القصة القصيرة
إمرأة من ذهب
خرجت الى الدنيا جميلة وذات عينان تأخذك من أول نظرة إليها ولما كبرت زوجت الي أول من طرق الباب وفرح الأهل خوفاً من جمالها وسعد بها من تزوجها ورغم أنها لم تشعر في البداية بأي ميل اليه إلا أن المجتمع عود الإناث أن يخلصنا لمن أصبح زوجاً لهن أما مشاعرها فهي تترك للظروف وللعشرة وفعلاً كانت
مخلصة لوصايا المجتمع رغم أنها لم تشعر معه بأي إحتراماً لرغاباتها وهي معه في العلاقة الحميمية ورضيت أن يحقق لنفسه ما يشبعه دونما أن تكون هي في الحسبان وسريعاً هي حملت منه وأنجبت بنتاً رائعة الجمال مثل الأم ولكنها ولدت كفيفه ثم أنجبت بنتاً وحمدت الله أنها سوية ثم ولد ثم بنتاً ثم ولد ولم تقصر في تربيتهم الكفيفه
والأسوياء سواءاً بسواء والقصة سوف تركز على عطاء الأم المكافحة والبنت الكفيفة الواثقة من نفسها والراضية بعطاء ربها والأب الأناني أما الأب فقد تعلق قلبه بزوجة صديق لهم كانا يحضران الي بيتهما ويسهران معهما وسرعان ما تسبب في طلاقها من زوجها وتزوجها ولم يخبر الزوجة التى تكافح في تربية
الأبناء الخمسة ومنهم الكفيفة وشعرت الزوجة بتغير حال الزوج الذي أصبح تحت ضغط الزوجة الثانية التى تصر على ضرورة إخبار زوجته بأنه قد تزوج فلانه التى من أجله تركت زوجها وفلا إنهار مرة وأخبر زوجته أنه تزوج من شهور بفلانه وشعرت الزوجة بجرح كرامتها وأنوثتها وتسألت ومعها كل المعارف ماذا ينقصه
ليذهب الى أخرى ولم يستمر شعورها بالجرح طويلاً فأمامها مسئولية لابجب أن تقصر فيها وأستمر شهور في زواجه الجديد وقد نسيت الزوجة الجميلة أنها زوجه وتذكرت فقط أنها أم والغريب أن زواجه الجديد لم يستمر طويلاً ثم طلق هذه الزوجة وعاد الي بيته الأول معتذراً لزوجته الجميلة ونادماً على ما فعله ورغم جرحها قبلت
أن تكون له كما كانت الزوجه الوفيه لبيتها وحبها لأولادها مما جعلها كما نقول نحن تفتح صفحةً جديدة ورغم أنانيته في علاقته الحميمية معها رضيت من أجل بيتها وبعد شهور عاد الي عادته وتزوج بإخرى وهنا أخذت قراراً الا تعيش معه وفعلاً إفترقا ولكن بلا طلاق وقالت من أجل أبنائي أظل زوجه له ولكن بدون علاقات
زوجية أو أن يقيم هو معها أما بطلة قصتنا بعد الأم الذهبية فهي أيضاً من ذهب قاومت البنت الكفيفة الإعاقة وحصلت على الماجستير وأصبحت قيمة وقامه في المجتمع وتزوجت من شاب له نفس الإعاقة ويحمل درجة الدكتوراه وأنجبت بنين وبنات أما الأم الذهبية المعدن فقد قدمت أبنائها بنات ورجال الي المجتمع وقد تخرجوا
جميعاً من الجامعه ونظرت الي نفسها يوماً في المرآة وجدت جمالها كما كانت من قبل وسألت نفسها هل ذنبي أني أخلصت لمن لا يستحق الإخلاص أم ذنبي أنني كنت طائعة وأمنَ هو جانبي نزلت من عينها دموع وتذكرت أولادها وما وصلوا إليه فمسحت دموعها وقالت الحمد لله.
ا.د/ محمد موسى