مجلة حروف من الياسمبن *** " الناقد Salah Hachcham رأيه بحروفي " بقلم / شاعرة الياسمين منى ضيا

الناقد Salah Hachcham
رأيه بحروفي

كان النقاد يقولون اعذب الشعر اكذبه ،هذا صحيح لكن لا جنس ادبي بامكانه ان يتغلغل في اعماق النفس البشرية ليكشف ما فيها من العواطف والاحاسيس
هو وحده القادر على سبر اغوار ما اختفى واستتر مما نحسه ولا نراه ولكننا نراه شعرا ، هي الكلمة الراقية عبر مختلف الازمنة والعصور ،
فهم الذين في الوادي يهيمون ، نلا حظ هذا عندما نقرأ قصيدة تقطر كلماتها دما او فرحا او حزنا ، الشعر وحده الترجمان للعاطفة البشرية

والاحساس ، بكل تجلياته ، الاستاذة الشاعرة منى ، تهيم بقرائها في عالم الجمال ، تمتطي حصان الشعراء المجنح ، ا(لبجاسوس)
وبكلماتها الصوفية ترسم اجمل صورة للحب والعشق ، ليس العشق الذي قد يتصوره القاريء ، اي العشق المادي وانما العشق الروحي
، حب الحياة ،حب الخير ، حب البشرية ، حب كل تجليات الحياة ، فهي من خلال قراءتي لهذه الكلمات القليلة والكبيرة في الوقت نفسه

تأبى الا ان توقض في نفس القاريء نزعة الحلول والاتحاد كما عبر عنها شعراء الصوفية ،تتجلى هذه النزعة الصوفية في كل هذه
الكلمات التي تزين هذا العقد الشعري الرائع ، والذي زانته الشاعرة بقراءتها التي تتغلغل في اعماق المستمع ، والقاريء على حد
سواء ، هي الكلمة اذن قصية عصية متمنعة الا على من يعرف كيف يروضها ، وهي اشبه بالحصان الجموح لا يحكم السيطرة

على عنانه الا شاعر فارس متمرس محنك في الاخذ بزمام امور اللغة وليست الاستاذة منى الا هذا الفارس الذي عرك
الكلمة الشعرية وطوعها كالحداد الذي يطوع الحديد فيطاوعه يمده فيمتد ، هي هذه الشاعرة التي تعرف كيف ترسم
الصورة المعبرة بالقلم لا بالريشة ، وتعرف كيف تحمل القاريء من واقعه الى عالم الهذيان الجميل ، عالم

الجنون العذب ، كلماتها اذن تمارس في نفس القاريء نوعا من التخذير ، فيهيم وراء الكلمات ، ويتمسك بتلابيب
الصور الشعرية الشفافة ، هي اذن طاقة شعرية رائعة تتجسد في اشعارها نظريات الاتحاد والحلول
الصوفية ، لكن عندما تقرأ نصوصها احترس جيدا والا طاردت خيوط دخان ،. وارقص معها فوق

جميع الاشياء لانها تمارس لعبة جنون اللغة بامتياز
((اللغة نوع من الجنون العذب فعند الحديث بها يرقص الانسان فوق جميع الاشياء )) نيتشه