوم شغب يرقة الخبل في تلافيف دماغه ! يتظاهر بالتعقل ، يحشر نفسه بين الحشود ، يتخطى رقاب الناس ، على بعد خطوة تقريبا من أريكة الراوي يقعى كالكلب ،يبتعد عنه بعضهم هروبا من رائحته الكريهة! يفتح بالوعته عن آخرها يتثاءب ، يظهر منها السقف و اللثة ! يشد بتلابيب العبد الأسود ، تسيل عبرة الأدهم ، يحمحم ! مرتعبا : يلف قفاه بكلتا راحتيه ، يحتمي من سطوة الرماح : صدر الأدهم كفيل بها ، في منطقه المخبول ! يمعن العبد في الفتك : مائة فارس يمينا ومائة صنديد يسارا ! الصارم يضيء مثار النقع : شهب تتهاوى في ليل حالك فوق الرؤوس ! 
يبالغ في دغدغة شعيرات لحيته الشعثاء المخضبة بلون الحناء . تغرد ذبابة مشاغبة خارج السرب وتشرد ،سوء حظها يقحمها في جعبة خيشومه النتن ، تتيه في متاهات تجويف أنفه ، وتضل طريقها ،يفتح عينا ويسد الأخرى ، يمتص الهواء الأغبر، يعطس : آ آ تسي ! آ آ تسي ! يلفظ المسكينة ملفوفة في سائل لزج يميل إلى صفرة خضراء ، يجس نبضها بعود يابس . يتأكد من موتها اختناقا ،يقهقه عاليا . تلمع أسنانه النخرة في خرابته ،يراقص ساديته فوق جثة القتيلة !
يحشر جمجمته المسطحة في ( قدر معدني ) قديم حد الأذنين ! يقيه من حجرة طائشة أو مقصودة !يغنم العبد الأسود ألف ناقة حمراء ، يملح الغنيمة بسبايا عربيات ، جاهليات ،جميلات ! يقطع مسيرة أربعين يوما في صحراء الربع الخالي، الرمال المتحركة ، أمواج عاتية مخيفة : داخلها مفقود والخارج منها مولود ! يداعب الراوي الهواء بعصاه ينسى نفسه ،يلبس عباءة العبد الأسود ،يعتقد أنه طرف في المعركة ،يتلذذ الحشد بهذه الإنتصارات ويتبرم من الهزائم .
نحن كنا خارج بناء الحكاية . كنا نريد أن نكسر أسطورة لعوينة ،ونحطم صورته ، نمعن فيه النظر ، وكأننا في حضرة عارضة أزياء ! (الحسين/ لعوينة ): فقد عينه اليمنى في معركة شرسة مع أخيه التوأم ( لحسن) الذي مات إثر صعقة كهربائية منذ سنوات ! كان يسرق التيار الكهربائي من عمود عالي التوتر ، لإنارة مغارتهما في غابة (عين عيشة ) شرق مدينة وادي زم ! 
تعودنا رؤيته من زوايا أزقة ودروب المسجد العتيق الضيقة : من حين لآخر نهديه حجرة أو شتيمة أو أي شيء يستفزه ، فنؤدي الثمن باهضا .شراسته تغير مجرى الدم في عروقنا ، وتجعل قلوبنا تركل بين أضلاعنا ، إنه لعوينة : نحسب له ألف حساب : شرس ،قوي ، و أحمق ، كل أسباب الرهبة والخوف تتوفر فيه ! يشعر بأعيننا إبرا تخيط جسده وتجتاحه في كل جزء من رأسه إلى أخمص قدميه ،لكنه يتجاهلنا !
يلتفت أخي نحونا وكان لتوه أنهى قراءة رواية (ساعات في الجحيم ):
- هاه ! هاه ! هاه ! ،لعوينة يضع خوذة على رأسه كأنه في ساحة القرطاس! تنتشر هذه الكلمة ( القرطاس ) كالنار في قش يابس : 
- قرطاس ! قرطاس ! قرطاس !
يتظاهر بانشغاله بأحداث العنترية ! نمعن في استفزازه :
-قرطاس ! قرطاس ! قرطاس !
تسري ضحكات مكتومة في جميع الصفوف! نخلخل انتباه الحشد ! يشعر الراوي أنه سيتلف رأس الخيط و النهر سيغير مجراه ! يهددنا بالطرد من الحلقة ! يسود الصمت ، تستمر الحكاية ، يبتلع الراوي فوضى الحروف المتنافرة ، يصعب عليه ترتيبها ، من حين لآخر يسهل مرورها بجرعة أوجرعتين من الماء ، يتبعها بكحة أو كحتين لتعبيد الطريق للكلام !
يعيد أخي الكرة ، يتحرش بلعوينة : 
-قرطاس ! قرطاس ! قرطاس ! 
يشعر أن السيل بجرأة يتسلق منحدر جبل، فيرد عليه بحنق شديد :
- يضرب أمك للقلب ! يضرب أمك للقلب ! من فمك لقلبك ! 
يستنتج أن ( القدر المعدني ) فوق رأسه هو سبب تحرشنا به ، يزيله ، يضعه تحت مؤخرته ، تنعكس أشعة شمس الأصيل على صلعته يغوص أخي في نوبة ضحك هستيرية و هو يصيح ويضرب الأرض بقدميه غير مبال بتأفف وتضجر الحشد :
- وا لقرع بارو ، بارو ! جباذ لخرى بظفارو ! 
يثور الراوي في وجهنا ، تهوى علينا الأحذية من كل حذب وصوب ،
نتسلل كالفئران من بين الحشود ، تلفظنا الحلقة تحت وابل من اللعنات والشتائم ، نسابق الريح طمعا في النجاة ، وإفلاتا بجلودنا ، يستجمع لعوينة قواه ، يقتفى أثرنا ، سينتقم منا لا محالة. تبتلعنا تلك الأزقة الضيقة ، تمتصنا الأرض , يدور كالخدروف في كل الاتجاهات ! يتوعدنا ، ويقسم برأس أخيه التوأم (لحسن ) أن يدق أعناقنا كالدجاج ! يسند لعوينة ظهره للحائط ، ويهوي على الأرض ، يلهث كالكلب ! تخبو عبارات الاستفزاز وتضعف ، ويبتعد أخي : 
-القرطاس !القرطا ! القرط...........!
فيرد بصوت مبحوح ومتعب : 
-يضرب أمك للقلب ! من فمك لقلبك ! 
في بقايا خرابة في رأس الدرب يعثر ولد الحداد على جسم غريب ، شبيه بظهر السلحفاة ، ننشغل به ، نتفحصه ، لم يسبق لنا ان رأينا مثل هذه اللعبة التي لم تفقد طلاءها بعد ،لكنها لعبة مشبوهة !
في غفلة منا يلتف علينا لعوينة من زقاق ضيق جدا ليست له مخارج ،يحاصرني في زاوية مغلقة ، يسد علي كل المنافد ، أتمسك بالحائط كالمصلوب ، يقف أمامي ماردا ضخما ، تجتاح السخونة فخذي ، يمتليء حذائي بالبلل ،يلصق عينيه بالأرض ، يدور حول نفسه دورة كاملة كالإعصار، يسدد لي ركلة في فم المعدة ،ويعالجني بلكمة قوية على الصدغ ، أفقد توازني ، و أسقط أرضا أتلوى كالحية من الألم ، يستدير بسرعة ، وتمتصه الأزقة الضيقة ، أجمع عظامي وأروح في نوبة نحيب مكتوم ألعق جراحي كالكلب المسعور قبل تجاوز عتبة الباب يفاجئني والدي:
-ما بك يا ولدي ؟ حالك لا يعجب !
- لقد ركلني (لعوينة )في فم المعدة !
ضحك أبي حتى كاد يستلقي على قفاه وقال ساخرا :
- حصل خير يا ولدي، لا زلت حيا ، لقد صدمك قطار !
بسرعة البرق حزمت أمي قفطانها على خصرها و أطلقت ساقيها للريح تبغي خرابة رأس الدرب .
صاح أبي مندهشا :
-ما بالك يا امرأة ،؟! ماذا وقع ؟! هل جننت أم أصابك مس ؟! 
-ولد الحداد ! ولد الحداد !
ما باله يا مجنونة ؟! 
- ولد الحداد : عين و خمسة أصابع في جرعة ماء !
وتبخرت كقطرة ماء فوق صفحة حديد ساخن ، في متاهات المسجد العتيق !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
للتوضيح : القرطاس هو الرصاص الحي في العامية المغربية 
لخرى : البراز 
بقلم الاستاذ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~صالح هشام 
الرباط / المغرب ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~الاحد ١٨\١٠\٢٠١٥
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://horoofmenalyasamine.arabepro.com
 
مجلة حروف من الياسميبن **** الحسين / لعوينة بقلم الناقد ~~~صالح هشام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجة حروف من الياسمين ** لجام الحمارة بقلم الناقد صالح هشام
» مجلة حروف من الياسميبن *** " دراسات نقدية : إشكالية الرمز والعلامة " بقلم / صالح هشام
» مجلة حروف من الياسمين " الإعلال وأنواعه " بقلم / صالح هشام .
» مجلة حروف من الياسمن*** " حنظلة ~~~~~~~خاطرة ■■■■■■■■ " بقلم / الاستاذ صالح هشام
» مجلة حروف من الياسمن*** " هذيان ~ خاطرة مجنونة " بقلم / الاستاذ صالح هشام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة حروف من الياسمين :: االشعر والخواطر :: الخواطر-
انتقل الى: