وصفي المشهراوي
(أين هو الفرح الذي يشعربه من نشأ على النفاق ؟!) النفاق صفة الأرذال من البشر ! والانسان وحده دون سائر المخلوقات هو من يسمح لنفسه بأن تتدلى الى دركات الحياة بعيداً عن سموها وألقها ونور بهائها ! صحيح أن تلك الزاحفة المسماة بالحرباء تتلون وتتشكل وتناور لتصيد فريستها ! وصحيح أن الثعلب يغرر من أراد الامساك به أو ليحتال كيف يوقع فريسته أو النجاة من عدوه ! لكن الانسان أدهى وأمرّ وأرذل وأشر حين يستعمل عقله للشرور وايذاء بني جنسه فطامّته لحظتئذ تطمس كثيراً من معالم الاصلاح في الأرض وتصيب الدنيا بالشلل بالطول والعرض . وكلمة نفاق ومنافق تمجّها النفس الطيبة الأصيلة لأنها على النقيض منها تماما ! والمنافق ملعون من الله ومأواه ليس جهنم فقط وانما في الدرك الأسفل من النار ! فجميع مناوراته ولفّه ودورانه ومهارته في الكذب والخداع والمخادعة انقلبت على رأسه بالسوء ! فلا يعرف الفرح في الدنيا لأنه ممقوت من أكارم الخلق ولن يفلح في الآخرة لسوء العداب ! فيا أيها الأحباب كونوا كما أتمنى أن أكون أنا واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار ! فالبياض دائم التلألأ ! والسواد يخفي الشيئ الكثير ! اللهم أصلح نفوسنا واصرف عنا أقبح الصفات ! وقنا شرّ النفاق والمنافقين ولو كان صاحبها قد أمّ الصفوف وفتواه كالغراب المنتوف ! والآخرة خير وأبقى ! الأديب وصفي المشهراوي ...