بقلم ثورية براحا
أعزمتَ الرحيل ؟
إصْفرت شجرة حديقتنا.
بكت عليك طيور حينا.
وندرت صوماالفراشات
عن رحيق زهورنا.
حينمالبستَ ثوب الرحيل.
وتنكرالربيع لإخضرار لونه،
حين غربت
شمس وجهك الجميل.
بكتك الزهور بدموع من مطر،
وجففَتْهم بأوراق من خريف حزين عليل.
قال: "راحل انا عن قلبك
عن جبروتك
عن سجنك"
سأرحل لأنضو حبل حبك الذي أرمضني.
"سأرحل لأوقف نزيف جروحي
سأرحل لأرنم شضايا ما تبقى من روحي"
قلتُ :"ياعطر الفاوانيا على صدري.
ماذا أقول لكسوتي ذات اللون الوردي.
شهادة ميلاد حبك و حبي؟
كيف اخنق رغبة قارورات عطري
التي احتضرت لتخدرك على نحري.
وأحديتي التي بأنافتها راقصتك
على أنغام من لحني.
وخصلات شعري التي غيرت لونها
بلمسة يديك و فضحت سر قلبي
و لعقد الألماس والزبرجد الذي بيدك انتقيت لجيبي"
سأشتاق لشوق انتظارك لعودتي.
سأشتاق للأشعار التي غارت من وصفك لحبي.
سأشتاق لصمت باح بجنونك بي.
اختنق الكلام في وداعك وارتعشت ووحي .
ووددت لو رحيلك لم يكن سوى كابوسا حل بي.
سترحل وتتركني لعجرفتي وقسوتي
سترحل ومن غيرك يصدق تمثيليتي
سترحل والبكاء لأول مرة طاف بكعبة مقلتي
سترحل وقلبي لأول مرة اشتكى من قسوتي.
سترحل وتأخدني معك فبتواجدك تُخلق قصيداتي ...
أنا من دونك، لست إلا حطام نخوة خاوية.
أنا من غيرك، عالم شهرتي كذبة هاوية.
أنا يا عطر الفاوانيا يا تولوبتي،
زهرة من غير تواجدك فانية.
أنا التي ظننت سجنك خالد
وظننت وصفة غروري خلطة مثالية.
لو عدت سأرتل للطيور أعذب التغريد.
لو عدت سأزين ألوان فراشتي
بعقد زمرد فريد .
لو عدت سأركع لأعيد فصل الربيع
وأصلي لتُمحَى السحب من سماء كل حبيب.
وأشعل الشموع وأبتهل لتعود كماكنت أنت الحبيب.
ث.ب©