أُمِّي الحَبيبةُ
أ لاَ يَا عَيْنُ
لاَ تَنْسَيْ مَنْ سَهِرَ في اللَّيْلِ يُنَاجِيكِ
فإنَّ للأمِّ هَمَسَاتٍ تُـراعِيكِ
أمِّي يَا قُرَّةَ عَيْنِي
إذا غِبْتِ عَنْ عَيْني أنَادِيكِ...
سَهِرْتِ اللَّيْلَ مِنْ أجْلِي تُنَاجِينِي
والحُبُّ مَحْيَاكِ
فيا رَبِّي إليْكَ كُلّ دَعَواتِي
احْفَظْ أمّي في ذاتِي ...
أمِّي لَكِ غُفْرانٌ مِنْ ربّي
حَفِظْتِ في الصّبا سِرِّي
سَهِرْتِ اللَّيْلَ في مَرَضِي
حَمَلْتِ فِي خَفِيِّ الصَّدْرِ آهاتِي
تَمَنَّيْتُ يَرُوحُ الشَّيْبُ
وتَعُودُ لَيَالي العِزِّ والحُضْنِ
أُلاَزِمُكِ كَظِلِّ القَدِّ و الغَيْمِ
يَحْمِيكِ صَهْدَ الشَّمْسِ و الضَّيْمِ ...
أُمِّي مِفْتَاحٌ لِعَطْفِ الرّحْمَانِ
إذا غَابَتْ يَغِيبُ النُّورُ مِنْ قَلْبِي
وتَطْفُو على الخَدَّيْنِ دَمْعَاتِي
سَبِيلِي في عَطْفِكِ رِضى رَبِّي
وأنْتِ كَنْزِي وَ حَيَاتِي
فإنْ سامَرْتُ أقْلاَمِي بِكِ أحْكِي عَمَّنْ فَارَقَتْ ذَاتِي تَقُولُ حَبيبَتي :
هَلْ تَذَوَّقْتَ شَهِيَّ الطِّيبِ مِنْ عَسَلِي
أقُولُ لهَـا :
إنَّ السُّكَّرَ عَسَلٌ مِنْ يَدِ أمِّي
فَلاَ أنْثَى تُضَاهِيهَا
سَأُعْلِنُهَا في سِرِّي وفِي عَلَنِي ...
حَنِينِي لِلَيَالِي الصِّغَرِ في المَهْدِ
تُناجِيني هَمْسًا إذا بَكَتْ عَيْنِي
تُداوِي جُرْحِي بِالكَلِمِ
تُداعِبُنِي فِي ضِيقِي وفى فَرَحِي
فيَا وَيْلَ الّذي مِنْ عَطْفِهَا حُرِمَ
فإنْ غِبْتِ فإنَّ اللهَ حَامِيكِ
ويَا سَعْدَهُ مَنْ نَالَ رِضَاكِ
فإنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ قَدَمَيْـكِ
طاهر مشي