سيد الجهنى
(حِينَ يَحلُم القَلَمُ )
حِينَ يَسْكُبَ رُؤَاهُ حُلمَاً
ويَضَعُ فِيهِ عَلي شِفَاهُ الوَرَقِ
حِينَ يّذرفُ الدَمْعَ مِدَاداً بالأرَقِ
وحينَ يَجْئرُ بالسِؤالِ
يَسْألُ الفُرقاءُ منْ عُربٍ ومنْ عجْم
حِينَ يَرسُمُ الصورةَ بلا خوفٍ أو وَجَل
ويَصْنعُ علي شَفَتَيْه السُروِرِ
كَي يَزْرعُ فِي الدُنْيا الأمَل
مُتَرَجلٌ سطحَ السَحَابِ
مَتَى يَنتَهي السَفَر ؟
مَتَى يَطُلُ الغَيْثَ ؟
وتضحْيا الأرضُ بعْدَ موتٍ
وقَد أضحتْ في العينِ عَدَمٍ
هّل نُطَوعُ الذاتَ للذاتِ
أو نغفلُ الآثم باللذاتِ
ونَعصِرُ اللُبَ كَعْصرِ الثيابِ
بَعدَ غُسلٍ من جَنَابٍ
بَاديَةٌ بلا ماءٍ
كيْفَ نَحْيا ونَقتاتُ ؟
كلَ الوجودِ ظَمِأٍ
والكلُ يُريد ُ أنْ يَغتنمَُ
مَا يَرْقصُ في العيَنِ السرابِ
وأسئلة بلا جَوابٍ
وكَثِيبٍ منْ رِمَالٍ وتُرابٍ
والشاةُ بليدةُ في الغَابِ
والريِحُ اسْتَباحتِ الوَبر
أشْيَاءٌ مثلَ النَّعام ِ
وأحْجَارٌ تَبْني هَرم
والظلُ مخبولٌ لا يُؤتَمن
يَذرفُ الحُلمُ علي الأجفانِِ الأرق
والألوَانُ فَواصِلٌ بينَ اللممِ
هَّل يُسَطرُ التاريخُ ملحَمتي ؟
أم يلعقُهَا خواءُ الكُلابِ السَّعرِ
مِسَاحَةٌ ضئيلةٌ
والمَدى محصُورٌ
واللذةُ مُتَسِعَةٌ كالغُور
والقلمُ يُورقُ وحدتِي
بِقلمي // سيد يوسف مرسي
من ديواني (حين يحلم القلم )