#غسان_كنفاني
حين يمر ليلي...بحروف العظام أخجل عندما لا أدونها هنا في صفحاتي...
هنا من أجمل مكان في الكون مكتبي وكتبي بغرفتي ...لتقع عيني ممحصة لحروفك غسان في (عن الرجال والبنادق).
سيدي غسان كما بدأت الحديث عن ذاك الكاتب الصيني"سان تسي"بتعريف النصر وإن الحرب خدعه... والعروبه من حروفك الزائره لعقلي...نمت متأخره جدا فأنا منذ عدة ايام لم اقرأ المهم أني اراقب حروفك... كما كنت تراقب همومك ... وللصدفه ها هي ليلتي ممطرة و راعده....أقرأ بعض الصفحات وأذهب لأحيك قهوتي بدفئ الحروف وببسمتي وانا أتخيل تلك المواقف بحوارك مع ذاك اللذي على الهاتف يحمسك لجمع الألعاب وتوزيعها على الأطفال بالمخيمات والنوم يشد انصافك....وأضمك ايضا للرجال اللذين مدحتهم ...رجال يزحفون تحت صدر العتمه ليبنوا لنا شرفا غير ملطخ بالوحل....واحاول جاهده ان اضع لنفسي بنقاط لتلك الفوارق ما بين عصرك وعصري لأجد الزمان يتغير ولكن المبادئ هي ذاتها....سيدي "غسان كنفاني" رجال الشرف انت منهم انت تكتبهم وانا أبصرهم وأقرؤهم وارسمهم ما بين الحروف كل منا يكتب شغفه لوطنه ...وكل ما اكتبه الآن على طريقتك هو خارج الموضوع...
ها أنا أتبع حروفك ينتابني شعور غريب تماما كشعورك وانت طفل...حينما أرادوا أن يوزعوا عليكم بعض الألعاب والهدايا التي قدمها الهلال الأحمر...وانت في برعمة طفولتك ....هي الآن فرحتي طفولتي ما بين الحروف أنتظر دفئ النهايه لعلها كوكب العدس الذي وجدته بتلك العلبه الحمراء التي أعطتك إياها تلك الممرضه في ايام الشتاء....
أغترف مضامين الحروف متلهفة وانفخ على قدميك التي سارت حتى تجمدت من أجل دميه .....قدم ان صغيرتان بحذاء ممزق دون جراب ....فقط من أجل دميه.... وانا أيضا يداي ترتجف بردا...وهذا كله أيضا خارج الموضوع...
لأرى ما كتبت عن "أبو حسين يقوص على سياره انكليزيه"...
فمن الشرق رجال اجوب...إلى الغرب بنادق هي حروف المحبوب...
أنظر وارسم بعيني ملامح الرجلين بعدما وصلا صفد أحاول جاهده معرفة الإشارات التي كان يفهمها كل منهما على الآخر دون حديث...لتنتهي المعركه يمدح تلك العصا.....اه يا صديقي لو تعرف مدى معاناتي لحين حصولي على هذه العصا ...وكم تحملت أسئلة خالي ذاك اللذي يلقب الأشياء بغير إسمها...لأكون بعينه ولد...وامي عجوز ....والبندقية مدفع... تلك اليد فيه التي قطع رابطها الجلدي وربط حبل من الليف مكانه كانت بفعلها منتصره إذ انها صوبت فشكاتها بأهداف رائعه...ليأتي ذاك الموقف الذي لا كلام فيه لحظة العوده ....نفس عميق ودعوة لرؤيته مره أخرى بلا قتال....ليعود منصور لخاله ابوحسين مسلما له العهده....ويعيدها لمخبئها وتلحظهم ام حسين مندهشه عاضه على شفتيها...
ليبتسم منصور ويضع إصبعه بشكل مستقيم على شفتيه...فتسكت ام حسين....وبقفزات الغزلان من بين الزيتون ومن فوق قواطع الصخور بتلك الحقول...يصل منصور لساحة بيتهم ويخلع نعليه ليدخل باب بيتهم اللذي يكون مفتوحا دئما...ليجد ابوه يصلي...وأمه بصوت منخفض خائف ولك وين كنت؟....ليستدير منصور على صوت خطى أبو قاسم ليرد على أسئلته الغاضبه....لتكون نهايه خوفه على ولده عدد كبير من الشتائم منتهيه بصفته تذرف بها شفاه منصور دم حار بحرارة ما مر به....واضعا عيناه بالأرض لحين إنهاء والده من تحقيق غاضب وثائر سائلا هل أرجعت المرتيه لخالك صاغ؟؟.... ليندب ابو قاسم حظه انت بصفد واخوك الدكتور قاسم مع اليهوديات!....
فأيقن منصور بالرغم من نصره إلا ان هناك شيء ما يعكر صفوة مزاجه...أجل هو اخوه قاسم عفوا الدكتور قاسم الذي اراد أن يفتك فلاحيته ذاهبا برفقة اليهوديات بتنانيرهن العاريه و أكتافهم المكشوفة...فذهب منصور باحثا عن قاسم فهو لم يراه بالأمس ولم يعود اليوم....فسأل القهوجي ليقول له بأن أخاه عاد إلى عيادته بحيفا...
********************************
هذا ما قرأته بليلتي هذه.... (يتبع)
"سلام زياد قنديل"