( سمراء الرابية )
-------------
زقاقٌ قديم
بجانبِ رابيةٍ عتيقة
وثلةٌ مِنَ الطيرِ
تحتفي بعودةِ وشاحِ الخريف
الطينُ يُعكرُ صفاءَ المشهدِ الأنيق
صوتٌ مِنْ جُبّ الولادة
يعتلي صهوة النشوة
وعورةٌ وظلمةٌ ونيةٌ سوداء
تعتري الصفحةَ البيضاء
لِتّوها تصلُ الصبيةُ السمراء
تحتمي بِظلِّ الرابية
والعيونُ ترْقبُ نهايةَ الزِقاق
التفافةٌ نحوَ اليمين
تغوصُ العينُ في بحرِ انتظار
دقائقُ الحريق
تنبضُ في متاهةِ الطريق
والسمراءُ ماتزال
ترسمُ لوحةَ المُحال
تنحني الرابية صوبَ اليمين
تهمسُ ذاتَ الشمال
والحزنُ ما يزال
جاثماً فوقَ جُثة الزقاق
الصبيةُ تُصغي لهمسِ الرابية
تذرفُ العيون
حُبّها العتيق
تُثيرُ الدمعةُ الشجون
تُراه مَنْ يكون
الطيورُ بحرقةٍ يتهامسون
والسمراءُ ما تزال
في لُجّةِ الزقاق
والوحلُ وانحناءُ الرابية
تتأملُ العناق
وترسمُ فوقَ ثغرِ ثُلّةِ الطيور
لوحةَ المُحال ...
-----------
وليد . ع . العايش
8/10/2015م