نشأت صالح محرر
عدد المساهمات : 50 تاريخ التسجيل : 12/11/2015
| موضوع: مجلة حروف من الياسمين " جنائزية الأعراس " بقلم الكاتب :حسن رياض . الثلاثاء نوفمبر 17, 2015 4:15 pm | |
| ]center]جنائزية الأعراس
ذات لحظة وأنا في حلم افتراضي ..
.رأيتني أنعي نفسي بعدما انسلت منها روحي ..
. وسمعت بقربي صياح المولولات ... أكيد يولولون ليس على فقداني وفراقي .
.. بل على ما يعتلي أنفسهم من غيم الرواسب والكروب
... وتختلف من حولي الوجوه وقد تقنعت بأقنعة الإيمان ...
وبدأ الكل يذكرني بنفاق مفبرك ويتمسح بمعرفتي التي لا أتذكرها
... ويحكي عني ويتحاكى عن مواقف لم يكن لي بها سابق معرفة ..
. وما أقلقني وأوجع حافظتي تلك الدموع التماسيحية التي تراق علي بحرقة جارفة من غير جدوى
... الكل في مأتمي يبكي ليلاه
... ويتوجع على فقيد ربما عرفه أو لم يعرفه حتى لحظة التشييع
... وهناك في جانب أخر يقف أخرون يحكون نوادر..
.أظنني بريء منها براءة الذئب من دم القميص ...
ويقهقهون بصوت مسخي تعتليه شرخة الشماتة ..
يحين الوقت ويخرجون بنعشي الملفوف بالبياض الشفاف ...
نحو المنعطف الأخير ...
يتعالى الصراخ ويحتد العويل ...
وتتعفر الوجوه المقنعة بالزيف والنفاق ...
والأعين الحمقى ترثني بدمع جزافي وليد لحظة التصنع والارتجال ...
في احتفالية جنائزية العرس
الأخير ... ويسير بي محمولاً في موكب مهيب ...
وقد تم طلب من الجهات المختصة حفر قبري قبل الوصول ..
.حتى لا يضيعون الوقت ...
ربما أشغلتهم بعض الشيء عن مصالحهم ...
وعليهم التخلص من جثمان بأقصى سرعة ...
أو ربما يخافون أن اتراجع عن الوفاة ... وألحق بهم قبل موكب العودة ...
وما اشعرني بالتدمر هو تلك الورود التي وضعت حول محيط قبري ...
ليتهم قدموا لي منها وردة أثناء حياتي ...
كانت ستكون أكثر تعبيراً وتقديراً لشخصي الحي الفقيد ...
وأبقى وحدي مع مخاوفي وهواجسي من الحساب ...
بينما الموكب يسارع فاراً في العودة ...
ويتفرق الجمع على أن يقام سراديق النعي مساءاً ...
ويحضر ذلك المقريء الذي أخذ ثمن القراءة مسبقاً .
.. واشترط أن يكون مكبر الصوت دو جودة عالية مع تردد الصدى ...
وتزدان الموائد بأشهى المأكولات وأطيبها .
.. وتدور الأحديث بعد سكوت المقرئ ...
ويتسامرون ... يتغامزون ... ولا واحد تذكرني في زحمة الأقاويل ...
كل ما يربطني بهذا العالم هو موائد الأكل ...
والأفواه الشرهة التي تلتهمه بنهم وجشع ...
وقبل أن ينتصف الليل يكون كل شيء...
انتهى بانتهائي من مسالك الحياة ...
وربما حتى الورود التي تركوها قد دبلت ...
وتلاشى عبقها ... من أنوف الحضور الكريم ...
وهم يبعثون أخر كلمة ... إنا لله وإنا إليه راجعون
سلطان القلم حسن رياض
......... [/center] | |
|