مجلة حروف من الياسمين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مجلة الأدب والشعر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
voller-9
المدير العام
voller-9


عدد المساهمات : 1148
تاريخ التسجيل : 05/08/2015
العمر : 54
الموقع : www.Facebook.com

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالأحد أكتوبر 11, 2015 11:01 am

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Fe3nut

توأم روحى الحلقة الاولى
بقلم: جميلة علالة

سم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله...

على بركة الله أبدأ معكم أولى حلقات هذا العمل الادبي وهو رواية تلفزيونية..
أترك لكم اكتشاف محتواها...وأتمنى تنال رضاكم..
(توأم الروح )

مقدمة رواية توأم روحى
بقلم:
الروائية : جميلة غلالة

ابتلى بسوء الطالع والقدر..أصبح رفيقا للظلام الدامس..
بعد أن فقد نعمة البصر.. اسودت الدنيا أمامه...تكسرت عقارب الأزمان..فقد طعم الحياة..وأصبح الياس عاملا قاتلا له...

فجأة....ولد له خيط فضي من رحم الدجى ليغير مجرى حياته....ويترك ظلامه نورا وأملا....
واعتبر أن كل شئ الاها غريب..وهي نور شق ظلمة ليله
وتفانت في ان تكون عينه التي يبصر بها..راسمة صورته في كل زوايا عمرها.
مرددة له: أنت أو لا أحد..
ذاك هو الكاتب الشهير وفارس الرومانسية هاشم فخر الدين ...وتلك حبيبته ريما...لكن يا لسخرية القدر في ما حاكت الأيام لهما......

سنكتشف معا أحداث هذا العمل التلفزيوني ..الذي اتمنى ان ينال الاعجاب
جميلة

توأم روحى الحلقة الاولى
بقلم: جميلة علالة

الفصل شتاء..برد قارس..
ريّاح قويّة.. رذاذ المطر
يتساقط.. البحر هائج ..
وأمواجه متلاطمة..
المكان..فيلّا على الشاطئ

لصاحبها الأديب الشهير
هاشم فخر الدين الذي تعرض
إلى حادث مرور فقد من جرّائه
بصره الشيء الذي جعله يهرب
من المجتمع وينزوي في منزله
الصيفي رغم قسوة الطبيعة حيث
أنّ الفصل شتاء

مشهد داخلي.. الوقت نهار
منزل هاشم الصيفي..وهي فيلّا
تحتوي على عدّة غرف..مؤثثة
تأثيثا رائعا وعصري..زيادة على
مكتب هاشم الذي يعمل فيه.. هناء
المدبرة المنزلية تجلس في المطبخ
وهي تضع يدها على خدّها..وهي
واجمة ومهمومة..الألم بادي عليها
..والدموع تملأ عينيها..

وقد لفّت شعرها الرمادي بمنديل
من نفس نوع المئزر..المطبخ في
مشهد داخلي.. الوقت نهار
منزل هاشم الصيفي..وهي فيلّا
تحتوي على عدّة غرف..مؤثثة
تأثيثا رائعا وعصري..زيادة على
مكتب هاشم الذي يعمل فيه..

هناء المدبرة المنزلية تجلس في المطبخ
وهي تضع يدها على خدّها..وهي
واجمة ومهمومة..الألم بادي عليها
..والدموع تملأ عينيها..

وقد لفّت شعرها الرمادي بمنديل
من نفس نوع المئزر..المطبخ في
غاية النظام وهو عصري وبه كل
الضروريات والكماليات.. تجفف
هناء دمعها...تتنهّد.. تنظر من شبّاك
المطبخ وهي عصبية..ترجع إلى
مكانها..ترفع يديها وهي تتضرّع
إلى الله بصوت يخنقه البكاء.
(هناء تتوسل وتبكي)

يا ربّ..يا أرحم الراحمين..أتوسل إليك بالمصطفي..أن تشفي سيّدي
وولدي الحبيب..يا رب..أخرجه من محنته سليما معافى..
(تضع يدها على صدرها) قلبي يتمزّق..
(تتأوه) آه ثم آه.. كم أتألم لأجلك يا ولدي.

(تتنهّد.. وتمسح دمعها جرس الباب..تنتفض و تقفز) حتما هذا صلاح..
(تسرع الخطى وتفتح الباب .. تجد صلاح واقفا بيده مطرية وهو يلبس
معطفا ويحمي رأسه بكوفية..يغلق المطرية ويمسح حذاءه من الرمال..
تشير إليه بالصمت..تأخذ منه المطرية والمعطف تعلقهما في المعلاق
وتجذبه إلى المطبخ )
صلاح:
(بخوف)

ماذا هناك يا خالة هناء؟ هل من خطب؟ أقلقتني
هناء:
(تتنهد بعمق)
أجلس يا صلاح يا ولدي..أريد التحدث اليك بشأن هاشم
صلاح:
(يتأوه)

آه ..ثم آه من هاشم؟..أنا أموت في اليوم ألف مرّة لأجله
هناء:
أرجوك يا ولدي..أفعل أي شيء لأجله..أخرجه من هذا اليأس..
صلاح :
لقد حاولت معه بكل الطرق..غير أنه أبى.. سنة كاملة..وأنا الهث وراءه..
هناء:
حاول مرّة أخرى..بل مرّا ت
صلاح:
طبعا سأحاول..وأحاول ..وأحاول..هاشم صديق طفولتي وصبايا ..ولن
أتخلى عنه مهما جرى (بألم) ومهما فعل

هناء:
(تتوسل إليه وهي تمسح على رأسه بحنان)
ومهما آلامك كلامه..
صلاح:
(يشير بألم.. )
أجل يا خالة هناء.. مهما آلمني كلامه
هناء:
(تقبل رأسه)
لقد سمعت كلامه الجارح..وخفت أن تقطع صلتك بنا
صلاح:
(يربت على كتف هناءبحب)
لا لا..لا تخافي ..لن أتخلى عن هاشم مهما جرى..لأنّ من جرحني
ليس هاشم الصديق والأخ .. بل هاشم اليائس..هاشم المعقّد ..المحطم
هناء:
بوركت يا ولدي..هذا هو أملي فيك
صلاح:
هل هو في غرفته؟

هناء :
أجل..ولم يتناول سوى القهوة..
صلاح:
جهزي لنا الغداء..سأحاول معه..
(هناء فرحة تجري إلى الثلاجة وتخرج اللحم والخضار)

(توأم الروح )
الى اللقاء مع الحلقة 2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
voller-9
المدير العام
voller-9


عدد المساهمات : 1148
تاريخ التسجيل : 05/08/2015
العمر : 54
الموقع : www.Facebook.com

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالإثنين أكتوبر 12, 2015 12:32 pm

توأم روحي: قصة وسيناريو : جميلة غلالة
الحلقة الثانية

المشهد :داخلي..
الوقت نهار غرفة نوم هاشم..
وهو يجلس في فراشه ..يضع رأسه بين ركبتيه
أثاث الغرفة ثمين ..والستائر الحريرية تزيد
من جمال الغرفة ..غير أن دخان السجائر الذي يعبق
في الجوّ يحجب الأشياء ..ويخنق الأنفاس
دقات على الباب ..يرفع هاشم رأسه رويدا ..رويدا ..
يتنهد

هاشم:
أدخلي يا خالة هناء..
(يدخل صلاح)
صلاح:
لا.. ليست الخالة هناء
( هاشم بدهشة)
من؟ صلاح؟
(صلاح):
(يسعل وهو يسد أنفه ويسرع إلى النافذة)
أجل صلاح...(يرفع الستائر ويفتح )

(هاشم:
(بانفعال وغضب)
ماذا تفعل يا صلاح؟ أغلق النافذة من فضلك ..الهواء بارد
صلاح:
(بحزم وتحدّي)
لا يا هاشم ..لن أغلق النافذة حتى يتجدد الهواء في الغرفة .. الجوّ خانق و دخان السجائر يكتم الأنفاس
(هاشم بنرفزة)
أرجوك يا صلاح ..أرجوك ..أغلق النافذة ..و دعني وشأني ..بل دعني لأحزاني

صلاح:
(يجلس حذوه..يأخذ يده وهو يقاوم ألمه)
هاشم..قم معي إلى مكتبك..أريد أن أفاتحك
في موضوع..الجوّ هنا خانق لا يطاق..

هاشم:
(باستهزاء)
موضوع؟ وأيّ موضوع ؟
صلاح..أتوسل إليك..أن تتركني وشأني..لست بحاجة لا للعطف ولا للشفقة..أفهمت؟
صلاح:
متى ستفهم يا هاشم..أنك صديق طفولتي بل صديق عمري..وأنني لا أشفق عليك بل أحبك
(يتوسل ورجاء)
ولأنني أحبك فلن أتخلى عنك مهما فعلت ..ومهما جرحتني
(يقاوم دمعه)

هل فهمت أنت؟
(يصرّ على أسنانه )
هاشم:
(بصوت مختنق)
أتبكي يا صلاح؟
صلاح:
أجل أبكي..أ بكي لأنّ صديق عمري..دخل في دوّامة من التشاؤم..أبكي لأن ّصديقي
رغم إيمانه بالله ورغم ثقافته الواسعة وشهرته الأوسع ..إ نهار..سلّم نفسه للهواجس..
جعل من الحادثة مأساة..والحال أن الأمل في الشفاء موجود..ولكنك يا هاشم تريد بتشاؤمك..ونظرتك السوداء إلى وضعك..ويأسك.. تريد أن تسد كل باب للأمل..
هاشم:
(بإ استهزاء)
الأمل؟ الأمل في ماذا يا صلاح..أتغالطني؟ أم تغالط نفسك؟

صلاح:
(بلين وهو يشد على يديه)
الأمل في الشفاء يا هاشم
هاشم :
أتمنيني أم تمزح يا صلاح؟
هذا ولا ذاك.. الأمل في الشفاء يا هاشم
هيّا بنا إلى المكتب..وهناك ستعرف كل شي.
هاشم:
ارجوك ياصلاح لا تزرح في نفسي الأمل ربما يكون كاذب

صلاح:
لا والله ..وحق الصداقة والأخوّة أنا لا أمزح فقط أعطني الفرصة لأشرح لك الأمر..
(هاشم:
(بملل) تفضل ..قل ما عندك ..لقد سئمت من إلحاحك
(صلاح يقاوم الألم ..يتنهد)

صلاح:
تعال معي الى المكتب ..ثمّ ...ثم ..أنا ..أنا أتضوّر جوعا..
(يمزح)
بالله عليك الست جائعا؟
( هاشم بحزم)
هاشم:
لا لست جائعا ..ثم ان المطبخ أمامك ..قل للخالة تحضر لك ما تشاء..
صلاح:
ماذا تقول ؟ وهل من عادتي أن أجلس الى المائدة بدونك ..لا لا شكرا ..ما دمت لا تريد الأكل أنسى الأمر
(هاشم محرج)

هاشم:
هل..هل غضبت؟
صلاح:
لا أبدا.....
هيا بنا الى المكتب سأشرح لك الموضوع وأنصرف
(هاشم:
(بارتباك وخجل)
بل غضبت ..انا اعرفك
صلاح:
أبدا ..أبدا
(ينزل هاشم من الفراش فيشده صلاح ..يلبسه هفه ويتجهان الى مكتب هاشم بصمت)

المشهد :
داخلي ..الوقت نهار
مكتب هاشم ..وهو مكتب فسيح وفاخر الأثاث ..
يضم مكتبة ..بها مؤلفات هاشم. بعض اللوحات تزيّن الحائط ..
وصورة مكبّرة لثلاثة شبّان موضوعة فوق المكتب.
بجانبها يوجد آلة تسجيل كبيرة
يقابل مكتب هاشم مكتب صلاح وفوقه حاسوب
وعدّة ملفات وأوراق.. هناك شهادات علمية تزيّن
الجانب الآخر من الحائط ..الملفات والأوراق موضوعة
بنظام فوق المكتب هذا وذاك ..وفي الركن الآخر
صالون صغير ..يساعد صلاح هاشم على الجلوس .
.ويجلس بجانبه

صلاح:
(ينظر إلى هاشم بألم..ويمهمه)
ها ..هاشم..
(بحزم)
هاشم أريد ملفك الطبّي
هاشم:
(يهم بالوقوف بنرفزة ..غير أن يد صلاح ترجعه برفق )
أ لازلت متشبثا بالأوهام يا صلاح؟
(صلاح:
( أرجوك يا هاشم..
هاشم: ألم تسمع ماذا قال الأطباء بعد الحادث؟ الأمل في الشفاء ضعيف
صلاح: بلى سمعت ..ولكن كلامهم ذهب مع الريح
هاشم:
أتشك في كلام الطبيب؟ بل الأطبّاء؟
صلاح:
أنا لم أقل ذلك .. ولكن أريد رأي أطباء الخارج

هاشم:
(بدهشة )
ماذا؟ هل تريدني أن أسافر إلى الخارج؟
صلاح:
سأرسل أوّلا ملفك الطبّي الى طبيب فرنسي مشهور ..راسلته عن طريق الأنترنت وهو ينتظر ملفك لإبداء الرأي فيه
(بحزم)
وإذا كان لا بد من السفر نسافر
هاشم:
ماذا أقول لك يا صلاح؟ أنت متشبث بالأوهام ..ولكن لن أخذلك ..الملف أمامك ..وتحمّل نتائج خيبتك.. إنه في درج المكتب
(صلاح:
( بفرح)

أنا أقبل التحدي
(يتجه إلى المكتب يأخذ الملف و يضمه بفرح وهو يلقي نظرة تحدي إلى هاشم ..يغلق الدرج ويتجه نحوه)
والآن ..أتوسل إليك . . أن تجلس الى مكتبك ..وتسجّل خواطرك ..أرجوك يا هاشم آلة التسجيل جاهزة على المكتب ..لنتكّل على الله ونعمل يا هاشم ..أنا ذاهب و..
(يقاطعه بخوف)
(هاشم:
ماذا؟ هل ..هل ..هل ستتركني وتذهب؟
(الفرحة تعلو وجه صلاح)
صلاح:
(وهو يضرب على الوتر الحساس)
ما دمت لا تريد أن تأكل ..ولا تريد أن نعمل.. فما جدوى بقائي هنا ؟

هاشم:
(عصبي يمهمه)
ص..صص .صلاح..
(تظهر علامة الفرح والانتصار على وجه صلاح)
قل للخالة هناء أن تجهز لنا المائدة
(الفرحة تهز صلاح فيقفز فرحا وهو يصفق بيديه كالطفل. يخرج وهو ينادي هناء..
( يتمتم هاشم) لكم أحبك أيها المجنون

الى اللقاء مع الحلقة القادمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
voller-9
المدير العام
voller-9


عدد المساهمات : 1148
تاريخ التسجيل : 05/08/2015
العمر : 54
الموقع : www.Facebook.com

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالثلاثاء أكتوبر 13, 2015 4:02 pm

توام روحي
قصة وسيناريو: جميلة غلالة
الحلقة الثالثة

المشهد:
داخلي..الوقت نهار
هاشم جالس إلى مكتبه
يدخّن بنهم..وهو ساهم مع خياله
يدخل صلاح بيده ظرف كبير..
يقف بالباب..يتأمل هاشم بألم
يتنهد بعمق ويقترب منه..
صلاح:
هاشم ..أترافقني في جولة على الرمال؟
هاشم:
(يظهر الرعب على وجهه )
من؟ أنا؟
صلاح:
أجل.. أنت

هاشم:
( بغضب)
أتمزح؟ أم تهزأ بي؟
أنا أخرج و أتجول ..ويراني هذا وذاك..لا لا.
صلاح:
(يفتح عينيه دهشة وهو يتميّز غيضا ولكنه يمسك أعصابه)
أجل أنت ستخرج و ستتجوّل
(يتنهد بألم)
أنا؟ أنا أهزأ منك يا هاشم؟ سامحك الله..
هاشم:
أنا..(يمهمه بخجل وحرج)
أنا.. آسف.. أنا..أنا.
صلاح:
أنت ستلبس معطفك وتأتي معي حالا
(يضع يده بودّ على كتف هاشم)
دع أوهامك ويأسك جانبا ولو لمرّة واحدة
(يتنهد هاشم..ويشير نعم برأسه.ينادي)
خالة هناء..
(تدخل مسرعة)
هناء:
نعم يا صلاح يا ولدي..هل من خدمة؟

صلاح:
(يغمز إليها)
من فضلك هات معطف هاشم وكوفيته
سنخرج معا في جولة على الشاطئ
هناء:
(تفتح عينيها فرحا وقد ترقرقت فيهما دمعة )
أقلت معطف ولدي هاشم؟ أ.. أقلت
أنه سيخرج معك في جولة؟
(يشير صلاح نعم)
هناء :
يا إلاه السماء ..شكرا لك يا رب..
(تسرع الخطى وهي تتكلم)
كم أنا سعيدة ..أكاد لا أصدق
(تخرج وهي تمتم)
بوركت يا صلاح
بوركت يا ولدي..

صلاح:
أرأيت يا هاشم؟
لست وحدي من يحبك..
الخالة هناء تشاركني فيك
هاشم:
لم يبق في هاشم ما يحب
(تدخل هناء وهي تحمل المعطف والكوفية)
صلاح
كم أتمنى أن أرمي بك إلى أسماك البحر
( يبتسم هاشم)
ولكن هل ستقبل بك؟
(هاشم يضحك)
الحمد لله رأينا أسنانك..
هناء:
لكم اشتقنا إلى ابتسامتك يا ولدي
هاشم:
شكرا يا خالة هناء..
أطال الله عمرك يا أطيب إنسانة.

هناء:
(وهي تبلع ريقها وتقاوم دمعها)
الحمد لله ..الحمد لله..ياله من صباح سعيد..
(تمد المعطف والكوفية إلى صلاح الذي يغمز لها مبتسما ويعمل علامة الانتصار)
صلاح:
شكرا يا أمنا العزيزة..هيّا يا هاشم..دعني أساعدك
(يلبسه المعطف)
هناء:
(فرحة ..ومرتبكة)
هل..هل..أحضر لك الحذاء الرياضي؟
هاشم:
أجل من فضلك..
(تخرج مسرعة)
لكم أحب الخالة هناء..إنها طيّبة جدّا..
صلاح:
وتحبنا كأننا ولداها
(تدخل مسرعة ..وتجثو أمام هاشم لتلبسه حذاءه..ولكنه يرتبك..ويقف)
هاشم:
العفو يا خالة هناء..العفو..
هات يدك من فضلك..قفي أرجوك

هناء:
( بصوت مختنق)
لماذا يا هاشم ؟ ألست ولدي؟
هاشم:
( وهو يمد لها يده)
لأنني أعتبرك في مقام أمي..
أتوسل إليك أن تقفي
(يمد لها يده تقف فيقبل يدها)
هناء:
(بكل حب)
فدتك روحي يا ولدي..
أنا أدفع عمري ثمنا..لأجل أن تخرج من عزلتك
(صلاح متألم)
صلاح:
(يتمالك ليبدد جو التوتر)

اسمعي يا خالة هناء..
سنتمشى على الرمال..
ريثما تجهزي لنا أكلة من من أكلاتك اللذيذة..
(يجلس هاشم ويلبس حذاءه ويربطه)
هناء:
حاضر يا صلاح يا ولدي..كم أنا سعيدة
(تخرج مسرعة)
هاشم:
كيف حال الطقس في الخارج ؟
صلاح:
الطقس بارد ولكنه صحو..هيّا بنا..
هاك ذراعي أيها الصديق
(يدخل هاشم ذراعه في ذراع صلاح ويخرجان)

*********************
المشهد خارجي..الوقت قبل الظهر
الشاطئ مقفر..لأن الفصل شتاء..
الرمال ندية..والبحر متلاطم الأمواج
تظهر بعض قوارب الصيد هنا
وهناك في عرض البحر..هاشم
ذراعه في ذراع صلاح وهو
يلبس نظاراته السوداء ..وجهه
متجهم وهو يرفع ياقة معطفه
حتى يمنع دخول الهواء إلى
صدره..يلتفت إليه صلاح..
يتأمله لحظات بأسف..يتنهّد

صلاح: .
أتذكر يا هاشم حين أخذت ملفك الطبّي وأرسلته إلى طبيب عيون مشهور في فرنسا؟
هاشم:
أجل..وستتجرع مرارة الخيبة حين يأتيك الردّ
(يبتسم بألم)
لأن كل الأطباء قد أجمعوا الرأي
في كلمة واحدة..الأمل يكاد يكون معدوما
صلاح:
(بتحدي)
لا ..بإذن الله سوف أكرع من كأس الانتصار..
ولا يهمني على ماذا أجمع الأطباء.
هاشم:
(يتوسل)
أرجوك يا صلاح..أتوسل إليك..
كف عن التشبث بالأوهام..
وعن تحطيم أعصابي

(بيأس)
ساعدني حتى أستسلم للأمر الواقع.
صلاح:
(بغضب)
أصمت يا هاشم قبل أرمي بك إلى حيتان البحر
وهذه المرة لن أتورّع عن فعل ذلك
( برجاء)
دعني أتكلم وأشرح لك الأمر..
إنك توتر أعصابي بعنادك..وتؤذي نفسك..
وتدفع بها إلى التهلكة..
وأعلم أنني لو أجد شعرة واحدة من الأمل فلن أتركها
بل أتشبث بها بكلتا يديه.

هاشم:
(يتنهّد بألم)
سلمت أمري لصاحب الأمر و لك يا صلاح..
افعل ما شئت
(يواصلان السير)
صلاح:
(يتنهد)
لقد تلقيت الردّ يا هاشم وبقدر ما ابتهجت للأنباء السارّة التي صاحبت الرد
(يقف هاشم)
بقدر ما أدهشني ما جاء في الرسالة التي تصحب الرد
هاشم:
ما الشيء الذي أدهشك فيها؟
(يواصلان السير)

صلاح:
كنت أظن أن هذا الطبيب سيرشدني إلى أطباء من أميركيا..أو بلجيكيا ..أو إنكلترا..أو.أو..
أتريد أن أقرأ لك الرسالة؟
( يشير نعم)
شد أنفاسك..لعلّه يهزأ بنا
هاشم:
(يتوقف عن السير..ثمّ بغضب)
أرأيت يا صلاح تسرّعك..أين أوصلنا؟..
إلى الاستهزاء
صلاح:
(يتوقف صلاح و يشد على قبضته وهو يتميّز غيظا)
ليت قبضتي تطاوعني..إذا لسددت لك لكمة تعيقك عن التفوه بالتافهات لمدّة طويلة..
(يصيح في وجهه)
أصمت..
هاشم:
ألم تقل أن الطبيب يستهزأ بنا؟
صلاح:
أجل ولكن ليس بالمعنى الذي فهمته ..
دعني أشرح لك ماذا قال الطبيب..

(يتنهد )
الطبيب قال أن الحالة ليست مستعصية..
وأنّ هناك أمل في الشفاء..
هاشم:
(يرتعش ويلهث..وهو يشد صلاح )
إنك..إنك..إنك لا تمزح أليس كذلك يا صلاح؟
صلاح:
وهل هذا وقت مزاح؟
اهدأ ودعني أكمل لك بقية الكلام.
هاشم:
حاضر ..حاضر يا صلاح..أنا هادئ..تكلم .

صلاح:
الطبيب أرفق الرد برسالة قال فيها..
أن من بين أطباء العيون الذين فاقت شهرتهم فرنسا..
طبيب تونسي شاب ..
تخرج من فرنسا وعمل في مستشفياتها لعدّة سنوات..
وقد عاد أخيرا إلى أرض
الوطن بصفة نهائية ليفتح عيادته هنا..
وها قد أعطاني اسمه وعنوان العيادة وأرفق الردّ بملاحظة
عن حالتك في رسالة إلى هذا الطبيب
هاشم:
ماذا؟
(يمهمه)

و.و ..و...ترى هل كلامه صحيح؟
هل..هل عندنا كفاءات مشهورة خارج الوطن ونحن لا نعلم؟
هل هذا الطبيب يمزج؟ أم يتهكم؟ لقد زرت العديد من الأطباء بعد الحادث
وكلّهم أجمعوا على أن الأمل يكاد أن يكون معدوما..فلماذا هذا الطبيب يحيي فيّا الأمل من جديد؟
هل هي مجاملة منه أم ماذا؟
صلاح:
لا لا يا هاشم..إنه طبيب له مكانته وشهرته..
فلماذا يكتب ملاحظته لو كانت مجاملة؟
هاشم:
ماذا أقول لك يا صلاح؟..الدهشة عقدت لساني... لم أجد ما أقول..
الأفكار تتضارب في رأسي بين الأمل وعدمه
(يتنهّد بعمق)
ما اسم هذا الطبيب ؟

صلاح:
أمين..دعني أتثبت لان اسمه وحده يبعث فيا الشك
هاشم:
'بدهشة)
الشك؟ الشك في ماذا؟
صلاح:
الشك في اسمه
(يفتح الرسالة ويقرأ)
إنه أمين عاشور
هاشم:
(يعقد ما بين حاجبيه ويعيد الاسم..و هو يضحك)
أمين عاشور؟ آ لا يذكرك هذا الاسم بشيء يا صلاح؟

صلاح:
(يضحك بصوت مرتفع)
بلى يذكرني..يذكرني بأمين عاشور صديق الطفولة والدراسة..
وما أبعد هذا عن ذاك..
صديقنا ممثل.. فنان ورسام.. أماّ أن يكون أستاذ في طب العيون..
فهذا شيء لا يستسيغه العقل أبدا
(يضحكان)
هاشم:
معك حق..أمين مولع بكل الفنون..أتدري لقد مرّت 20سنة منذ إفترقنا..منذ السنة الخامسة ثانوي
صلاح:
منذ انتقل والده للعمل في الجنوب..(يبتسم) ليته يكون هو.. ولكنّه أمل مستبعد..أبعد من النجوم
هاشم:
(يتنهد)
صحيح الأمر مستبعد..
صلاح:
لا يهم.. المهم أننا وجدنا أملنا في الشفاء وبكفاءات تونسية..وهذا وحده يشرفنا

هاشم:
أتدري يا صلاح ..أحسست بالحياة تدب في نفسي من جديد..وبالأمل يعود ويحيا في داخلي
(يحضن صلاح بكل حب وهو يعتذر منه)
هل تسامحني يا صديقي ويا أخي؟
أنا لن أنسى ما حييت وقفتك بجانبي في أحلك أيّام حياتي..
أعدك أن أقف من جديد (يضحك) وأعذرني يا أخي فلكل جواد كبوة..
وكبوتي أنا قوّية وحادّة لم أستطع النهوض منها..
صلاح:
الحمد لله الآن ساعدنا الله على النهوض من هذه الكبوة..أليس كذلك؟
هاشم:
والفضل لله و لك..لقد بدأت الحياة تدب في نفسي من جديد..
يجب أن أتشبث بهذا الأمل ..و أحيا من جديد

صلاح
ماذا قلت؟ (بفرحة عارمة وهو يشد هاشم ويدور به)
أعد على مسمعي.
أقلت أن الحياة بدأت تدب فيك؟
أنت تبتسم؟ هل ستقف من جديد ؟يا الله..
(يقف ويخاطب البحر)..
أشهد يا بحر على كلامه..
لو تتراجع في كلامك يا هاشم..أرميك بلا شفقة ولا رحمة لتكون طعاما لحيتان البحر(يحضنه )
أهلا بعودتك إلى عالم الأحياء؟ لقد نمت نوم أهل الكهف..
آه ثمّ آه لكم أحبك أيها المتشاءم العبوس..
أجل العبوس..الذي أتعبني عناده
(يضحكان ..ويتنهّد هاشم بألم)

هاشم:
أنا أقّر بذلك..وأعترف...وأعتذر لقد تحملت منّي الكثير..ولولاك لجننت
(صلاح ينظر إليه بحب وأمل)
صلاح:
كم أتمنى أن يساعدني الله وأخرجك من محنتك..
لقد مرت سنة على ذلك الحادث المؤلم..
وأنت تدفن نفسك بالحياة بين أربع جدران..
وأنا أتألم وأتمزق من الألم..
الحمد لله..شكرا لك يا رب..صديقي عاد إلى الحياة
يجب أن تتشبث بالآمل..يجب أن تضحك للحياة..قل يا رب
هاشم:
(يرفع يديه متضرعا)
يا رب...يا رب..

صلاح:
هكذا أريدك يا هاشم هيّا بنا ..أفتح أحضانك للأمل..أخرج من رئتيك الهواء الملوّث..
جدد طاقتك..اليوم سنزور هذا الطبيب..اليوم سيتحقق الأمل بإذن الله
هاشم :
(يتنفس بعمق هواء البحر)
هيّا بنا أحس أنني سأحلق عاليا
(يحضنان بعضهما ويأخذان طريق العودة..يتوقف هاشم)
صلاح ألا زلت تذكر أمين وهو يقلّد إسماعيل ياسين في كلامه وحركاته؟
صلاح:
وكيف أنسى أيام الصفا ؟ وكيف كنا نهرب من حصّة الرياضة لنقضيها في السينما.
وعند خروجنا يبدأ أمين في تقليد الشخصيات ..وخاصة الفكاهية منها
هاشم:
صراحة كان أمين أسرارنا..وأمين مصروفنا..و..

صلاح:
والمهرّج..والمضحّك ..وصاحب النكتة والحس الفكاهي..لكم أحنّ إلى لقياه
هاشم:
ولو أن الأمل مستبعد..غير أنني أتمنى أن يكون هو..
(يتنهد) ليته يكون هو..أو ليتنا نعثر عليه يوما ما
صلاح:
إن شاء الله ..هيّا بنا
(يتجهان نحو البيت) اسمع يا هاشم .
سنقابل هذا الطبيب..إن كان صديقنا نجس نبضه
ونترك له اكتشاف شخصيتنا.. لربما..أقول لربما غيّرته الأيام وهو الطبيب المشهور في تونس وخارجها

هاشم:
معك حق يا صلاح..ولكن إن صح كلامك..فسأتألم كثيرا..
صلاح:
ربما نجد صديق الماضي وفيّ للصداقة..
على كل يجب أن لا نسبق الأحداث..فالأمل ضئيل..
وما أبعد صديقنا عن الطبّ..
هيّا بنا (.يتجهان إلى المنزل)
على كل يجب أن لا نسبق الأحداث..فالأمل ضئيل..
وما أبعد صديقنا عن الطبّ..
هيّا بنا (.يتجهان إلى المنزل)

الى اللقاء مع الحلقة 4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
voller-9
المدير العام
voller-9


عدد المساهمات : 1148
تاريخ التسجيل : 05/08/2015
العمر : 54
الموقع : www.Facebook.com

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالأربعاء أكتوبر 14, 2015 4:10 pm

توأم روحي
قصة وسينارو: جميلة غلالة
الحلقة الرابعة

المشد خارجي في عيادة الدكتور
أمين..وهي عيادة فاخرة تتماشى
ومركز الدكتور..يدخل صلاح
وهو يشد هاشم..في الممر الطويل
عدّة أبواب..همهمات ووشوشات
آتية من غرفة الإنتظار..تخرج
ممرضة بشوشة في ال40 من
عمرها لإستقبالهما..ترحب بهما
وتدخلهما الى مكتبها..والذي به
باب يؤدي الى مكتب الطبيب
وحجرة الكشف..

الممرضة:
(تشير إليهما بالجلوس)
تفضلا بالجلوس
(يشكرانها ويجلس صلاح هاشم ثمّ يجلس)
بماذا أخدمكما؟
صلاح:
نريد مقابلة الدكتور
الممرضة:
(تفتح دفتر المواعيد)
هل لكما موعد معه؟
صلاح:
في الحقيقة لا..
الممرضة:
إذا سأحدد لكما موعدا

صلاح:
هل من الممكن مقابلته بدون موعد؟
الممرضة:
آسفة ..النظام هو النظام
(تظهر الخيبة على وجه صلاح..وهاشم يفرك يديه بعصبية)
صلاح:
(يشير إلى الملف بيده)
هل من الممكن إعطائه هذا؟
(يشير إلى الملف..تأخذه منه)
الممرضة:
حاضر..سأسلمه إيّاه حال خروج المريضة من عنده.
صلاح وهاشم:
شكرا لك يا سيدتي..
(تبتسم لهما..يفتح الباب وتخرج سيدة وهي تشد طفلة ذات 6سنوات وهي تضع
ضمادة على عينها..تشكر الممرضة وتنصرف..تستأذن الممرضة ..وتأخذ الملف )

الممرضة:
عن إذنكما
(تدخل إلى مكتب الطبيب..المكتب فاخر وفسيح..به معلقات للحروف والأرقام..وآلات طبية
وفي الركن الثاني صالون فاخر..فوق المكتب بعض الملفات ..والمراجع الطبية ونفس الصورة التي
توجد فوق مكتب هاشم.. الطبيب مكب على قراءة ملف وهو في الـ 35 من عمره شعره رمادي
ويلبس نظارات طبية يرفع رأسه و يبتسم للممرضة ..تمد له الملف)
في الخارج شخصان يريدان
مقابلتك وهذه الرسالة والملف لهما
(.يأخذ منها الملف والرسالة..)
د. أمين :
حسنا ..سألقي نظرة وأطلبك...
(تخرج..يفتح الرسالة..يقطب جبينه)
عجبا الرسالة من زميلي وصديقي
الدكتور فرونسوا

(يبتسم)
لأرى ماذا تحمل؟
(يقرأ بصمت..يقطّب جبينه ويتمتم)
لألقي نظرة على هذا الملّف

(يقرأ الاسم ويفتح الملف بدون انتباه..تمرّ برهة وهو يقرأ التقرير..ينظر في صور الأشعة
المصاحبة للملف ..يغلق الملّف وهو يفكّر..ينقر بالقلم على الملف..يمد يده للجرس..يتوقف كمن تذكّر شيء..يفتح الملف بلهفة..يقرأ الاسم ويقف وهو يفتح عينيه بدهشة وخوف..يتمتم)
ماذا؟ هاشم فخر الدين؟
(ينظر في الاسم من جديد)
هاشم؟ هاشم فخر الدين؟ يإ إلاه السماء..أيكون صديق عمري..يا إلاهي..أنا ارتعش..
لأتثبت من عمره
(ينظر في الملف..يشد رأسه ويتمتم)
إنه نفس عمر هاشم..(يحضن الملف..يضعه)
(يأخذ صورة لثلاث شبان فوق مكتبه..ينظر فيها طويلا..يتمتم وهو يضمها إلى صدره)
يا إالاهي..أحس بالارتعاش..
(يلهث)

بقدر ما أتمنى أن يكون هو صديقي..بقدر ما أتمنى أن لا يكون هو صاحب هذا المصير
(يشير إلى الملف ..يقف) أحس بالاختناق
(يفتح النافذة ويتنفس بعمق)لأهدأ قليلا قبل أن أسمح لهما بالدخول..
(يفتح ربطة عنقه) ماذا قالت السيدة هدى؟ شخصان يريدان مقابلتك..
(يتمتم)
شخصان..أيكون الثاني صلاح ؟
(ينظر في الصورة من جديد)ترى يا صلاح هل مازلت تلازم هاشم
أم فرّقت بينكما الأيّام كما فرّقت بيننا؟..
كم أتمنى أن تكون بجانبه إن كان هو صاحب هذا المصير
(يتنهد)

قرابة العشرين سنة منذ افترقنا..لقد أحسست أن جزءا من نفسي قد ضاع إلى الأبد
(يتأوه) آه..ثمّ آه
كم أحن إليهما والى أيام الشقاوة..ترى ماذا فعلت بهما الأيّام؟
(يتنهّد ويرجع إلى مكتبه) لقد هزني الشوق إليهما
(يضرب الجرس..تدخل الممرضة..تنظر إلى النافذة بدهشة والى الستائر التي تهتز )
سيدة هدى...
ك...ك..كيف هما صاحبا الملف؟
(الممرضة بدهشة)
دكتور..أراك شاحبا..ما الأمر هل انت بخير؟
د.أمين:
ص.صاحبا هذا الملف..ك...كبف هما؟
(الممرضة تقترب منه وتشير الى الشاشةذ
هاهما انظر اليهما
(يقترب امين ويفتح عينيه بدهشة ويتمتم)

د.أمين:
رباه هما ..هما هاشم وصلاح..صديقاي عزيزاي
(يقف مرتعشا)
سيدة هدى بسرعة ادخليهما... بسرعة...
(الممرضة مرتبكة)
ح..حاضر دكتور
د.أمين:
انتظري ..انتظري
او هل سأنتظر ؟ انا من سيذهب اليهما
(يسرع الى الباب يأخذ نفس قوي يفتحه ويتسمر في مكانه)
(يهمس هاشم)
ماذا يا صلاح؟
( امين بقف مبحلقا فيهما..يقف صلاح ويساعد هاشم ويهمس)

صلاح:
الدكتور بالباب
(الممرضة تغلق النافذة وتقف مندهشة مما ترى)
الارتباك يظهر على الثلاثة..صلاح وأمين يمعنان النظر في بعضهما)
.يقف أمين...يتسمّر في مكانه وهو يبحلق مرّة في هاشم ومرّة في صلاح..
الارتباك يظهر على الثلاثة..صلاح وأمين يمعنان النظر في بعضهما)
هاشم:
(يهمس)
هل..هل..هل هو....؟
صلاح:
(يربت على يده)
أظن ذلك يا هاشم؟
هاشم:
يا إلاه السماء ..أنا أرتعش
هاشم)

د.أمين :
(يقف أمامهما..ويشير برأسه ويديه ويهمس)
أكاد لا أصدق..هل..هل.. هل أنا أحلم؟
هاشم:
هذا الصوت..
(بلهفة) إنه ..إنّه هو يا صلاح
صلاح:
أجل يا هاشم إنّه هو
د. أمين :
(يفتح حضنه لهما..ويعانقهما معا)
عزيزاي..أيعقل؟.
شكرا ..شكرا لك يا رب
(يتعانق الثلاثة و التأثر بادي عليهم)
هاشم:
(بصوت مختنق..وهو يتحسس تقاطيع وجه أمين)
د..د..دعني أتحسس ملامحك الحبيبة..
(التأثر بادي على أمين وصلاح..والدموع ترقرت في أعينهما ..أمين يقبّل يدي هاشم)..
لقد فرّقت بيننا الأيام.. 20سنة يا أمين
بحلوها ومرّها..بأفراحها وآلامها..(يحضنه)

د.أمين:
أجل أيها الصديق الحبيب..20سنة إفترقت فيها عن شلّتي.. شلّة الأنس كما كانوا يسموننا..
صلاح:
كم تمنينا هذه اللحظة يا أمين..(يحضنان بعضهما من جديد)
د.أمين:
(يشد هاشم من جهة وصلاح من جهة تعالا لنجلس..الفرحة شلّت قدماي(يجلسون وأمين يمسك بأيديهما تغادر الممرضة والدموع في عينيها تأثرا وتغلق عليم الباب بهدوء)
لقد بحثت عنكما في العنوان القديم ولم أجدكما
صلاح :
لقد غادرنا المكان منذ 15سنة تقريبا
د .أمين:
كانت سلوتي الوحيدة على هذا الفراق..هي صوّر الذكريات..وتلك صورة لثلاثتنا على مكتبي

صلاح:
(بدهشة ينظر إلى الصورة) يا إلاهي إنها نفس الصورة على مكتب هاشم ..والثالثة في حجرة نومي
هاشم:
الحمد لله على لمّ الشمل (يتنهد)
د .أمين
(ينظر إلى هاشم بألم)
ماذا حلّ بك يا صديقي؟
(يختنق صوت هاشم)
صلاح:
لقد تعرض هاشم إلى حادث مريع..نجا منه باعجوبة
د .أمين :
لحمد لله على السلامة
(يبتسم هاشم بتهكم)

هاشم:
وأيّ سلامة
(يشد أمين يديه ويكلمه بحب)
د.أمين :على كل الحمد لله ..وفقدان البصر ليس نهاية العالم..والطب دائما في تقدم..
والأمل دائما موجود..وحسب ملاحظة زميلي حالتك ليست مستعصية..
لتكن ثقتك بالله قوية يا هاشم
(يشير هاشم نعم برأسه)
صلاح:
الفضل للدكتور فرونسوا هو الذي دلّنا عليك
د. أمين :
أجل.. أنا مدين له بذلك وسأشكره(يلتفت الى هاشم) مبدئيا ياهاشم..سأستضيفك عندي في عيادتي لثلاثة أيّام
لإجراء بعض الفحوصات وبعض الصوّر بالأشعة..وبعدها سنتناقش ..(يأخذ يده) إن شاء الله يا صديقي
تسترجع بصرك ..وتعود شلّة الأنس إلى ما كانت عليه..أين تقيمان؟

صلاح:
منذ الحادث ونحن نقيم في منزل هاشم الصيفي على شاطئ المرسى.. لهاشم مكانة كبيرة في المجتمع
فهو كاتب مشهور..ويلقبونه بفارس الرومانسية
د.أمين :
(بفرح)
كل هذا وأنا لا أعلم؟
(يضحكون)
هاشم:
وأنت ؟ كيف أصبحت طبيبا مشهورا ونحن لا نعلم..حنى لو بحثنا عنك في الانترنات ووجدناك دكتور عيون لقلنا مستحيل تكون انت..
'يضحكون
د.أمين :
صح والله كلامك يا هاشم
ما أبعدني عن الطب..ولكنها إرادة والدي..والحمد لله لقد احببت مهنتي..

صلاح:
الحمد لله..مهنتك إنسانية..
هاشم:
لأنك تخفف الآلام..وتحيي الأمل في مرضاك من جديد
د.أمين:
هذا ما حببني في مهنتي
هاشم:
هل أنت متزوّج؟
د.أمين :
أجل ولي ولدان..
(يبتسم )هاشم وصلاح
(الدهشة والتأثر يظهران على هاشم وصلاح..يمد هاشم يديه نحو أمين الذي يحضن يديه)

هاشم:
ماذا؟ هل صحيح أنك فعلتها؟
(يضحكون)
صدقني أيها الصديق ..لقد تأثرت جدّا لذلك
صلاح:
(يحضن أمين)
أمّا أنا ..والله لم أجد حتى الكلمات التي سأعبّر بها عن إحساسي في هذه اللحظة
د.أمين :
لأنكما ما غبتما عن فكري وقلبي ولو لحظة
(يحضنهما معا.)
وسأعرفكما بهما ..فهما يعرفان عنكما كل شيء
وكذلك زوجتي فهي طبيبة عيون ..وفرنسية..غير أنني علمتها العربية ..و تتكلمها جيّدا
هاشم:
لكم شوقتنا للتعرّف عليهم
صلاح:
أحس بأنني سأربط علاقة متينة مع الصغيرين ..كم عمرهما؟

د.أمين:
هاشم 10 سنوات وصلاح 7 سنوات
هاشم :
ما شاء الله..ما شاء الله..كم أنا في شوق لمعرفتهما..
صلاح:
أجل يا هاشم والله..يجب أن تعرفنا عليهما قريبا يا أمين.
د. أمين:
إن شاء الله.. وأنتما؟ ما أخباركما؟
صلاح:
لازلنا نتمتع بحريتنا(يضحكون)
هاشم:
هل تأتي الليلة لتسهر معنا..ونستعيد ذكريات الماضي السعيد..ومعك زوجتك والأولاد؟
د.أمين:
بالطبع ..سآتي ولكن.. وحدي ..صدقاني لو آتي بزوجتي والأولاد أجد نفسي خارج الخط. ..
أنا في شوق إليكما ولا أريد أن يشاركني فيكما أي كان هذه الليلة
صلاح:
صدقت..يا أمين..هذه الليلة ليلة استعادت الذكريات
هاشم:
أجل سنسهر فيها للصبح.. أعمل حسابك أنك ستتناول العشاء معنا

د.أمين:
إذا جهّزا لي ما يكفي جمل ..فأنا في شوق إلى أكلة تونسية..ولا أريد شوكة ولا سكينا..
(يضحكون)
وإن لزم الأمر سآكل بيدي..وسأخطف الطعام من أيديكما بالضبط مثل الماضي
(يضحكون ويقف هاشم وصلاح)
إلى أين؟
هاشم:
سندعك تعمل

صلاح:
ونذهب إلى الخالة هناء لتجهّز لنا ما يكفي جمل
( يضحكون ويتجهون نحو الباب وأمين يحضنهما معا..يفتح
أمين الباب .تنظر لهم الممرضة بدهشة..يقف أمين)
أمين:
سيدة هدى أقدم لك صديقاي..لا لا بل أخواي..صاحبا الصورة التي فوق المكتب

هدي:
(تصافحهما)
لقد حدثني الدكتور كثيرا عنكما..وأعتذر منكما..ما كنت اعلم
د. أمين:
(يهمس لهما)
أنا نفسي ما كنت أعلم
(يضحكون.يسلمون على بعضهم ويدخل أمين إلى مكتبه ويخرجان)

الى اللقاء في الحلقة القادمة او 5
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شاعرة الياسمين منى ضيا
المدير العام
شاعرة الياسمين منى ضيا


عدد المساهمات : 571
تاريخ التسجيل : 20/07/2015

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالخميس أكتوبر 15, 2015 5:33 pm

توأم روحى
قصة وسيناريو: جميلة غلالة
الحلقة الخامسة
الإطار المكاني:
المشهد:
في فيللاّ هاشم
وهو يجلس إلى مكتبه..و
قد تخلّص من عقدته ووحدته
بعد أن رجع له الأمل في
الشفاء وهو يباشر العلاج
تحت إشراف أمين وزوجته
يسمع صوت أمواج البحر..
وصوت الرياح القوّية التي
تهز النوافذ..كما يسمع صوت
الرعد الذي يصمّ الآذان..ولكن
برغم هذا الجو القاسي فإنّ
مكتب هاشم يشع منه الدفء
حيث يوجد به مدفئة كهربائية.
جعلتهما لا يشعران بكل ذلك.
صلاح يعمل على الحاسوب
يمد هاشم يده ويفتح آلة
التسجيل ويسجل بصوته
القوّي العذب..وكأنه يلقي
بقصيد
هاشم:
تغلغل صوتها في أعماقي..ملك عليّ إحساسي ومشاعري
أثار كل معاني الاحساس في كينونتي..
اجتاحت برقة صوتها كل اوصالي..ودمرت عقدتي بل محتها من مخيلتي فها أنا بفضل صوتها انسان اخر..
(يلتفت إليه صلاح ليستمع وهو يبتسم..يواصل هاشم)
قيّدني بأسلاك من االمغناطيس لما في صوتها من جاذبية....و تساءلت؟ أيمكن أن يكون هذا صوت إنسان؟
لا لا ..حتما هذا صوت ملاك..
أو صوت آلهة الحب..لأنّ في صوتها نغمة لا توجد عند غيرها..لقد اختلط
في صوتها مزيج من الدفء والحلاوة فزلزلتني من الأعماق..و أخذتني إلى عالم مليء بالأحلام الوردية..(يغلق آلة التسجيل..يكلم صلاح) هل أنهيت ما بيدك يا صلاح؟
صلاح:
الله الله الله..ما هذه الروعة؟
أجل يا هاشم انهيت....وبذلك نكون قد أنجزنا عملا رائعا..
(يضحك )
كنت أستمع إليك..
(يبتسم هاشم)
قلّي ..هل
هو بداية عمل جديد؟
هاشم:
(يضحك)
ربما نعم ..وربما لا..حسب الظروف.
صلاح:
ما هذه الفلسفة؟
هاشمّ:
لا لا.. ليست فلسفة..ولكن ربما أواصل هذا العمل
..وربما أقف عند هذا الحد..
صلاح:
هلا اوضّحت لي من فضلك ؟
هاشم:
(يتنهد)
ماذا أقول لك يا صلاح..هذا الصباح لمّا خرجت أنت و
أخذت كلبي مايك في نزهته الصباحية..بقيت وحدي
..جلست إلى مكتبي أفكّر في بعض الأمور ..
فجأة رنّ جرس الهاتف..سألت نفسي تري لمن أعطيت رقمي ونسيت؟..
لأنه كما لا يخفاك منزل الشاطئ هو ملجئي
ومخبئي ولا يوجد من يعرف رقمنا سوى صديقنا الدكتور
أمين وهو مسافر..ولذا اندهشت حين رنّ الجرس..
وقبل أن أرفع السماعة كف عن الرنين ..غير أنه سرعان
ما رجع يرن مرة أخرى..رفعت السماعة فجاءني صوت
..ماذا أقول لك يا صلاح ..انه كالموسيقى ينساب
عذبا شجيا..وتمنيت أن لا تنقطع المكالمة
صلاح:
ومن هي صاحبة هذا الصوت ؟وكيف عرفت رقمنا ؟
هاشم:
كان الرقم خطأ .. حيث نادتني بخالي أحمد
اعتذرت مني بلطف ورجتني أن أسامحها على الإزعاج
طيّبت خاطرها و انقطعت المكالمة لتأخذ معها مشاعري وأحاسيسي
صلاح:
الله الله الله ما هذه الرومانسية المفرطة يا فارس الرومانسية؟
أيعقل أن يتصرف الكاتب والأديب الشهير بكل هذه البساطة؟
يترك وراءه عشرات الحسان.. ويعشق صوتا مرّ في أذنه كمرّ السحاب؟
هاشم:
وا حسرتاه على زمن الحسان ..
ثمّ أليس هذا الأديب الشهير ببشر له أحاسيس وله مشاعر و كيان؟
صلاح:
اذن الأذن تعشق قبل العين
(هاشم بمرارة)
صح يا صديقي عشقت بأذني
صوت ملائكي..موسيقي..حنون..صوت كله رقّة..ودفء
صلاح:
(يربت على كتفه بحنان)
أتمنى أن تتصل مرة أخرى ويمتد جسر التواصل بينكما فنفسيتك لها دور كبير في الشفاء.
هاشم :
أتمنى من كل قلبي هذا..
صلاح:
تنتظرنا أعمال كثيرة مع دار النشر..
فبماذا سنبدأ ؟ الاعمال تراكمت
هاشم:
لنتوكل على الله..ونبدأ بمجموعة القصص القصيرة
صلاح:
على بركة الله
سجل انت وانا أدون في الحاسوب...
المشهد: داخلي..
هاشم في مكتبه يجلس
وهو يدخّن وابتسامة حالمة
عل شفتيه..لا يشعر بوجود صلاح
فهو ساهم مع خياله.. صلاح
يرتكز على بيديه على المكتب
يتأمله بحب..يبتسم..
صلاح:
أيها الرومانسي ..إلى أين وصلت مع خيالك؟
هاشم:
(يتنهد)
إلى تلك التي سلبت عقلي ولبّي بصوتها الملائكي
صلاح:
يالك من رومانسي..هل اتصلت ثانية؟
هاشم:
لا لا..
صلاح:
وهل سجلت هذه الأحاسيس
هاشم:
ليس بعد..
صإذن سجلها ..فقد صدرت الطبعة الأولى كأبهى ما يكون
..وأنا على يقين من أنها ستنفذ عن قريب..
هاشم:
( بفرح)
الحمد لله..الآن أستطيع التفكير في موضوع القصّة القادمة..
صلاح :
أنا من رأيي أن نتمم مجموعة القصص القصيرة..
هاشم:
لقد مشينا شوطا كبيرا في هذا الكتاب
صلاح:
إذا لنتمم ما بدأناه ..
هاشم:
هل هذا هو رأيك؟
صلاح:
نعم..
هاشم:
على بركة الله
(تدخل الخالة هناء)
هناء:
(تبتسم)
القهوة أيها السيدان
هاشم:
شكرا لك يا خالة هناء
صلاح:
(يأخذ عنها الطبق)
شكرا لأطيب خالة هناء في الدنيا..
هناء:
(تبتسم لهما)
شكرا لكما يا عزيزاي..
هاشم:
(يتشمم)
أم...رائحة الكعك تعطّر المكان..هل أصبت؟
هناء:
أجل يا ولدي ..لقد صنعت لك الكعك الذي تحبّه
هاشم:
شكرا لك يا خالة هناء وأمدّك الله بالصحة
صلاح:
وأطال الله عمرك حتى نتمتع أكثر وأكثر بأكلاتك الشهية..
(يضحكون)
هناء:
أبقاكما الله لي ..أنتما في مقام المرحوم ابني
(يترحمان عليه)
هاشم:
وأبقاك لنا..فأنت والله في مقام الأم بالنسبة لنا
صلاح:
صدقت والله يا هاشم
هناء:
فرحتي لا توصف لأنّ ولدي هاشم رجعت إليه بسمته..
وأمله في الحياة
(تضع يدها على يده بحبّ)
هاشم:
(يشد على يديها شاكرا)
شكرا يا خالة هناء..بل يا أمنا..
هناء :
شكرا لكما ..هل من خدمة؟
صلاح:
شكرا ..سأتولى أنا أمر هاشم
(تخرج..يناول صلاح فنجان القهوة وكعكة إلى هاشم..ويتناول هو نصيبه )
هاشم:
(يتذوّق الكعك )
أم...ما ألذه..سلمت يداك يا خالة هناء
صلاح:
قلّي يا هاشم.. هل للخالة هناء أولاد؟ أنا ما رأيتها تزور أو تزار
هاشم:
ولدها الوحيد توفيّ منذ سنتين ..
وأظن أن له بنت واحدة هي الآن طالبة جامعية
صلاح :
وأين تعيش؟
هاشم:
مع أمّها في الساحل..ولا تراها إلاّ في العطلة الصيفية وذلك حين
تأخذ الخالة هناء عطلتها السنوية..
صلاح:
وهل ستتركنا الخالة هناء وحدنا هذا الصيف وتذهب إلى حفيدتها؟
هاشم:
من حق الخالة هناء الراحة ... فالمسكينة لا تهدأ طوال اليوم
حت(يتنهد)
المسكينة لم تأخذ عطلة منذ وقوع الحادث أي منذ سنة ونصف..
ولم تر حتى حفيدتها
صلاح:
الخالة هناء فريدة من نوعها..فهي حنونة ..
متفانية في خدمتنا..و..و و(يضحك)
بصراحة يجب التفكير في حلّ حتى لا تتركنا الخالة هناء
هاشم:
(بخبث)
الخالة هناء أم أكلات الخالة هناء؟
صلاح: بصراحة بصراحة هذا وذاك
انا أحب الخالة هناء فهي تشعرني
بوجود أمّي بجانبي..ولا أستطيع أن استغنى عن أكلاتها الشهية
(هاشم:
صدقني يا صلاح هذا هو شعوري تجاه الخالة هناء
(جرس الهاتف يرنّ..يهتزّ الفنجان في يد هاشم..فيأخذه منه
صلاح وهو مندهش..هاشم يرفع السماعة بلهفة..وتسمع المكالمة.
حيث مرّة يظهر هاشم ومرّة ريما على الشاشة..وهي شقراء
لها عينان خضروان وشعر أشقر ..الارتباك والتردد يظهران على ريما)
هاشم:
الو
ريما :
الو مساء الخير
هاشم :
مساء النور ..هل..(يبتسم بخبث) هل أقول الرقم خطأ؟
ريما :
لا..لا..أنا الآن متعمّدة (تعض على شفتيها)
هاشم :
إذن مرحبا بك (يبتسم بفرح)
ريما :
شكرا..أحس..أحس بأنني أتصرّف بحماقة..و..
وربما بطيش..أليس كذلك؟
هاشم :
أبدا..أنا لا أنظر إلى المسألة مثلك
(يشجعها ليبعد عنها الارتباك)
ريما :
على كل حال أنا أعتذر على هذا الإزعاج
هاشم :
(يضحك)
قلت لك ليس هناك إزعاج بالمرّة .
وأهلا وسهلا بك
(حتى يبعث في نفسها الاطمئنان ) قولي..ما اسمك؟
ريما :
اسمي ريما
هاشم :
اسم جميل..حدثيني عن نفسك يا ريما
(يهمس صلاح وهو يبتسم)..أنا..
أنا في الخارج يا هاشم..(يشير له برأسه)
الى اللقاء في الحلقة القادمة حيث يبدأ التشويق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://horoofmenalyasamine.arabepro.com
voller-9
المدير العام
voller-9


عدد المساهمات : 1148
تاريخ التسجيل : 05/08/2015
العمر : 54
الموقع : www.Facebook.com

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالجمعة أكتوبر 16, 2015 5:37 pm

توأم روحي..
قصة وسيناريو: جميلة علالة
الحلقة السادسة

ريما :
هل من إشكال؟
هاشم
لا..لا..خذي راحتك...وحدثيني عنك
ريما :
ليس عندي الكثير لأقوله..كما قلت
لك اسمي ريما عمري 25سنة جامعية الثقافة..
أهوي الأدب..أعيش مع أمّي لأنني يتيمة الأب..
هذا كل شيء عنّي..وأنت؟ من أنت؟هل تعرفني عن نفسك؟

هاشم :
اسمي هاشم..عمري35 سنة.. جامعي مثلك..
أهوى الأدب مثلك...وكذلك يتيم مثلك
ريما :
يا لغرابة الصدف..(تقول هذا بدهشة)
هاشم :
أرأيت يا ريما نحن نتشارك في عدّة أشياء.
ريما :
شيء غريب والله..وبقدر خجلي من نفسي
على هذه المبادرة..بقدر سعادتي بسماع صوتك

هاشم :
صدقيني يا ريما..أنا كذلك سعيد بسماع صوتك..
وأتمنى أن أسمعه مستقبلا
ريما :
صحيح يا سيّد هاشم؟
هاشم :
صحيح يا ريما..و أحذفي الحواجز..
أنا هاشم وأنت ريما..ما رأيك؟
ريما :
يسعدني ذلك..

هاشم :
إذا أنت لن تحرمينني من سماع هذا
الصوت الملائكي..أليس كذلك؟
ريما :
شكرا على الإطراء..وأعدك بان أتصل
بك كل ما سنحت ليّ الفرصة
هاشم :
هذا يسعدني..وأنا أنتظر بلهفة سماع صوتك
ريما :
إلى اللقاء يا هاشم
هاشم :
إلى اللقاء يا ريما
(يضع السماعة وهو حالم.. تمرّ برهة..
صلاح ..تعال لقد أنهيت المكالمة
(يدخل صلاح وهو يبتسم )
صلاح :
كم أنا سعيد لأجلك يا هاشم..
لأنّ حالتك النفسية الجيّدة تساعدك على الشفاء..
هاشم:
أملي في الله كبير يا صلاح..
آه.. كم أتمنى أن أشفى وأبصر من جديد..أنا متفاءل ومتشبث بالأمل في الشفاء

صلاح:
أنا كذلك متفاءل ..
ولي الثقة التامّة في صديقنا الدكتور أمين وهو بدوره متفاءل جدّا
هاشم:
كم أتمنى ذلك يا صلاح..
(يتنهد)
صلاح:
لا تتنهد سيسير كل شي كما نتمنى إن شاء الله..
من هي صاحبة الصوت؟ وماذا تفعل في الحياة؟

هاشم:
اسمها ريما..ولها 25سنة من العمر وهي يتيمة الأب
وجامعية الثقافة..كما أن لها ميولات أدبية
صلاح:
إذا هذه الريما بها كل المواصفات المطلوبة؟
هاشم:
أجل يا صلاح..لقد أخذت عقلي وقلبي وكل إحساسي...
صلاح:
الظاهر أن الأمور جدّية..

هاشم:
أجل... الأمور بدأت تتعمق..وتأخذ مسارا جديّا
صلاح:
دع ذلك للزمن ..والمستقبل وحده كفيل بتوضيح الأمور..
والآن أيها الرومانسي..دعنا نعمل
هاشم:
سأسجل خواطري بينما تنهي أنت عملك على الحاسوب..

المشهد:

شقة في عمارة لأرملة من
سلك التعليم..وهي
السيدة دليلة
والدة ريما..وهي امرأة
وقورة..ذات
ملامح يرتاح لها الناظر
..وهي متأنقة

في لباسها..وطريقة
تسريح شعرها
تدخل إلى الصالون
..تتوقف..
تعقد ما بين حاجبيها..
تتمعن في ريما الشاردة
الأفكار والمسافرة

مع خيالها..الشيء الذي
جعلها لا تنتبه إلى
دخول والدتها
دليلة:
لقد لاحظت عليك كثرة الشرود هذه الأيّام..ما الأمر؟
ريما:
(تنتفض)
أمّي؟ لا لا..أنا..(تتلعثم) أنا..أنا بخير
كل ما في الأمر أنّني أفكر في نتائج المسابقة الأدبية
دليلة:
وهل هذه أوّل مسابقة تشاركين فيها؟

ريما:
طبعا لا..غير أنّ هذه المرّة المسابقة لها قيمة خاصة في نظري..
دليلة:
هل أنّ ما شاركت به يحكي واقعا تعيشينه الآن؟
ريما:
يا لك من أمّ ذكية
دليلة:
إذا أنت تخفين عنّي شيئا.. وربما أشياء

ريما:
لا لا يا أمّي..ليس هناك ما أخفيه
دليلة:
هل أنت في حالة حبّ؟
ريما:
( تتلعثم)
م..م..ماذا تقولين؟ حالة حبّ؟
دليلة:
إحساسي في محلّه..هات ما عندك
ريما:
(تتنهد بعمق) ماذا أقول لك يا أمّي..أجل أنا مغرمة

دليلة:
ومن يكون سعيد الحظ؟
ريما:
أرجوك يا أمّي لا تسأليني..الوقت ما زال باكرا
.فأنا لا أعرفه حتّى
دليلة:
(بدهشة)
ما هذا الكلام؟كيف لا تعرفينه؟ إذا كيف أحببته؟
ريما:
سأقول لك كل شيء..أنا مغرمة يا أمّي..
ولكن بإنسان لا أعرف منه.. سوى الصوت.. أي أنني أحببته من خلال صوته

دليلة:
يا لغرابة هذا الحبّ...كيف وقعت فيه يا إبنتي؟
ريما:
مع الأسف هذا ما حصل معي..والأذن تعشق قبل العين أحيانا
دليلة:
ومن يكون شبحك؟
ريما:
كل ما أعرفه أن هذا الطيف اسمه هاشم وله من العمر 35 سنة
مثقف وجامعي وهو يهوى الأدب..
دليلة:
هذا ما قاله لك..أمّا الحقيقة فلا يعلمها الاّ الله
ريما:
لالا يا أمّي أنا على يقين من أنّ هاشم صادق ولا يكذب..

دليلة:
على كل حال ثقتي لا حدود لها في حبيبتي الغالية
وفي حسن اختيارها.. أليس كذلك؟
ريما:
وهل في ذلك شك؟
دليلة:
إذا أمامي إلى المطبخ أيتها العاشقة البلهاء(ريما تضحك)
ريما:
امنحيني ربع ساعة فقط..وبعدها سأكون تحت تصرفك...
(تقبلها) أيتها الحبيبة الغالية
(تسرع إلى الهاتف)

المشهد خارجي:

في مصحة الدكتور أمين
وهو بصدد
الكشف عن هاشم..
صلاح يقف بقربهما.
د. أمين:
(بفرح) الله ..الله..الأمور عال العال...والدواء أعطى نتائج باهرة
هاشم:
هل تتكلم بجد أيّها الصديق؟
د. أمين:
وهل أمزح؟ أنت تعلم أنني لا أجامل في ميدان عملي..
ولذا أقول لك وبكل صدق أنّ العملية الجراحية أصبحت ممكنة
بعد علاج دام ثلاثة أشهر..ولكن ..ولكن..في الحقيقة..
(يصمت وهو محرج..يظهر الخوف على هاشم وصلاح)

هاشم:
(يمدّ يده إلى أمين )
ما الأمر يا أمين؟
صلاح:
تكلّم يا أمين لقد أخفتنا..
أمين:
أنا...أنا (بحزم) بصراحة يصعب عليّا أجراء العملية لك بنفسي
هاشم:
ماذا..م..م..ماذا تقول يا أمين؟ ل..ل..لماذا؟ لماذا يا صديقي؟
د.أمين:
لأنك صديقي..أخاف أن تخذلني يداي
(يشير إلى يديه)
لا تخف..ستجري لك نادين زوجتي العملية..
ولي الثقة التامة في كفاءتها

هاشم:
(بألم)
إنسي الموضوع يا أمين..أنا لن أجري العملية..(يتنهّد)
سأرضى بما كتب ليّا الله..وما جرى الآن لن يغيّر شيئا من صداقتنا
د.أمين:
أهدأ يا هاشم ..وأسمعني.. أنا أحبك ..
ويصعب على أي طبيب إجراء عملية جراحية لمن يحب..أفهمت؟
(هاشم صامت)
صلاح:
اسمع يا أمين..ضع محبتك لهاشم في كفّة..
ومصيره وما سيعانيه من آلام ..وعقدة نفسية ..وانزواء..

ضع هذا في كفّة أخرى..وقرّر..
إمّا أنّ تتقوّي على عاطفتك
وتعتبر أمين مريضا لا غير..
وإما أنا وأنت نقول على صديقنا السلام
(يظهر الألم والحيرة على أمين..ينظر إلى هاشم..يضمه)
د أمين:
برغم صعوبة الموقف..وبرغم ترددي وخوفي لن أتركك أيها الصديق..
سأتسلّح بالقوّة سأخرجك من يأسك بإذن الله..
و سأجرى لك عملية على العين اليمنى تتبعها عملية ثانية بعد شهرين عملية على العين اليسرى

وبذلك يسترد صديقنا بصره إن شاء الله
(بفذلكة وهو يضرب على كرش هاشم وهو يغمز الى صلاح)
و بذلك يرجع صديقنا إلى وسامته.. وكما حكيت لي يا صلاح
إلى جرى الفتيات الحسان وراءه..
صلاح:
الله عليك يا أمين إنه أجمل خبر سمعته في حياتي..

هاشم:
تعال يا صديق طفولتي وصباي وشبابي..
بل تعال يا أخي لأطبع على خدكّ قبلة العرفان بالجميل
(يقبله)
لن أنسى وقفتك بجانبي..فأنت وصلاح عيناي و سلوتي في وحدتي
ولولاكما لقتلتني الأحزان..

الى اللقاء في الحلقة القادمة او الـــــــ 7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
voller-9
المدير العام
voller-9


عدد المساهمات : 1148
تاريخ التسجيل : 05/08/2015
العمر : 54
الموقع : www.Facebook.com

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالسبت أكتوبر 17, 2015 4:16 pm

توأم روحي الحلقة السابعة
قصة وحوار / جميلة غلالة

أمين:
نحن الثلاثة تربطنا أواصر محبّة قويّة ..وجيرة وصداق
وأخوّة متينة..لا ولن تبلى أبدا..
هاشم:
نعم ..صدقت لن تبلى أبدا..وكيف تبلى وهي مبنية على الصدق..
والوفاء.. والحب.. والمبادئ السامية
أمين:
صدقت والله يا هاشم. إذا ليس هناك من جميل بين الأخوة
صلاح:
(يقبّل أمين)
بوركت يا أمين..قللي يا أمين كيف حال صديقي
صلاح الصغير..وكيف حال هاشم؟

د.أمين:
أه ..ذكّرتني يا صلاح.. والأولاد يريدون قضاء يوم الأحد عندكم..
ويريدون من هناء أن تطبخ لهم أكلة من أكلاتها الشهية..
هاشم:
(مرحبّا) يا أهلا ومرحبا..والله يسعدني ذلك كثيرا
صلاح:
(بفرح)
الخالة هناء ستطير فرحا.. لقد تعلقت بعائلتك كثيرا ..
هاشم:
أنت لا تدري يا أمين..ما مقدار الفرح والسعادة التي أحسها وأنت وزوجتك و الأولاد بيننا..
وخاصة الآن بعد سماعي الأخبار السعيدة

أمين:
شكرا يا هاشم..أنا أقرأ الفرحة على وجهك..
كما..(يضحك)
كما أشتمّ رائحة حبّ في الأفق ..وأمل لا حدود له..
وتشبث بالشفاء لم ألحظه من قبل.. وهذا جيّد جدّا..
هل أصبت يا هاشم؟

هاشم:
(يبتسم)
أجل يا أمين ولكن لنتركك تعمل..وتعال هذا المساء
إلى منزل الشاطئ لتتناول معنا العشاء..
وسأحكي لك كل شيء
صلاح:
(يساعد هاشم على الوقوف..ويناوله نظاراته)
إيّاك أن تتأخر يا أمين..
أمين:
(يضحك)
وهل أنا مجنون..حتى أفرّط في عشاء من يد الخالة هناء لقد أعتدت على أكلاتها اللذيذة ؟
هاشم:
إذا أهلا وسهلا بك هذا المساء..
أمين:
شكرا..أنا في شوق إلى سماع الأخبار السعيدة
(يكتب الوصفة)
(يكتب الوصفة)

خذ يا صلاح..هذه وصفة الشهر الذي يفصلنا عن إجراء العملية الأولى..
اتبع الوصفة بحذافيرها..وأتمنى أن تبقى المعنويات مرتفعة إلى ذلك الحين..
فهذا يساعدنا على الشفاء
صلاح:
اطمئن يا أمين..إن شاء الله ستجد هاشم على أتم الاستعداد لإجراء العملية
هاشم:
إن شاء الله..
أمين:
شيء جميل..إذا انتظراني هذه الليلة على مائدة الخالة هناء
هاشم:
أهلا بك يا صديقي(يسلمان ويخرجان)

المشهد:
أمام الفيللاّ على الرمال
اليوم دافئ وجميل ...
الشيء الذي
جعل الخالة هناء تفتح
نوافذ البيت..
هاشم يجلس أمام باب
المنزل ..أمامه
طاولة صغيرة..فوقها
آلة تسجيل..يمد
يده يفتح الآلة
ويسجل.

هاشم:
تمرّ الثواني..بطيئة..بطيئة..كبطء الأماني ..وبطء الأمل ..
تمرّ الثواني لتحمل صوتا .. يشعّ حبورا..يشع أمل
تمرّ الثواني لتكبر أحلامي..وتأخذني إلى عالم مليء بهمس القبل..
ويختلج القلب فرحا بقرب الأمل
(يغلق الآلة ..ويعيد سماع ما سجّل.. صلاح يقف بصمت وهو يستمع..
ينتهي التسجيل ..يغلق هاشم آلة التسجيل .. ويتنهد بعمق وهو يستنشق هواء البحر)
صلاح:
(يقترب منه باسما..)
الله ..ما أجمل همساتك..
هاشم:
صحيح؟ هل أعجبك ما سجلت ؟
صلاح:
نعم كان في غاية الروعة...

هاشم:
لأوّل مرّة يا صلاح أحس بلذة الكلمات وعمق معناها ل؟أنها تخرج باحساس ومن اعماق الروح
(يتنهد)
يلقبونني بفارس الرومانسية.. إلاّ أن تلك العواطف الجيّاشة
كانت حبرا على ورق (يتنهد)
أمّا الآن..فانّ كل كلمة أنطق بها هي خارجة من أعماق روحي..
صلاح:
ستكون رائعة أدبية ..لم يسبق لها مثيلا..
وحال ما تخرج إلى النور ..سيكون الإقبال عليها منقطع النظير..
هاشم:
صدقت..معظم قرّائي..هم شباب متعطش إلى العواطف..
(يبتسم) نظرا لأهميتها ..
ربما سنبدأ فيها قريبا..بما أنّي مشيت فيها شوطا لا يستهان به..
ولكن سنؤجل ذلك الجراحية الأولى

صلاح:
كما تريد يا هاشم..
(تدخل هناء تضع القهوة أمامهما)
هناء:
الطقس جميل..وصوت الأمواج يزيد في جماله..
هذه قهوتكما يا عزيزاي..
هاشم:
فعلا صوت تلاطم الأمواج يزيد من جمال هذا اليوم ..
صلاح:
لا تفرحا كثيرا..هناك غيوم داكنة قادمة وفي خلال ساعات سينقلب الطقس
هناء:
ذلك هو فصل الشتاء يا ولدي..
وها قد قرب على الرحيل
صلاح:
نحن في شوق إلى إطلالة الربيع

هناء:
أما أنا فإنني بشوق إلى إطلالة الصيف..
حتى أنعم بمياه هذا البحر الجميل
(يضحكون)
هاشم:
(يناول صلاح القهوة إلى هاشم)
أطال الله عمرك و شكرا على القهوة يا خالة هناء..
من فضلك خالة هناء..هات الهاتف وضعيه بجانبي..
هناء:
حاضر يا ولدي
(جرس الهاتف..يقف هاشم..يجلسه صلاح برفق)
صلاح:
ابق مكانك يا هاشم..هاهي الخالة هناء قادمة
(تضع الهاتف على الطاولة يناول صلاح السماعة إلى هاشم)
أنا في مكتبي..إذا احتجت أيّ شي ناديني
(ينسحب مع هناء وهما يبتسمان..مرّة تظهر ريما على الشاشة ومرّة يظهر هاشم)

هاشم :
الو
ريما :
مرحبا يا صديقي
هاشم :
أهلا بك يا ريما
ريما :
كيف الحال؟
هاشم :
متعب..وحيد..مشتت الأفكار
ريما :
أين أنت؟ ألا تريد أن تراني؟
هاشم :
بالعكس هذا ما أتمناه..وهذا ما أصبو إليه..ولكن ليس الآن
ريما :
عفوا.. أنا أفرض نفسي عليك..
هاشم:
لا لا لماذا تفكرين على هذا النحو؟

ريما :
إذن لماذا ترفض أن تراني؟
هاشم :
سأقول لك لماذا..لأنّه طرأ على حياتي مشكل..قلبها رأسا على عقب
ريما :
هل أنت مريض؟ أم تريد أن تشفى من حبّ قديم ؟
هاشم :
يا لخيالك..إلى أين طار بك ؟
ريما :
إذا ما الأمر يا هاشم؟
هاشم :
لا أستطيع شرح ذلك الآن..ربما أصارحك بعد أن أسوّي بعض الأمور
ريما :
وهل يتطلّب الكثير من الوقت؟

هاشم :
3 أشهر على أكثر تقدير
(صمت)
هل سمعتني يا ريما ؟
(صمت..ريما تستمع إلى صوت أمواج البحر..)
ريما أنا أكلمك.. هل أنت بخير؟
ريما :
لقد حلّقت بيّ الأفكار بعيدا..أجل لقد سمعتك..خذ راحتك يا هاشم..
ويكفي ما أعرفه عنك حتى أرسم لك صورة من نسج خيالي..
هاشم :
إيّاك يا ريما ونسج الخيال..لأنّ الخيال يختلف عن الواقع وربما تصدمك الحقيقة والخيبة
ريما :
أنا على يقين من أنّ خيالي لن يصدمني
هاشم :
إذا تحملّي نتائج خيبتك..
ريما :
أنا مستعدّة للتحدّي

هاشم :
يا لك من عنيدة (تضحك)
ريما :
إلى اللقاء يا هاشم
هاشم :
إلى اللقاء يا ريما
(يضع هاشم السماعة ..وتبقى السمّاعة في يد ريما وهي
تنظر بتحدي..تدخل والدتها..تنظر إليها بدهشة)
دليلة:
مالك ساهمة؟ هل من خطب مع هذا الحبّ الغامض؟
ريما:
أثناء المكالمة استمعت إلى صوت تلاطم أمواج البحر
دليلة:
(بدهشة)
أمواج البحر؟ ومن المجنون الذي سيقيم هناك في هذا الشتاء القارص؟

ريما:
أقسم لك يا أمّي أنني استمعت إلى صوت تلاطم أمواج البحر
دليلة:
إذا شبحك يسكن الأمواج والرمال..
ريما:
(تتمتم متوعدة بعد ان وضعت السماع)
أعدك بأنني سأعرف عنه كل شيء
..كل شيء..وأنا على يقين من أنّك تخفي عنّي سرّا ..لكنني
دليلة:
إذا تهيئي للمفاجأة
ريما:
هاشم أعلمني بأنّ هناك مشكل طرأ على حياته ..
ويتطلب منه 3 أشهر حتى يسوّيه

دليلة:
أنا آسفة يا ريما..آسفة لأنك تتصرفين بحماقة..وربما بتهوّر
وهذا ما لم أعهده فيك..صحيح انا اثق فيكي واعطيتك حرية التصرف لكن لكل شيء حد ولا اسمح لك بالتهور
ريما:
لا تخافي يا أمّاه..لا تخافي ..ريما تربيتك..ومستحيل تفعل شيء مشين..قبل ان اتورط عاطفياا..يجب ان اكتشف حقيقة هاشم لاني احسست انه يخفي عنّي سرّا..
وقد قررت أن أكتشف هذا السرّ..
وسأجده حتى وإن مسحت كل الشواطئ القريبة والبعيدة..
وسأبدأ بشاطئنا
دليلة:
(بغضب)
ماذا تقولين؟ هل جننت؟
أنا لن أدعك تتصرفين بغباء...

ريما:
من فضلك يا أمّي أنا متعبة ولا أنام الليل..
يجب أن أجد هاشم وأعرف سرّه وأرتاح..
يجب أن أعثر على هذا الشبح الذي لا يريد الظهور والذي اتعبني بغموضه
(بتوسل وهي تشد يديها)
ساعديني يا أمّي حتى أعرف سرّه..
دليلة:
(تلين)
برغم خوفي عليك من هذه العلاقة..
إلاّ أنّني لن أقف ضدّ إرادتك..
لقد عودتك على اتخاذ القرار المقنع بنفسك..
ريما:
كوني على يقين بأنني سأبتعد عن هاشم إذا ما وجدت بأنه ليس أهلا بي..
عن إذنك سأغيّر ثيابي..وأنصرف

دليلة:
(بخوف) الآن؟
أما رأيت السماء الملبدة بالغيوم
(ترفع الستارة)
أنظري إلى تلك الغيوم السوداء القادمة..
إنها تنذر بأمطار غزيرة..
ثمّ أنظري إلى قرص الشمس ..
سرعان ما اختفى وراء السحب..
ريما:
لا تخافي يا أمّي سأرتدي معطفي الواقي..
وسأحمل مطريتي

دليلة:
(بتردد وخوف)
ولكن..أنا...أنا أخاف عليك..
الشواطئ في فصل الشتاء تكون مقفرة ولا يرتادها..
الاّ شرذمة من الصعاليك..والسكارى..
والفارين من عين الأمن
ريما:
أرجوك يا أمّي لا تبعثي في نفسي الرعب..
سأكون بخير إن شاء الله
دليلة:
لك ما أردت يا أبنتي.. فقط لا تتأخري
ريما:
أعدك بذلك..سأغيّر ثيابي وأنصرف

دليلة:
أنت صعبة المراس.
(تقبلها) صاحبتك السلامة
(تسرع إلى غرفتها)

الى اللقاء مع الحلقة القادمة او الــــــــ 8
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شاعرة الياسمين منى ضيا
المدير العام
شاعرة الياسمين منى ضيا


عدد المساهمات : 571
تاريخ التسجيل : 20/07/2015

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالأحد أكتوبر 18, 2015 5:16 pm

توام روحي: 
قصة وسيناريو: جميلة غلالة
الحلقة: 8

على شاطئ البحر ..بدأ الطقس يتغيّر..
فالسماء ملبّدة بغيوم سوداء..البحر هائج وأمواجه عاتية..الريح قويّة..
ورغم ذلك قرّر هاشم التجوّل مع كلبه مايك..
يقف هاشم بالباب وهو يشدّ كلبه
ويمسح على رأسه..يخرج صلاح..
صلاح: 
أنا من رأيي يا هاشم..أن تؤجّل هذه الجولة إلى غاية أن يصحو الطقس... 
فالسماء ملبدة بغيوم سوداء تنذر بأمطار غزيرة..
هاشم: 
لا تخف يا صلاح أنا لن أبتعد..سأتمشى قليلا لأستجمع أفكاري..
وأعود حال ما أحس بأول قطرة مطر..
صلاح: 
لك ما تريد...الباب مفتوح وأستطيع سماعك..
نادني إذا ما احتجت لأي شيء
هاشم: 
شكرا لك يا صلاح.. معي مايك .. ولن أبتعد
صلاح: 
إلى اللقاء يا هاشم..سأذهب لأنهي عملي
هاشم: 
كان الله في عونك
(يدخل صلاح..فيمسح هاشم على رقبة مايك..)
هيّا بنا يا مايك نتنزه..
(يشد ياقة معطفه حتى يمنع دخول الهواء إلى صدره..يستنشق هواء البحر..
ويكلمه بكل حبّ وهو يتمشّى) 
لكم أحبّك يا بحر..
أنت تشهد على أحلى قصّة حب أنا أعيشها.. ولست أدري
(ينهد) 
ان كان هذا هو الحب الحقيقي في أسمى معانيه أم ماذا؟
(يتنهد وهو يتمشى) 
يلقبونني بفارس الرومانسية..ولكنني ما أحسست بتلك
العواطف الجيّاشة التي كنت أشحن بها قرّائي..
ولا بالعالم السحري الذي كنت آخذهم إليه الاّ بعدما سمعت صوت ريما ودغدغت موسيقاه مسمعي..
أجل ما أحسست بكل هذا الاّ بعدما تغلغل صوتها في أعماقي وأصبحت
جزءا لا يتجزأ من مشاعري وأحاسيسي..
(يتنهد)
أحس بأنني أتصرف كمراهق..ولكن ما باليد حيلة..أنا عاشق
لحد النخاع ومتيّم بحب إنسانة لا أعرف منها سوى الصوت
..وأيّ صوت يا صديقي (يتنهد)
ترى كيف هيّ؟ شقراء أم سمراء؟ ولون عينيها؟ 
هل هو في لون الليل الحالك؟ أم في لون العسل الصافي؟ 
أم في زرقة مياهك في يوم صحو؟ 
(يبتسم بحب) مهما كنت يا ريما وكيفما كنت..لقد أسكنتك القلب والوجدان..
(يتمشى قليلا..ينبح الكلب في اتجاه شابّة قادمة..
يقوّي نباحه ويحاول أن يفك نفسه..ولكن هاشم يشدّه بإحكام..يربت عليه) 
اهدأ يا مايك..ماذا هناك؟
(ينبح الكلب وهو يجرّ هاشم..
تصيح الشابّة وهي تعدو هاربة.. تتوقف وهي تنظر بدهشة إلى هاشم)
قلت لك اهدأ يا مايك..
(يمد يده في اتجاه الصوت)
عذرا..عذرا..لا تخافي يا سيدتي..اهدئي من فضلك
(يخرج صلاح والخالة هناء ويقفان بالباب)
صلاح: 
ماذا هناك يا هاشم؟
(تكتم الفتاة صيحة كادت أن تفضحها..وتتسمّر في مكانها وهي تنظر إلى هاشم وتتمتم..)
ريما: 
هاشم؟ يا الاه السماء..
صلاح: 
(يعيد السؤال) ما الأمر يا هاشم؟
هاشم: 
لا شيء يا صلاح مايك أخاف السيّدة وسأعتذر منها..
عد إلى عملك أنا بخير
صلاح: 
أرجوك يا هاشم..الطقس تغيّر ..لا تبطئ
هاشم: 
حاضر يا صلاح
(إلى ريما) سيّدتي..اقتربي من فضلك.. لا تخافي..
(إلى كلبه) اهدأ يا مايك لقد أخفت السيّدة
(يمسح على رأس كلبه وهو يكلّم ريما)
ماذا تفعلين في هذا الشاطئ المقفر وهذا الطقس المخيف؟ 
ريما: 
وماذا تفعل أنت؟
(يهتز للصوت فيكلمها بنرفزة)
هاشم: 
من أنت من فضلك؟
ريما: 
(تبتسم وقد فهمت أنه تشكك في الصوت)
أنا؟ أنا إنسانة تائهة ومهمومة..جئت أروّح عن نفسي..
وأحكي آلامي ومتاعبي إلى صديقي البحر
هاشم: 
فعلا البحر هو أحسن صديق..ولكن لماذا أنت بعيدة؟ اقتربي ولا تخافي..
ريما: 
كيف لا أخاف؟ أنا أرتعد من الخوف من مايك هذا..
هاشم: 
(يضحك)
مايك مدرّب على أداء مهمته نحو سيّده
ريما: 
أجل.. لقد لاحظت ذلك.
هاشم: 
هل يقلقك أن تتمشّي مع كفيف؟
ريما: 
(بألم) أبدا.. غاية ما هناك كما ذكرت لك أنني خائفة من كلبك
هاشم: 
إذا لا تخافي..يالله بنا نتمشى..ما أسمك؟
ريما: 
أنا؟ أنا ..أنا اسمي..
هاشم: 
(يبتسم)
ما لأمر؟ هل نسيت اسمك؟
ريما: 
(مرتبكة)لا لا ..أنا لازلت حذرة من ما يك..
هاشم: 
إذا هات يدك حتى يطمئن مايك إلى أنك صديقة
(تتردد وهي تنظر اليه..ثم تمد يدها التي ترتعش وتضعها في يده)
أنت ترتعشين هل هذا من جرّاء البرد أم الخوف؟
ريما : 
كلاهما معا
هاشم: 
إذن ما أسمك؟
ريما: 
آه..لقد نسيت ذكر اسمي..أنا اسمي رانية يا سيّد هاشم..
هاشم: 
ذكيّة..لقد سمعت اسمي من صلاح أليس كذلك؟
ريما: 
نعم
هاشم: 
أتدري أنّ اسمك جميل ..و...أكيد أنّه يدل على جمال صاحبته..أليس كذلك؟
ريما: 
لست أنا..من يؤكد أو ينفي ..دع ذلك للغير..
هاشم: 
رذاذ المطر بدأ يتساقط..هل تقبلين دعوتي لتناول
فنجان قهوة يبعث فيك الدفء؟
ريما: 
(تكتم فرحها) أليس هناك إزعاج؟
هاشم: 
إطلاقا..مرحبا بك
ريما: 
شكرا على الدعوة وشكرا لمنع كلبك من تمزيق جسدي..
هاشم: 
لا عليك يالله بنا..
(يتجهان نحو البيت) المنزل أمامك..
أسرعي كي لا تتبللي
(تمشي وهي تنظر إليه)
لماذا تنظرين إلي ؟
ريما: 
(ترتبك) إذن أنت تبصر؟ 
هاشم: 
لا والله أنا كفيف..
ريما: 
وكيف عرفت أنني أنظر إليك؟
هاشم: 
الحاسة السادسة يا طفلتي..
ريما: 
(بإعجاب)
لاشك أن عاهتك هي وليدة الماضي القريب..
أي أنك لم تولد بها 
(يشير نعم برأسه)
إذا أنت تسمّى الكفيف المتكيّف مع وضعه..
يحسّ بكل شيء ويعوّل على نفسه في كل شيء
هاشم: 
(بإعجاب)
أنت مثقفة.. و تحللين شخصيتي
ريما: 
أجل لأنّ كفّ البصر الفجئ ينتج عنه سلبيات
عديدة ومتعددة في شخصية الفرد الذي يتعرض
لمثل هذه الحوادث..هناك من يتقبّل وضعه..
ويتكيّف معه..وهناك من يرفض هذا الوضع وينطوي
على نفسه..ويصاب بعقدة نفسية تبعده عن المجتمع
وربما تلازمه طوال حياته
هاشم: 
(بإعجاب) 
تحليل منطقي لشخصية الكفيف.. ومن أيّ فئة أنا؟
ريما: 
كما ذكرت لك .. أنت ممن يتقبّل وضعه ويتكيّف معه 
(بسمة سخرية تظهر على شفتيه لم تلحظها ريما)..
وأنا أتساءل؟ بما أنك لست مصابا بعقدة نفسية..
وبما أنك متقبّل لوضعك ومتكيّف معه..إذا لماذا 
الهروب من المجتمع ؟والإقامة في مكان كهذا في هذا
الشتاء القارص
هاشم: 
(يضحك) 
أيتها المحللة النفسية.. ستعرفين عني الكثير وأنت تشربين القهوة في بيتي..
وسأبدأ بشرح بعض الأشياء ..لقد وقع لي حادث منذ ما يقارب السنة والنصف..
وقد فقدت من جرّائه بصري..وأنا في منزلي الصيفي
للتركيز في عملي .و..
ريما : 
(تقاطعه باسمة) 
ليس هروبا من المجتمع؟
هاشم: 
ليس بعد الآن ( يتدارك)..تستطيعين القول..
للتركيز على عدّة أشياء ستكتشفينها بالتدريج..
ها قد وصلنا إلى البيت يا طفلتي
ريما: 
لست طفلة يا سيّد هاشم..عمري 25 سنة 
هاشم: 
ثمّ ماذا ؟
ريما: 
فقط..
هاشم: 
لا تغضبي ..أنا أمازحك..الباب مفتوح أليس كذلك؟
(ينادي) خالة هناء..صلاح..معي ضيفة 
(تخرج هناء وصلاح) 
دعينا نمسح أحذيتنا من الرمال..حتى لا نتعبك يا خالة هناء
(يمسحان أحذيتهما في سجّاد أمام الباب)
هناء: 
(ضاحكة) لا عليكما .. مرحبا بك يا ابنتي..
(تسلّم عليها) 
هات عنك معطفك..
ريما: 
شكرا لك يا خالة هناء
(تعطيها المعطف)
صلاح: 
(يصافحها) أهلا بك يا... 
هاشم: 
كيف أقدّمك ؟الآنسة رانية أم السيدة رانية؟
ريما: 
لالا أنا آنسة..
هاشم: 
إذن أقدم لكما الآنسة رانية 
(يرحبان بها)
صلاح: 
مرحبا بك بيننا
ريما: 
شكرا لكم جميعا
هاشم: 
أدركينا يا خالة هناء بقهوة تبعث في أجسامنا الدفء..ولا تنسي كعكك اللذيذ..
هناء: 
في الحال يا ولدي..القهوة دائما جاهزة..
(تخرج)
هاشم: 
خذ مايك يا صلاح ..اسمع..هل لدينا نسخ من آخر ما صدر لي؟ 
صلاح: 
(وهو يمسح على رقبة الكلب كي يهدّي من روعه)
نعم يا هاشم..عندنا بعض النسخ..
هاشم: 
إذن خذ نسخة وأكتب عليها هذا الإهداء..
إلى التي اقتحمت حصننا بدون استئذان..
(تبتسم ريما)
إلى الآنسة رانية أهدي هذا الكتاب..وسأمضي لها فيه
صلاح: 
حاضر يا هاشم 
(يأخذ الكلب و يخرج)
ريما: 
إذن أنت أديب؟
هاشم: 
ها قد عرفت سرّي
ريما: 
(فرحة) 
يا لسعادتي..أنا مغرمة بالأدب ولي بعض المحاولات
القصصية والشعرية..
هاشم: 
(يرفع حاجبيه دهشة) 
يا لها من صدفة..هل أنت أديبة؟
ريما : 
ليس بالمعنى الصحيح..أناما زلت في أول الطريق ..ولي محاولات..
هاشم: 
ولماذا لا تجعلي إنتاجك يرى النور؟
ريما: 
بصراحة..أنا في حاجة إلى إنسان محنك يأخذ
بيدي ويساعدني على شق طريقي..وربما يصلح لي أخطائي
هاشم: 
أعدك يا آنسة رانية أنني أمدّلك يد العون وأرشدك.
ريما: 
(بفرح)
آه..كم أنا سعيدة بسماع ذلك..هل أعتبره وعدا؟
هاشم: 
أجل..وسأفتح لك المجال في مجلتي الشهرية 
ريما: 
(بدهشة وفرح)
ماذا قلت؟ مجلتك الشهرية؟
(يشير نعم برأسه تكلمه بارتباك) 
لحظة..لحظة من فضلك.. 
دعني..دعني أستجمع أفكاري..أنت أديب..واسمك هاشم..وأنت
في عنفوان شبابك..وتملك مجلة شهرية...ألست؟ 
الكاتب والأديب الشهير..أو بالأحرى فارس الرومانسية
هاشم فخر الدين؟ 
(يدخل صلاح)
صلاح: 
بلى يا آنستي..إنّه بعينه
ريما : 
(فرحة) 
شيء لا يصدّق (تشد على يديه) أنا لا أحلم أليس كذلك؟ 
أنا أجلس وجها لوجه مع ألمع وأشهر كاتب..يا الله.. انّه يوم سعدي..
حققت فيه أمنية غالية طال ما تمنيتها..حقيقة أنا سعيدة جدّا بالتعرّف عليك
هاشم: 
(محرج) لقد أحرجني إطراؤك يا آنسة رانية
(تدخل هناء بالقهوة والكعك)
هناء: 
القهوة لأول وأحلى ضيفة تزورنا
ريما : 
(بابتسامة ودودة) شكرا لك يا خالة هناء..
أمدّك الله بالصحة والعافية..ولا شك أنّ هذا الكعك لذيذ جدّا
هناء: 
بالصحّة لكم جميعا
(يشكرونها.. تخرج)
صلاح: 
إليك الكتاب يا هاشم لتضع عليه إمضائك
(يمدّ له القلم ويفتح له الكتاب..يساعده.. يمضي فيه ويكلّم ريما )
هاشم: 
هذه هديتي لك
ريما: 
صدقني يا سيّد هاشم..إنها أروع وأغلى هدية تلقيتها في حياتي
هاشم: 
هل أطمع في قراءة بعض إنتاجك..وبصوتك المخملي؟
ريما: 
شكرا على المجاملة..وأعدك بذلك في أقرب فرصة..
هذا إذا ما سمحت لي بالزيارة من وقت لآخر
هاشم: 
يسعدنا جميعا ذلك..
(تدخل هناء تضع الماء على الطاولة)
ريما: 
شكرا لكم جميعا على حفاوتكم بي
(تقف.. ..تحضن كتفي هناء وتقبّلها) 
كعكك لذيذ جدا يا خالة هناء..
شكرا لكم جميعا على كرم الضيافة
(تناولها هناء المعطف..تلبسه)
هاشم: 
صلاح.. هل تتفضّل بإيصال الآنسة؟ السماء تمطر
والبرد ينخر العظام
صلاح: 
لا أرى مانعا في ذلك..تفضلي..
ريما: 
أرجوك لا تزعج نفسك سأخرج من الشاطئ وآخذ تاكسي
هاشم: 
أنت ضيفتي يا ريما
(تكتم صيحة دهشة..يبتسم صلاح والخالة هناء ويشيران إليها بالصمت وقد تغرفا على شخصيتها) 
هل سمعتني؟
صلاح: 
(وهو يبتسم) لقد اختلطت عليك الأسماء يا هاشم
أنت ناديت الآنسة يا ريما
هاشم: 
(يقف بدهشة وهو يمد يده إلى ريما التي تشد يديه باسمة)
ماذا؟ هل قلت ذلك؟ يالله..فعلا لقد اختلطت عليّ الأسماء..
أنا أعتذر منك يا آنسة رانية
ريما: 
(تشدّ على يديه بحنان) 
لا عليك يا سيّد هاشم
الأسماء تتشابه..شكرا على هذه الأوقات السعيدة 
التي أعتبرها من أسعد أوقات حياتي..
هاشم: 
إلى اللقاء يا آنسة..صاحبتك السلامة
(تخرج مع صلاح) 
الى اللقاء في الحلقة القادمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://horoofmenalyasamine.arabepro.com
شاعرة الياسمين منى ضيا
المدير العام
شاعرة الياسمين منى ضيا


عدد المساهمات : 571
تاريخ التسجيل : 20/07/2015

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالإثنين أكتوبر 19, 2015 5:36 pm

توأم روحي:
قصة وسيناريو: جميلة غلالة
الحلقة التاسعة:
المشهد :
في منزل دليلة..وهي تجلس بيدها
كتاب..تمرّ برهة وهي تقرأ..تقف ..
ترفع الستارة ..تنظر الى الخارج..
تمشي وتجيء بعصبية..ترجع الى
النافذة..تجلس في مكانها
تتنهد وترفع يديها متضرعة
دليلة: 
يا الله..احميها من كل شرّ وسوء..
فرائصي ترتعد خوفا عليها من هاشم هذا ..
ومن هذه العلاقة..لماذا يا ريما؟ لماذا يا أبنتي؟ 
ما عهدتك تتصرفين بحماقة وغباء..
(تضع رأسها بين يديها..تمرّ برهة.. تسمع صوت الباب يفتح ..تسرع لاستقبال ريما)
عزيزتي..لقد قلقت عليك..
ريما : 
(تنزع معطفها وتعلّقه..تقبّل أمها)
لا تخافي..
أنا بخير..وقد وجدت هاشم..
دليلة: 
هل تمزحين؟
ريما: 
لا والله لقد وجدته..وعرفت سرّه
دليلة: 
وما هو هذا السرّ؟
ريما: 
هاشم تعرّض إلى حادث فقد من جرّائه بصره
دليلة: 
(تشهق) 
هل معنى ذلك أنه أعمى؟
(تتهالك ريما بجانب أمها)
ريما: 
أجل لقد فقد بصره وهو في عنفوان شبابه..
دليلة: 
يا له من مسكين..
ريما: 
هل تدري من هو هاشم؟
دليلة: 
ليس عندي أدنى فكرة
ريما: 
انه الأديب الكبير هاشم فخر الدين
دليلة:
ليس عندي أدنى فكرة
ريما: 
انه الأديب الكبير هاشم فخر الدين
دليلة: 
(تشهق)
ماذا تقولين؟ هاشم فخر الدين 
الأديب الشهير وفارس الرومانسية؟
ريما: 
(تتهالك وتكلمها بأسف) 
أجل يا أمّي هو بعينه
دليلة: 
يا إلاهي.. لقد رأيته ذات مرّة في تظاهرة
ثقافية..انه جميل..انه كبطل رياضي أو كممثل سينمائي
ريما: 
(بحب) صدقيني يا أمّي برغم عاهته هو فعلا كما ذكرت 
دليلة: 
هل تعرّف عليك؟
ريما: 
لقد وجدته يتجوّل على رمال الشاطئ رفقة كلبه
الذي كاد أن يمزق جلدي..قدّمت له نفسي على
أنني الآنسة رانية جئت أروّح عن النفس..تمشينا
سويّا ولما بدأ المطر دعاني إلى بيته لشرب فنجان قهوة
دليلة: 
(تقطّب جبينها) 
هل يعيش بمفرده؟
ولما تغالطينه باسم ايس اسمك؟ لما؟
ريما: 
لما وجدته كفيفا خفت ان يرفضني..خفت من حساسيته 
صلاح صديقه ومساعده في أعماله..ومدبرته المنزلية الخالة هناء
يعيشان معه
وقد أوصلني صلاح وعرفني هو والخالة هناء..
لأن هاشم حين طلب من صلاح إيصالي..تمنعت ..
ولكنه قال لي أنت ضيفتي يا ريما..
شهقت بصمت من المفاجأة..عندئذ تعرفا عليّ..
وأكد لي ذلك صلاح ونحن في الطريق..
وأعلمني أن هاشم يحبني بكل قوّاه وهو سيجري عملية جراحية 
أولى خلال أيام تتبعها عملية ثانية بعد شهرين..
وقد طلب منّي صلاح أن أبقى رانية في الوقت الحاضر 
لأن هاشم لا يريد أن يراني إلا بعد نجاح العملية..
دليلة: 
لقد آلمني ما سمعته عنه..لقد قرأت معظم مؤلفاته
ريما: 
أنا كذلك قرأت له الكثير..يعجبني أسلوبه
في الكتابة..وقد وعدني بالمساعدة ..
وبفتح المجال لي في مجلته الشهرية..
دليلة:
أنت محظوظة يا أبنتي..
ريما : 
هذا ما قلته..
(تمد لها الكتاب) هل قرأت هذا؟
دليلة: 
(تقلب الكتاب بين يديها) 
لا لا.. لاشك أن هذا آخر ما صدر له
أجل ..هذا آخر ما صدر له..قصّة مشوقة.. اقرئيها..وسأقرؤها بعدك..
(تضحك) انظري ماذا كتب في الإهداء 
(تقرأ دليلة وهي تضحك)
دليلة : 
إذا أنت اقتحمت حصنه..وسكنت قلبه..
(برجاء) 
أتمنى أن تتوّج هذه العلاقة..وتصل إلى النهاية المرجوّة..
ريما : 
إن شاء الله ..هذا ما أصبو إليه..فهاشم شخصية
مرموقة في المجتمع وتتمناه كل شابّة 
حتى وان بقي صاج عاهة
المشهد
هاشم وصلاح يجلسان أمام البيت..
الشهر مارس والربيع بدأ اطلالته
البهية بشمس دافئة..الشيء الذي
جعل الخالة هناء تضع الطاولة والكراسي
أمام البيت..هاشم شارد مع أفكاره بعض
الشيء..( صلاح يتمعّن في هاشم..)
صلاح: 
مالك يا هاشم؟ أراك مشتت الأفكار..شارد الذهن.. 
ما الأمر؟هل أنت خائف من إجراء العملية؟
هاشم: 
(يتنهّد) 
بل خائف من نتائج العملية..أخاف لولا..
(يتنهّد) 
لا قدّر الله..تفشل العملية..أيّ صدمة سأتلقّاها
وأنا الذي وضعت كل آمالي على هذا النجاح..
(يتنهّد بألم)
لو لم تدخل ريما في حياتي..
لكان عندي الأمر سيّان..
ولكن الآن اختلف الأمر..
أنا أحلم باليوم الذي أسترد فيه بصري كي أفتح لها أحضان السعادة..
وكي لا أظلمها معي
صلاح: 
كفى يا هاشم..كفاك تشاءما..ألا تعلم أن هذا التّشاؤم يؤثر على نفسيتك..
ولا يخدم نجاح العملية؟
ثمّ أن صديقنا الدكتور أمين نزيه ولا يجامل في ميدان عمله..
وهو متيقّن من أن نسبة النجاح كبيرة..و إلا لما قامر
بإجراء العملية..أرجوك يا هاشم كفّ عن هذا التشاؤم..
وأطرح من مخيّلتك الأفكار السوداء وأتكل على الله
هاشم: 
ونعم بالله
صلاح: 
لقد قرب موعد العملية..وحالتك هذه لا ولن تفرح
صديقنا الدكتور أمين..اذا كن كما عهدتك..رجل المواقف الصعبة..
هاشم: 
شكرا لك يا أخي ويا صديقي كلامك أزاح عن صدري كابوسا ثقيلا.
صلاح: 
هل تريد قهوة أم شاي أيّها البطل..
هاشم: 
قهوة أيّها القائد 
(يضحكان)
صلاح: 
(ينادي) خالة هناء
(تخرج)
هناء: 
نعم يا ولدي
صلاح: 
نحن بحاجة أولا إلى دعائك كل صلاة حتى يشفى هذا المتشاءم الخائف
هناء: 
صدقني يا ولدي أنا في كل صلاة أدعو الله 
وأتوسل إليه بأن يشفي ولدي الحبيب ..ويرجع له بصره
هاشم: 
شكرا لك يا خالة هناء ..أنا على يقين من ذلك
صلاح: 
والآن هل عندك قهوة جاهزة؟
هناء: 
أنا بصدد تحضيرها..دقيقتان وتكون القهوة أمامكما
(تنظر وهي تبتسم) أليست القادمة نحونا رانية؟
صلاح: 
(يلتفت وهو فرح) أجل..أجل إنها رانية
هاشم: 
مرحبا بها جاءت في وقتها..
صلاح: 
مرحبا بها سأستقبلها..
(يذهب صلاح في اتجاه ريما )
أهلا بك يا ريما جئت في وقتك..
معنويات هاشم تحت الصفر فهو خائف من العملية
ريما : 
أهلا بك يا صلاح..كيف الحال؟..الم تقل أن الدكتور أمين متفاءل؟
صلاح: 
متفائل جدّا ولكن يبدو أنّ هاشم خائف من فقدانك
إذا ما لم تنجح العملية لا قدر الله.. 
ريما: 
تيقّن يا صلاح أنّ مكانة هاشم في قلبي راسخة
لا ولن تتزحزح ..سوى نجحت العملية أو لم تنجح
صلاح: 
أنا متيقّن من ذلك.. هيّا بنا إليه.. انّه ينتظر..
لندخل على نفسه بعض المرح..
(يتجهان نحوى هاشم..تظهر هناء بيدها طبق القهوة وقد أضافت فنجان لريما)..
هناء: 
أهلا..أهلا..أهلا برانية الغالية..
ريما: 
(تقبّل هناء)
كيف حالك يا خالة هناء؟
هناء: 
الحمد لله يا أبنتي أنا بخير..
هاشم: 
هاشم: 
(يقف مرحبا)
آنسة رانية؟ أهلا بك ..لقد اشتقنا إليك..
صلاح: 
بالله كفّا عن الرسميات..سيّد هاشم ..آنسة رانية..
ما هذا؟
ألسنا أصدقاء؟
ريما : 
صدقت يا صلاح..ها أنا أبدأ بكسر الحواجز..أليس كذلك يا هاشم؟
هاشم: 
(فرح)
يسعدني ذلك يا رانية..أجل نحن أصدقاء..
إذا يجب رفع الكلفة..
(يمد لها يديه فتشد عليهما) 
أنا أعتب عليك..لماذا غبت عنّا طوال هذه المدّة؟
ريما: 
ظروف قاهرة يا هاشم..فقد أصيبت أمّي بنزلة حادّة
ألزمتها الفراش لعدة أيّام..ولم أتمكن من المجيء..ولكن
تيقّن من شيء يا هاشم أنني تركت قلبي عندكم..
هاشم: 
الحمد لله على سلامة الوالدة..وأنت كذلك أخذت قلوبنا معك
(يضحكون ويجلسون..تضع هناء الطبق)
هناء: 
نرجو لها الصحة والعافية
ريما: 
شكرا لكم يا عزيزاي..كم أنا سعيدة بصداقتكم
صلاح: 
ونحن كذلك يا رانية..
هناء: 
أتدري يا هاشم يا ولدي..أنّ رانية جميلة جدّا..لها عينان
جميلتان..وهما في خضرة العشب النديّ..
هاشم: 
صحيح؟ إذا أنت شقراء.. آه يا ويلنا من الجميلات يا صلاح..
ريما: 
(خجلة) 
شكرا لك يا خالة هناء على هذا الإطراء..
هناء: 
ولكنها الحقيقة يا أبنتي..هل من خدمة؟
هاشم: 
لا لا ..شكرا يا خالة هناء
(تنصرف..يرجع إلى شروده)
ريما: 
مالك يا هاشم ؟ أراك متجهّم..هل تشكو من شيء؟
صلاح: 
(يغمز إلى ريما) 
هكذا هو هاشم عندما يكون باله مشغول بموضوع القصة القادمة..
ريما: 
دع ذلك للصدف..وسيأتي الموضوع من تلقاء نفسه
هاشم: 
صدقت يا رانية
صلاح: 
هذا ما قلته له يا ريما
(تنظر إليه دهشة)
ريما: 
لقد بدأت الغيرة تنهش قلبي.. 
هاشم ناداني ريما..
وها أنت يا صلاح تناديني بنفس الاسم..من ريما هذه؟ 
الى اللقاء مع الحلقة القادمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://horoofmenalyasamine.arabepro.com
شاعرة الياسمين منى ضيا
المدير العام
شاعرة الياسمين منى ضيا


عدد المساهمات : 571
تاريخ التسجيل : 20/07/2015

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالثلاثاء أكتوبر 20, 2015 4:27 pm

توأم روحي
قصة وسيناريو : جميلة غلالة
الحلقة : العاشرة
صلاح: 
(يعضّ على شفتيه وهو يكتم ضحكة) عفوك يا رانية..
سأتركك مع هاشم ليشرح لك الأمر..أستأذن لأنهي عملي
(يأخذ قهوته وينصرف)
ريما: 
تكلم يا هاشم..أحكي لي أسرارك ولا تخفي عنّي شيئا..ألسنا أصدقاء؟
هاشم: 
أجل يا رانية نحن أصدقاء..
(يتنهد) أتدري يا رانية..
صوتك مخمليّ ..رخم..به رنّة موسيقية..و...يشبه
إلى حدّ بعيد صوت ريما
(يشرق وجهها)
ريما: 
و..و من ريما هذه؟
هاشم: 
ريما..
(يتنهد) ريما يا رانية هي الهواء الذي أتنفسه..
ريما : 
(تكتم فرحها) الله ..الله..أنت فعلا فارس الرومانسية
هاشم: 
نعم منذ أن استمعت إلى صوت ريما..
(يتنهّد ويبتسم)
لقد عشقتها من خلال صوتها بالهاتف
ريما: 
(تتصنع الدهشة)
هل معنى ذلك أنك لا تعرفها؟
هاشم: 
أجل يا رانية..وأنا أخاف لو أنّ ريما تدري بعاهتي..
حتما أنها..
(تقاطعه)
ريما: 
عندئذ يا هاشم تكون ليست أهلا لهذا الكم الهائل من الحب..
هاشم: 
وبماذا تنصحينني؟
ريما: 
أنصحك بمصارحتها بالحقيقة..فإذا كانت تبادلك نفس
الإحساس فهي ستهرع إليك وتقبّل عينيك..ولا يهمها سوى
جوهرك ومكانتك في المجتمع..أما إذا ما بدر منها
العكس..فلا تحزن لأجلها فهي لا تستحقّك
هاشم: 
(فرح) 
شكرا لك يا رانية..كلامك أزاح عن كاهلي عبئا ثقيلا..وسأعمل بنصيحتك
ريما: 
أتريد أن أكون همزة الوصل بينكما؟
هاشم: 
ألا يقلقك ذلك؟
ريما: 
إطلاقا..فأنا أحبك..و تهمني سعادتك 
(تضحك) أتدري يا هاشم..
أنا أخاف إذا ما ظهرت هذه الرّيما أن أجد نفسي في قاع البحر..
هاشم: 
(يقهقه) تيقنّي يا رانية من أنك ستكونين في قاع القلب
ريما: 
(ضاحكة) الحمد لله..لقد اطمئن قلبي.. 
(تتنهد)أنت إنسان
رائع و مثالي يا هاشم..ولا شك أنك أحسنت الاختيار
هاشم: 
أتمنى ذلك
ريما: 
والآن سيّدي..جئتك بقصة قصيرة أريد أن أشارك
بها في مسابقة أدبية..‘ن سمحت سأقرؤها لك كي تعطيني
رأيك بكل صراحة
هاشم: 
وهو كذلك.. فأنا كما قال أحد أصدقائي المقربين..
لا أجامل في ميدان عملي..وتيقني من شيء 
وهو أنني عند وعدي..سأساعدك في شق طريقك
ريما: 
لو لم تكن هذه الريما سبقتني و استحوذت على مشاعرك ..
إذا لكنت أنا من تفوز بك ..
(تشد يديه) 
ولكن صراحة أقولها أنا سعيدة لأجلك..
وأنا على يقين من أنّ ريما ستنظر إلى جوهرك أكثر من أي شيء آخر..
هاشم: 
لقد أسعدني كلامك وطيبتك..وأنا فخور بالتعرّف عليك..
ولو كان قلبي ملك لي لأهديته لك..وتيقني من أنك صديقة
مقربة جدّا من هذا القلب..
(يضحكان) 
هات يدك وهيّا بنا إلى الداخل فالطقس بدأ يتغيّر..
وأسرعي من فضلك فأنا في شوق إلى سماع هذه القصّة
(تشده ويدخلان) 
المشهد خارجي :
في عيادة الدكتور أمين..
هاشم ممدد
في غرفته.. العصابة 
تغطي عينيه..
الشحوب بادئ عليه 
وهو يعضّ على
شفتيه بعصبية..يجلس
وهو يفرك يديه..
يدخل صلاح..يقف بالباب
..يتأمله بخوف 
وألم..يسرع إليه
صلاح: 
اهدأ يا هاشم..أراك عصبيّ المزاج.. اهدأ..وسيكون
كل شيء بخير إن شاء الله..(يربّت على يديه)
هاشم: 
(يتشبث بيدي صلاح) 
لا أخفي عنك خوفي 
وارتباكي يا صلاح..لقد قربت اللحظة الحاسمة
تري يا صلاح هل سأرى وجهك الحبيب ؟ هل سأبصر؟ هل سأرى النور؟
هل سأرى ريما حبيبتي..
صلاح: 
(يقبل رأسه) 
اهدأ يا هاشم.. أنا متفاءل ..
لا تنسى أنّك بطل..
هاشم: 
ولكنني خائف أيّها القائد
(يضحكان..يدخل أمين مع الممرضة هدى)
أمين: 
(بفرح) 
أخيرا أجاد علينا هذا المتشاءم بضحكته..
لأجل ذلك الشمس مشرقة..والبلابل تغني..
هاشم: 
(يضحك) 
أتقول الشعر يا أمين؟
أمين: 
(يضحك) 
لأجل أن أرى ابتسامتك ..سأقول شعرا ونثرا..وكل شيء
هاشم: 
بوركت يا أخي
د.أمين: 
(يربت على يده)
كيف حال المعنويات يا صديقي؟
صلاح: 
انّه متشنج بعض الشيء
أمين: 
اهدأ يا هاشم..أنا متفاءل..
هدى: 
لا تخف يا أستاذ هاشم..كل شيء بخير إن شاء الله
هاشم: 
شكرا لكم جميعا.. كلامك يا أمين وكلام السيدة هدى.. بعث في نفسي الاطمئنان والأمل
أمين: 
ثقتنا في الله لا حدود لها..قل يا رب..
هاشم: 
(يردد) يا ربّ..يا ربّ
أمين: 
(يربت على يده )
اهدأ..و إلا لن أرفع الضمادة هذا اليوم..اتفقنا
(يشير نعم برأسه)
لتهدأ..و سأعود إليك بعد خمس دقائق..هيّا بنا يا سيّدة هدى
(يخرجان)
صلاح: 
تمدد قليلا..ريثما يرجع أمين
هاشم: 
لالا يا صلاح.. أنا أحس بتحسن..قلّ لي هل اتصلت ريما؟
صلاح: 
كل ّيوم ..
هاشم: 
وماذا أخبرتها؟ 
صلاح: 
كما اتفقنا ..أنك مسافر
هاشم: 
وهل اقتنعت؟
صلاح: 
أجل
هاشم: 
و..و رانية؟
صلاح: 
من حسن الحظّ أنها في الجنوب..لحضور زفاف قريبها
وقد أعلمتها كذلك أنك مسافر
هاشم: 
إذن الظروف خدمتنا..
صلاح: 
أجل يا هاشم..
(ينظر إليه بتمعّن) 
أراك شاحب الوجه ..
تشجع ..دقائق فقط ونحتفل بنجاح العملية..
(يدخل أمين وهدى)
أمين: 
هل أنت جاهز أيها الصديق؟
هاشم: 
أجل يا أمين..أنا مستعد لنتوكّل على الله
أمين: 
(بفرح) 
هذا هو صديقي هاشم..
(يهمس له) ستشفى يا بطل بإذن الله ..
وسوف ترى ريما ورانية
(يبتسم هاشم ويهمس)
هاشم: 
كم أتمنى ذلك
أمين: 
إذا اجلس هكذا أمامي
( ينزل له رجليه)
لقد تركت نادين تنتظرني تنتظرني بلهفة..
لقد تابعت العميلة بجانبي لحظة بلحظة
هدي: 
إن شاء الله بعد قليل نزفّ لها البشرى
أمين: 
إن شاء الله..ثقتي في الله كبيرة
والآن سيّدة هدى ناوليني المقص لأبدأ على بركة الله..
(تمد له المقص) 
بسم الله
(يقص له الضمادة)
لا تفتح عينيك حتى أعطيك الإشارة...
(هاشم يرتعش)
اهدأ يا هاشم..والآن يا صلاح قف هناك 
(يشير إلى الباب)
وعندما أعطيك الإشارة تكلم حتى ينظر هاشم في اتجاهك
ويفتح عينيه..
(يبتعد صلاح ويقف حذو الباب وهو متوتر )
والآن تكلّم يا صلاح..
صلاح: 
(بصوت مرتعش)
أنا.. أنا هنا يا هاشم..
أمين: 
والآن افتح عينيك رويدا رويدا في اتجاه صوت صلاح
(يفتح هاشم عينيه..بتأنّ..فلا يرى سوى الضباب الذي بدأ ينقشع شيئا
فشيئا ..يبصر هاشم صلاح وهو يقاوم دمعه)
هاشم : 
( بفرحة عارمة وهو في قمّة الانفعال)
أنا.. أنا ..أه يا انا...أنا أراك يا صلاح 
(صلاح يسرع إليه وهو يقاوم دمعه.. يحضنه وهو يتمتم)
صلاح: 
الحمد لله على سلامتك..الحمد لله على سلامتك..
(يظهر التأثر على أمين وهدى..يحضن أمين هاشم)
أمين: 
الحمد لله على سلامتك أيها الصديق..
(يقبّله) كم أنا سعيد
هدى: 
مبروك يا سيّد هاشم..والحمد لله على سلامتك 
هاشم: 
(يبكي متأثرا) 
شكرا لك يا سيّدة هدى.. شكرا لكما يا أعزائي..
أنا لم أجد الكلمات التي تستحقها يا صديق طفولتي وصباي وشبابي وعمري
(يقبله) ألف حمدا لك يا رب..
أمين: 
(متأثرا يجلسه برفق) 
لالا يا هاشم ..لا تبكي أرجوك..
أنا أعرف أنّ الموقف صعب جدّا وأنّ هذه اللحظة
هي من أصعب لحظات حياتك..وحياتنا معا..
ولكن البكاء يضرّ بالعين وهي ما زالت تحت تأثير العملية
صلاح: 
(يجفف دمعه ويتمالك وهو يشدّ على كتفه) 
تشجع أيها البطل أنت بألف خير
هاشم: 
المعذرة ..لم أستطع التحكم في عواطفي ..
بماذا أجازيك أيها الأخ والصديق؟
أمين: 
(يضحك) 
أتجازي صديق عمرك؟
هاشم: 
ليتني أجد بماذا أجازيك..
أمين: 
هل فعلا تريد أن تجازيني؟ 
إذا جازيني بأكلة لذيذة من أكلات الخالة هناء..
هاشم: 
هكذا أنت يا أمين..
(ينظر إليه) 
دعني أشبع نظري من وجهك الحبيب
(يقبله) أنت وصلاح أغلى ما أملك
(يضحكون)
أمين: 
كاذب ومخادع..لا تتركني أفشي أسرارك أمام السيّدة هدى
(هدى تضحك)
هاشم: 
أيها المحتال لقد ضربت على الوتر الحسّاس..
ولكنني صادق في أحاسيسي تجاهكما فأنتما عيناي
أمين: 
أما هي فهي القلب والرّوح
صلاح: 
وماذا بقي فيه؟ 
(يضحكون)
أمين: 
والآن دعونا في الجدّ..سيّدة هدى ارجعي له ضمادة واحدة على عينه حتى نحميها من الهواء
(تشرع في عملها)
و إياك يا هاشم أن تتعبها..ابتعد عن الإجهاد..والهواء...لا تطالع ولا تكتب..
ستبقى في الفراش لمدة عشرة أياّم..
هاشم: 
حاضر يا أمين..سأعمل بالوصايا كلّها..
أمين: 
(يكتب وصفة ويسلّمها إلى صلاح) 
خذ يا صلاح وأتبع الوصفة بحذافيرها.
وسأمر عليكم يوميا للاطمئنان على بطلنا.. 
وللتمتع بأكلات الخالة هناء اللذيذة.. و التي لا تقاوم
(يضحكون)..
والآن صاحبتك السلامة
(يقف بعد أن أنهت هدى عملها..يناوله صلاح النظرات ويشده ) 
إلى اللقاء هذا المساء على مائدة الخالة هناء..
هاشم: 
بوركت يا أمين وأهلا وسهلا بك ..مع السلامة
سيّدة هدى..شكرا لك
هدى: 
مع السلامة سيّد هاشم ..لا شكر على واجب.
الى اللقاء مع الحلقة القادمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://horoofmenalyasamine.arabepro.com
شاعرة الياسمين منى ضيا
المدير العام
شاعرة الياسمين منى ضيا


عدد المساهمات : 571
تاريخ التسجيل : 20/07/2015

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالأربعاء أكتوبر 21, 2015 5:26 pm

نوأم روحي
قصة وسيناريو: جميلة غلالة
الحلقة :11

المشهد داخلي: 
في منزل دليلة وفي 
الصالون..ريما عصبية
تمشي وتجيء.. والدتها 
تختلس منها
النظرات..تكلمها 
برجاء
دليلة: 
اهدئي يا ريما..أنت متوترة جدّا..
ريما : 
(تؤكد نعم برأسها) 
جل أنا في قمّة التوتّر يا أمّي..
لقد وعدني صلاح بأن يتصل بي حال أن يرفع هاشم 
الضمادة..ولم يفعل ..وأنا خائفة..
دليلة: 
لعل الدكتور أمين أخّر رفع الضمادة اليوم
ريما: 
لالا يا أمّي حسب معلوماتي عن الدكتور أمين..
فهو دقيق في مواعيده..
ريما: 
هل أتصل بالخالة هناء لعلها تعرف شيئا؟
دليلة: 
فكرة صائبة ..اتصلي بها ..حتما هي تعرف شيئا 
(جرس الباب..)
ريما :
(ريما تصيح وتتسمّر في مكانها.. )
الباب يا أمّي لعلّه صلاح؟ أسرعي من فضلك ..
الفرحة شلّت قدماي
(تسرع دليلة وتفتح الباب)
دليلة: 
(تسرع دليلة وتفتح الباب)
دليلة: 
صلاح..أهلا بك يا ولدي ..تفضّل بالدخول..
ريما هائجة كالنمرة 
(يخطو خطوتين ويقف)
صلاح: 
كيف حالك سيّدة دلبلة..لا عليك سأعتذر من ريما
دليلة: 
(وهي تغلق الباب)
شكرا لك يا ولدي...ما هي أخبار هاشم؟
(تظهر ريما)
ريما: 
(تصيح وتسرع إليه وهي تشدّ على يديه) 
صلاح أيّها الصديق العزيز..انشغل بالي كثيرا..وأنا أنتظر الأخبار
صلاح: 
(يبتسم وهو يحضن كتفيها)
اهدئي يا ريما
لقد تمّ كل شيء على أحسن ما يرام..
وقد نجحت العملية واستردّ هاشم بصره.. 
ريما: 
(تصيح وهي تقفز كالطفلة..ثمّ تقبّل صلاح قبلات فرح متتالية) 
شكرا..شكرا وألف شكر..
أيّ بشارة خير هذه التي تحملها اليّ يا نعم الأخ والصديق..
صلاح: 
(يحضن كتفيها من جديد) 
وأنت يا ريما نعم الأخت والصديقة وأنا أحبك كثيرا 
دليلة: 
الحمد لله على سلامة هاشم (بخجل) يا لله 
يا صلاح يا ولدي..تفضل بالدخول لقد تركتك تقف هكذا..
صلاح: 
لا عليك يا سيدة دليلة..ليس لديه متسع من الوقت.. 
سنأتي قريبا إن شاء الله..أنا وهاشم لنشرب مشروب الفرح
دليلة: 
ذلك هو كل ما أتمناه وما أصبو إليه
ريما: 
المهمّ عندي أن هاشم استردّ بصره 
دليلة: 
وسيراك..
ريما: 
( تهمس بفرح) 
أجل وسيراني...لكن بشخصية رانية
صلاح: 
لا عليك ..لم يعد يفصلنا عن موعد العملية الثانية سوى شهرين..
بعدها سيعرف هاشم كل شيء ..عندئذ استعدي للزواج لا للخطوبة
دليلة: 
إن شاء الله
صلاح: 
اسمعي يا ريما..هو سيراك على أنك رانية..ولكن لن يصارحك باسترداد
بصره .. الا بعد أن يجري العملية الثانية..ويسترد بصره الكلي
ريما: 
اطمئن يا صلاح سأتصرّف معه كعادتي..وأمثل دور رانية للآخر لن أبين له انني اعلم انه يبصر..
صلاح: 
أجل هذا هو أملي فيك ..أستأذن ..هاشم في انتظاري..
دليلة : 
صاحبتك السلامة يا ولدي
ريما: 
إلى اللقاء يا صلاح
(يخرج وتغلق ريما الباب)
أمّي ...هل تسمحين لي بزيارة هاشم؟
دليلة : 
كيف ؟ هل انت مجنونة ؟ هاشم يبصر الان ولا تستطيعين خذاعه يا ابنتي..
فعواطفك ستكشفك
ريما: 
لا لا ..لا تخافي يا غالية..أنا أستطيع التحكم في عاطفتي
دليلة: 
لست أدري لماذا أنا متخوفة 
ريما: 
ما هو سبب خوفك؟ هاشم يحبني وأنا كذلك أحبّه ..
ولولا احترامي لإرادة صلاح التّي هيّ من إرادة هاشم..
لولا كل ذلك لهرعت إليه وصارحته بالحقيقة
دليلة: 
أتمنى لك التوفيق
ريما : 
(تضحك دليلة..وتذهب ريما الى غرفتها)
دليلة: 
(تتمتم وابتسامة على شفتيها) 
يا لهذا الشباب المتقد..العاطفي 
المشهد داخلي:
في منزل الشاطئ هاشم 
يجلس
في الصالون..وقد رفع
النظارات السوداء
عن عينيه ..تدخل
هناء بالقهوة ..
هناء: 
قهوتك يا ولدي..كم أنا سعيدة بنجاح العملية
وبأنك أصبحت تبصر من جديد..
هاشم: 
شكرا لك يا خالة هناء..أنا لا أشك لحظة في ذلك..
هناء: 
ارجع النظارات يا هاشم على الأقل تحميك من الهواء..
(يلبس هاشم نظاراته)
هاشم: 
معك حق..
هناء:
(هناء عصبية..تخطو خطوتين ..وترجع..تهمّ مرة أخرى بالانصراف ثمّ تعدل..هاشم مندهش)
مالك يا خالة هناء؟ 
هناء: 
(مرتبكة) 
ماذا أقول لك يا ولدي..أنا..أنا..(تصمت)
هاشم: 
هل أنت بحاجة إلى المال؟
هناء: 
(بخوف) لالا ..لا يا ولدي ..أنا والحمد لله في حمايتك لا ينقصني شيء
هاشم: 
إذن ما الأمر؟ لقد أقلقتني عليك..هل أنت مريضة؟
اجلسي من فضلك 
(تجلس)
هناء: 
لا يا ولدي.. غاية ما هناك..أنني ذهبت
في غيابك أتفقد بيتي وبريدي..فوجدت رسالة من
حفيدتي تعلمني فيها بأنها سوف تأتي لقضاء عطلة
الربيع عندي..وهذا ليس من عاداتها..فهي دائما
تزورني في الصيف..
هاشم: 
وبماذا أجبتها؟
هناء: 
أنا لم أرد على رسالتها بعد..ولكن اطمئن يا ولدي 
سأعتذر منها..لأنني لن أتركك مهما كان السبب
هاشم: 
بوركت يا خالة هناء..وأطال الله عمرك..ولن
أنسى ما حييت فضلك عليّ..
هناء: 
أنت ولدي الحبيب
هاشم: 
هل عندك رقم هاتفها؟
هناء: 
أجل يا ولدي..طبعا هو معي
هاشم: 
المكتب أمامك ..اتصلي بها..وقولي لها..مرحبا بها بيننا..
هناء: 
(بدهشة) هل تقصد أن تقضّي العطلة هنا؟ 
هاشم: 
أجل يا خالة هناء..مرحبا بها بيننا.. 
أنت أمّنا و مادامت حفيدتك فهي منّا والينا
هناء: 
أجل يا ولدي
هاشم: 
المكتب أمامك ..اتصلي بها..وقولي لها..مرحبا بها بيننا..
هناء: 
(بدهشة) هل تقصد أن تقضّي العطلة هنا؟ 
هاشم: 
أجل يا خالة هناء..مرحبا بها بيننا.. 
أنت أمّنا و مادامت حفيدتك فهي أختنا.
هناء: 
هناء: 
(بتأثر) بوركت يا ولدي..لكم أحبك أنت وصلاح..
هاشم: 
ونحن نحبّك..أنا أقدّر فيك تضحيتك لأجلي..
ولن أنسى ذلك أبدا
هناء: 
أنا أعتبرك ابني بعد أن فقدت ابني وقرّة عيني (تبكي)
هاشم: 
أرجوك لا تبكي..أنا ابنك وصلاح كذلك..
هاشم: 
وحفيدتك ستكون أختا لنا..ما اسمها؟
هناء:ذ
اسمها أريج
هاشم: 
الله ما أجمل هذا الاسم..خالة هناء..لقد عرفت
عن طريق الصدفة أنك ترسلين المال إلى حفيدتك
هناء: 
أجل يا ولدي..أنت تعلم أنّ مصاريف الجامعة كثيرة
وأنا لا أريدها أن تمد يدها لأيّ ان كان
هاشم: 
من الآن فصاعد أنا من سيتكفل بمصاريف أريج
حتى تتخرّج..ولا أريد أن يعلم أي إن كان حتى صلاح..
وحتى جهاز عرسها سيكون هدية منّي إليها..
هناء: 
(تقبّل رأسه وهي تحبس دموعها) 
لكم تأثرت بهذه أللفتة الكريمة..أنت ملاك يا ولدي
هاشم: 
جففي دموعك..و أهلا وسهلا بأريج الورد والياسمين
(يدخل صلاح)
(يدخل صلاح)
تعال يا صلاح..عندنا أخبار مفرحة..
صلاح : 
هات ما عندك لقد شوقتني
هاشم: 
ستنظمّ إلينا ضيفة شابّة وعزيزة..وهي حفيدة الخالة هناء..
وستعلمنا بموعد قدومها حتى تنتظرها أنت في محطة القطار
صلاح: 
حقيقة انّه خبر مفرح..أهلا وسهلا بها..
ما دامت حفيدة الخالة هناء يشرفنا التعرف عليها
هناء: 
شكرا لك يا صلاح يا ولدي
هاشم: 
أتدري يا صلاح أن لها اسم جميل وشاعري
صلاح: 
وما اسمها؟
هاشم: 
اسمها ايج
صلاح:
الله اسمها جميل 
فاهلا بها بيننا واهلابأيج الورد
هناء شكرا عزيزاي
الى اللقاء مع الحلقة القادمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://horoofmenalyasamine.arabepro.com
شاعرة الياسمين منى ضيا
المدير العام
شاعرة الياسمين منى ضيا


عدد المساهمات : 571
تاريخ التسجيل : 20/07/2015

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالخميس أكتوبر 22, 2015 5:21 pm

توأم روحي
قصة وسيناريو:جميلة غلالة
الحلقة:12
المشهد داخلي:
هاشم في مكتبه ..منغمس في الكتابة
جرس الهاتف ..
(يأخذ السماعة بلهفة )
هاشم : 
مرحبا بالغالية
ريما : 
كيف الحال حبيبي
هاشم : 
الحمد لله ..فقط لقد زاد شوقي إليك
ريما : 
وما يمنعك عنّي؟
هاشم : 
صبرا حبيبتي..صبرا جميلا..لم يبق سوى 
القليل وستعذرينني إذا ما علمت السبب
ريما : 
خذ راحتك يا حبيبي أنا صبورة جدّا
هاشم : 
أجل صبورة و رصينة..أنت أغلى شيء في حياتي..
ريما : 
ما أحوجني إلى هذه العواطف
هاشم : 
سأغدق عليك منها الكثير
ريما هلا أعطيتني عنوانك ..سأرسل لك شيئا يخصك
..مع لمحة عن مكانة حبيبك في المجتمع
ريما : 
(بفرح) أقلت عنواني؟الله ما أسعدني..
وأعلم يا هاشم أنني أحببت هاشم الإنسان
..لا أهتم للمال ولا للمكانة في المجتمع ..فقط حبيبي هاشم
هاشم : 
كلامك أفرحني..وحتما ما سأرسله 
إليك سيكون مفاجأة جميلة لك
ريما : 
ماذا سترسل لي ؟ باقة ورد أم عقدا من لؤلؤ؟
هاشم :
وماذا تفضلين ؟
ريما :
لا هذا و لا ذاك..فقط أرسل لي كلمة حبّ
هاشم :
لكم أحبك يا غالية..إذا هلا أعطيتني عنوانك؟
ريما : 
أجل..خذ ورقة وقلما..هل أنت جاهز؟
هاشم : 
أجل يا حبيبتي
إذن أكتب .. نهج الياسمين رقم 6 صفصاف المرسى
(يشهق بصمت) 
صفصاف المرسى؟ هل أنت مرساوية؟
ريما :
لحد النخاع
هاشم :
المعروف عن بنات المرسى أنهن فاتنات
ريما : 
رويدك حبيبي..لا تفرح كثيرا كي لا تصدم ..أنا عادية جدّا
هاشم :
أحبك حتى وان كنت عجوزا حدباء..
ستصلك الهدية مع صديقي صلاح ..
تذكري اسمه جيّدا
(ريما تكتم ضحكة)
مع الهدية أبيات شعرية هذا مطلعها:
دعيني أقبّل 
أنامل يديك
دعيني يا حبيبتي
دعيني أبحر 
في عمق عينيك
دعيني يا حبيبتي
فأنا.. كالطفل الرضيع
وأنا.. كالطفل الوديع
فدعيني أقبّل
كل ما فيك
ريما :
أكاد أبكي يا هاشم
هاشم :
لا تبكي بل افرحي فلقائنا قريب إن شاء الله..
ريما : 
مع السلامة يا هاشم
هاشم : 
إلى اللقاء حبيبة القلب والروح
المشهد داخلي..
في فيللا الشاطئ ..
هناء في المطبخ 
تنتظر بلهفة
قدوم حفيدتها التي
ذهب صلاح لاستقبالها..
وهي تنظر بلهفة من
نافذة المطبخ..يدخل
هاشم يبتسم 
ويتقدم نحوها
هاشم: 
(يحضن كتفي هناء) 
أرى الفرحة على وجهك
يا خالة هناء..أنت تنتظرين بلهفة قدوم أريج أليس كذلك؟
هناء: 
أجل يا ولدي..أريج هي كل ما بقيّ لي..
فأنا لم أرزق إلا بولدي خالد رحمه الله..
وهو لم يرزق إلا بأريج..
وقد تحولت محبتي لولدي إلى حفيدتي الغالية أريج
هاشم: 
أبقاها الله لك.. وأعلمي أنّك بمثابة أمّنا..
وستكون أريج أختا لنا
هناء: 
شكرا لك يا هاشم يا ولدي الحبيب ..أنا متأكدة من ذلك
هاشم: 
هل تزورك والدة أريج؟
(يأخذ موزة يقشرها ويبدأ في أكلها)
هناء: 
نادرا جدّا..فهي المسكينة تعمل في المواصلات
السلكية واللاسلكية..ووالدتها مقعدة وهي تعتني
بها طوال أوقات فراغها..لذلك لا ألومها
هاشم: 
كان الله في عونها..هل جهزت غرفة أريج؟
يضع قشرة الموز في سلّة الفضلات ويأخذ منديلا من الورق ويمسح يديه)
هناء: 
أجل يا ولدي..وستفرح كثيرا بهذه العطلة
هاشم: 
أهلا وسهلا بها..قبل أن أنسى..أنا كفيف
حتى بالنسبة إلى أريج كي لا تغلط أمام رانية
هناء: 
ستتأسف المسكينة كثيرا..فهي عاطفية جدّا (يضحك)
هاشم: 
لا عليك ستعتاد على ذلك..
(دقات على الباب )
هناء : 
(بلهفة) ها قد وصلت صغيرتي
هاشم: 
لحظة من فضلك سأجلس في الصالون
وألبس نظارتي
(يضحكان..يسرع هاشم إلى الصالون وتجري هناء إلى الباب)
هناء: 
(تفتح الباب تدخل أريج وصلاح وهو يحمل حقيبتها يضعها جانبا) 
حبيبة القلب والرّوح تعالي كي أضمّك إلى صدري
أريج: 
(تسرع إلى حضن جدتها وهي تقبلها بكل حنان)
جدّتي الحبيبة..لكم اشتقت إليك 
هناء: 
ليس أكثر من شوقي إليك يا عزيزتي..
تعالي..تعالي لأقدمك إلى السيّد هاشم
(تلتفت إلى صلاح)
شكرا لك يا صلاح يا ولدي..
أريج: 
السيّد صلاح مهذب جدّا ..ومتخلّق جدّا
صلاح: 
وأنت جميلة جدّا وطيّبة جدّا ..وقد أخذت الطيبة
من أمنا الخالة هناء
هناء: 
شكرا يا عزيزي أخجلني إطراءك..تعالي يا عزيزتي.. 
تعالي لأقدمك إلى ولدي هاشم
( يدخلون ..تهمس لها وهاشم و صلاح يكتمان ضحكهما) 
اسمعي ..هاشم تعرض لحادث ولا يرى
( أريج مندهشة تدقق النظر فيه )
أريج: 
يا الله.. كل هذا الجمال ولا يرى
هناء: 
(تتمالك) أشوت..تقدمي سلّمي عليه
(أريج تتقدم وتقف أمامه) 
هاشم يا ولدي ..هذه أريج
هاشم: 
(يمدّ يديه نحوها فتشد عليهما)
أهلا..أهلا بأريج الورد والياسمين نورت الشاطئ
أريج: 
كيف حالك سيّد هاشم؟ 
هاشم: 
شكرا لك أنا بخير..كيف كانت رحلتك ؟
أريج: 
مريحة شكرا..أود أن أشكرك
على الدعوة..شكرا وألف شكر
هاشم: 
اجلسي يا أريج
(يجلسون جميعا) 
أتدري أنّ لك اسم جميل جدّا..أليس كذلك يا صلاح؟
صلاح: 
أجل يا هاشم..ولها جمال لا يقلّ
عن رانية وريما..صراحة جمالها أخاذ
هاشم: 
إذن يا ويلنا من الجميلات
أريج: 
لا تبعث في نفسي الغرور يا سيّد
صلاح أنا إنسانة عادية جدّا
هاشم: 
يا لهذا التواضع..أريج أنت ستقضّين 
عطلتك بيننا..إذا حتى تجدي راحتك وتتصرفي
بكل تلقائية..يجب أن نرفع الكلفة بيننا
..أنا هاشم.. وهذا صلاح ..وأنت أريج أليس كذلك؟
أريج: 
(تقبّل هاشم بفرحة عارمة)
كم أنت طيّب ومتخلق
(إلى جدتها) 
أنا أحسدك 
أنا سعيدة بالتعرف عليكما..وستبقى هذه 
العطلة راسخة في ذهني إلى الأبد
هاشم: 
من الآن فصاعدا لن تقضّي عطلتك إلاّ بيننا
أريج: 
(فرحة) ما أسعدني بذلك.. 
صلاح: 
( ينظر إليها بإعجاب) 
ونحن كذلك سعداء
هناء: 
لقد أخجلتني هذه الحفاوة التي استقبلتما بها صغيرتي
هاشم: 
أريج أصبحت فردا منّا..قولي يا أريج..ماذا تدرسين؟
أريج: 
أنا في المرحلة الثانية من التعليم العالي..
في سنتي النهائية قسم الفرنسية..
هاشم: 
الله..إذا ستحصلين على الإجازة هذه السنة
أريج: 
إن شاء الله
صلاح: 
كم عمرك يا أريج؟
أريج: 
24 سنة
صلاح: 
من يراك يظنّك في العشرين..
لأن لك مسحة من البراءة والطفولة
أريج: 
أنت دقيق الملاحظة يا صلاح..
حتى زملائي وأساتذتي يقولون نفس الكلام..
هاشم: 
ولكن بصراحة لك عقل راجح.. وأنت لبقة في الكلام 
أريج: 
سأصاب بالغرور من هذا الإطراء
هاشم: 
من كان التواضع ميزته لا يصاب بالغرور
يا خالة هناء خذي ضيفتنا العزيزة
إلى غرفتها لتوضّب أغراضها..
صلاح: 
إيّاك أن تبطئي..فالرّمال الندية تناديك
أريج: 
ربع ساعة فقط وأكون بينكما.. يا صديقاي
(تأخذ أريج حقيبتها وتخرج مع هناء)
هاشم: 
يا لها من أريج..إنها فعلا جميلة يا صلاح..
أنا أقرأ الإعجاب في عينيك..
صلاح: 
صدقت يا هاشم..أنا معجب بأريج
..بها كل ما يتمناه الرجل
هاشم: 
الكرة في ملعبك..هذه فرصتك للتقرّب منها
صلاح: 
هذا ما أنوي فعله..سأخصص
لها كل أوقات فراغي
هاشم: 
خذ ما تشاء من الوقت يا صلاح 
لقد تعبت بما فيه الكفاية..ومن حقك أن ترتاح 
و تروّح عن نفسك بعض الشيء
صلاح: 
شكرا لك..سنمرح مع بعضنا جميعا..
لحظة سأغيّر ثيابي
(يختفي)
هاشم: 
أتمنى أن تكون أريج حرّة
وأن تنشأ علاقة بينها وبين صلاح.. 
الى اللقاء مع الحلقة القادمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://horoofmenalyasamine.arabepro.com
شاعرة الياسمين منى ضيا
المدير العام
شاعرة الياسمين منى ضيا


عدد المساهمات : 571
تاريخ التسجيل : 20/07/2015

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالجمعة أكتوبر 23, 2015 6:27 pm

توأم روحي 
قصة وسيناريو: جميلة غلالة
الحلقة 13
المشهد خارجي
..الوقت بعد الظهر.. في أوّل الشاطئ
المقفر بعيدا عن منزل هاشم..
تظهر ريما وهي متجهة نحو الفيلّا 
وهي تمشي باطمئنان تام
ولا تلتفت وراءها..
في مكان ثاني من الشاطئ 
يظهر شابان يظهر الاجرام على وجههما
حيث ان احدهما يحمل علامة جرح كبير في خذه
والثاني يتقلد سوار من المسامير ويلبس سلاسل
في رقبته ويلوك علكة بطريقة همجية مقززة..
إحداهما بيده قضيب حديدي 
وهما مختبئان
وراء قارب صيد قديم مهمل
على حافة الشاطئ..
يهمس أحدهما..
الشاب الأول: 
(بملل) لقد سئمت من الانتظار..
الشاب الثاني: 
وأنا كذلك..ولكنها الأوامر..وأنت تعرف ما معنى ذلك
الشاب الأول: 
أجل..ولكننا نقبع في هذا المكان منذ عشرة أيّام
الشاب الثاني: 
صبرا جميلا.. يجب أن ننتظر..
ويجب أن نتمم المأمورية
الشاب الأول: 
(ينظر من مخبئه وهو يشير بفرح) 
أكاد لا أصدّق..بل أكاد أطير من الفرح أليست هي؟ 
هاهي قادمة..
الشاب الثاني: 
(يتنهد بارتياح) أجل هي..أنا أعرفها..
(يتنهد بفرح) أخيرا هلّت..
منذ شهر أو أكثر و نحن ننتظر جلالتها
ونحصد اللوم والشتائم من زعيمنا الذي
يظن انه تهاون منا؟
الشاب الأول: 
(بتهكم) 
بل طلعتها البهية التي سنقدمعا قربان ولائنا للزعيم
(ينزل القناع عن وجهه) 
أنزل القناع على وجهك..حتى لا تتعرّف علينا..
وتزّج بنا في السجن كما فعلت بشلّتنا.
الشاب الثاني: 
(وهو يخفي وجهه تحت القناع )
ستدفع غاليا ثمن ما فعلته برفاقنا ..هيّا بنا
(يتسللان و يتبعان 
ريما بكل هدوء وهي تمشي مطمئنّة..
يصلان إليها..فتحس بهما..تلتفت إليهما برعب..
وقد أصبحت بينهما حيث وقف الأول أمامها 
والثاني وراءها..وهي ترتجف من الخوف)
ريما: 
(تتوسل وهي ترتعش من الخوف) 
ممم...ما..ماذا هناك؟ ممم...ممن..أنتما..و..و..وماذا 
تريدان منّي
(تريد أن تصيح ولكن يد الأول تكتم صيحتها.. ) 
الأول: 
(بتهكم) إيّاك ثم إيّاك ان تخرجي صوتا..أصمتي
و إالاّ والله ثمّ والله..أجعل من هذا الجسد الجميل
(يمس مهدها فتفك نفسها)
طعاما لأسماك البحر..
(بتهكم وهو يكلم صديقه) 
انظر إنها الآن ترتعش؟
الثاني: 
(يضحك بتهكم)
كنّا نظن أنك قوّية ..
ريما: 
(ترتعش) أتوسل إليكما .
خذا حقيبة يدي..(تفتحها بيد مرتجفة)
ا...أ..أنظرا..إنّ بها قطعة من المصوغ
ثمينة ..و و...ك...كذلك..مبلغ من المال 
..خذا ..خذا..(تبكي)من فضلكما..لا تسيئا إلىّ..
الأول: 
(يأخذ حقيبة يدها..يأخذ المال وقطعة
المصوغ..يسلمهما إلى الثاني الذي يضعهما
في جيبه..ويقذف الحقيبة جانبا..) 
سناخذ كل ما في الحقيبة ..(يضحك ضحكة همجية..ويهمس
وسناخذ روحك ايضا 
والآن؟
سنشكرك على سخاءك وكرمك الحاتمي معنا..
يرفع القضيب عاليا ويضرب ريما على رأسها
ضربات متتالية..وهي تتوسل..تسقط على الرمال وهي تنزف وتتوسل بضعف)
ريما: 
أرجوكما...أ...أ..أرج...(يغمى عليها)
الثاني: 
هل ماتت؟
الأول : 
(يحركها برجله) 
أظن ذلك..
(ينظر إليها بحقد) 
هذا ثمن ما فعلته بشلّتنا..
ورميت بهم في السجن لما تعرفت عليهم
هيّا بنا .. الشاطئ مقفر
..والحمد لله..لم يشاهدنا احد
الثاني: 
هات القضيب لأغسل منه الدماء العالقة به..
(يتجهان إلى الماء يغسلان أيديهما والقضيب)..يخفيه الأوّل تحت ثيابه..
الأول: 
لنذهب اليوم لزيارة الشلة..
الثاني: 
لنشتري لهم الطعام والسجائر
..والمشروبات والحلويات.. ونحمل لهم البشرى
التي انتظروها من اكثر من شهر.
لأول: 
أجل ..الليلة سينام الزعيم وكل أفراد الشلّة.. 
هيّا بنا قبل أن يرانا أحد..
(يسرعان الخطى ويبتعدان) 
المشهد:
هاشم في مكتبه 
وهو عصبيّ ..وقد استردّ
بصره كليّا..
هاشم: 
(بتوسل) افعل شيئا يا صلاح
أرجوك..قرابة الثلاثة أشهر لا رانية زارتنا ولا ريما اتصلت..
صلاح: 
و لا يوجد أحد في البيت..أنا أمرّ 
وميا على بيت ريما.. وخاصّة أسبوع 
إقامتك في المستشفى عندما
أجريت العملية الثانية.. وهذا الهاتف أمامك
لا تمرّ لحظة دون أن نحاول الاتصال
بها ولكن دون جدوى..
هاشم: 
ما العمل يا صلاح؟ ساموت ..ساجن
أعصابي تحطمت..أنا لا أعرف طعم النوم ولا الأكل 
ولو لا ألطاف الله لما نجحت 
العملية الثانية..آه يا الاهي رفقا بي..
هل سألت الجيران؟
صلاح: 
أجل (بسخرية) يا لهم من جيران لا أحد يعرف شيئا عن الآخر..
شيء مؤسف والله..(يتنهد) دعني
(يدير رقم ريما) انّه يرنّ
وما من مجيب..(يضع السماعة)
هاشم: 
إحساسي يقول بأنّ مكروها حلّ بها أو بوالدتها..ولكن رانية ما لها؟ 
(يتنهّد) يا الله ..اجعل الخير في ما اخترته
صلاح: 
سأعيد الاتصال يدير الرقم.. وينتظر ( لا جواب) ما العمل يا الله؟
(يضع السماعة) أنا نفسي بدأت الوساوس تنتابني
هاشم: 
أعد الكرّة من فضلك يا صلاح..بل لا تضع السماعة من يدك لعل وعسى 
(يرفع صلاح السماعة ويطلب عدّة مرّات..يتحصل على المكالمة .. ويقفز) 
الو..الو (يقفز هاشم) سيّدة دليلة؟ 
كيف حالك؟ ما الأمر؟ وأين ريما..سيدة دليلة أنا صلاح ..
أجيبي من فضلك..لما تبكين؟ أرجوك ردي
نحن قلقان وهاشم ..في حالة سيئة 
(يصيح)ماذا؟
هاشم: 
(يرتعش ويمد يده متوسّلا)
م..م..ما الأمر يا صلاح؟
صلاح : 
انتظر يا هاشم..سيدة دليلة من فضلك لا تبكي...اهدئي ودعيني أفهم..
.. قولي مالها ريما؟ 
(يستمع..يتهالك على الكرسي ويظهر الرعب في عينيه..يهمس)
يا الله ..يااااااااااااااااااااا الله
(تترقرق دمعة في عينيه ويهمس) 
أجل أجل ..أنا أعرف المكان مع السلامة..
(ينظر برعب إلى هاشم وهو يقاوم دمعه) 
هاشم: 
(يرتعش ويمدّ يديه متوسّلا)
حطمتني يا صلاح
تكلّمأرجوووووووك أكاد أموت من الخوف ماذا جرى؟ 
(تدخل هناء خائفة ومتسائلة )
هناء:
ما الامر يا هاشم مالك يا ولدي فدتك روحي يا غالي
صلاح: 
ريما يا خالة هناءتعرضت إلى الاعتداء بالعنف ..ضربوها بقضيب حديدي 
على رأسها
ونزفت كثيرا..الضربات خطيرة جدا..ريما لن تنجو
'تشهق هناء)
هناء :
يا الله ...
يا الله لا ترينا مكرها في حبيبتنا.. واحميها لشبابها وجمالها الفتان
هاشم:
ماذا حبيبتي في خطر؟ حبيبتي تموت؟؟؟
يا الاه السماء رفقا بيا 
(يفق)
ماذا قلت يا خالة هناء؟ جمالها الاخاذ؟ من اين تعرفين ريما؟ ومتى وكيف؟
هناء: 
ع..ع..عفوا يا ولدي انا انا
صلاح:
لا عليك يا خالة هناء...
آن الاوان ليعرف هاشم الحقيقة
(يتهاوى هاشم على الكرسي..ويفتح عينيه دهشة 
يشير بيده لا)
هاشم:
هل..هل...(يشير الى قلبه)
احساسي في محله؟ هل ان رانية هي ريما؟
(يشير صلاح نعم)
صلاح: 
اجل يا هاشم ..
رانية هي ريما واحترمت رغبتك
هاشم:
حبيبة القلب والروح
كيف ؟ كيف يا صلاح وقع لها هذا؟ ومن ضربها؟
صلاح:
كانت في طريقها إلينا..وقد وجدها بعض المارّة ملقاة 
على الشاطئ بعد أن فقدت كمية هائلة من الدماء 
(يفتح عينيه دهشة ورعبا) 
هاشم: 
يا الله..يا رب العرش
(يقف وهو يشد رأسه ويدور من الألم..يشير الى نفسه ودمعه يجري)
ما خذلني إحساسي مرّة واحدة.. ما خذلني أبدا..كنت أحس بها
كان قلبي يلّح بأنها حبيبة القلب والرّوح ..
.أنا أرتعش من الخوف 
(يمسّد رجليه) أكاد أشل من الصدمة..
(يبكي ويتأوّه) 
آه.. ثمّ آه..آه من هذه الآلام التي تمزقني
حبيبتي ... 
لم تنمحي صورتك عن محياي .... 
بل هي بين رمشي وعينـــي .... 
تزينت في فؤادي بأحلى نقشهــــــا .... 
عيناكي .. أرتسمت منها بداية حياتـــــي .... 
همسات صوتك مازالت تسكنني 
صلاح:
اهذأ يا هاشم
هاشم كيف أهدأ؟
ااااااااااااااااااااه...وألف الف أه لا تطفؤ ناري المشتعلة..
حبيبتــــي .... 
في صمتك لغة تصاغ بعالم ألعشــــاق .... 
فكيف سيكون كلامكـ ؟
الآن احس أن ألوان الحياة شحبت
والحان الحياة صمتت
وازهار الحياة ماتت
وينابيع الحب والعطاء جفت
اه من يرحم آهتي
'صلاح يضع وجهه بين يديه ويبكي بصمت والخالة هنا دموعها شلال 
يواصل هاشم مناجاته)
يا من صنعتك من خيالي ولم أجد لك مثيل
يا من سيطرتي على مشاعري بسرعة كبيره
ودخلتِ وقفلتِ باب قلبي عليك بدقائق بل ثواني
لدرجه أني لم اعد أتحمل بعدك عني
أحببتكِ جدا يا فارسة أحلامي
أحببتكِ وأحببتك..واحببتك
لاجلك تشبثت بالأمل وشفيت.
كيف تتركينني ولمن؟
(صلاح يقف ويشد هاشم من كتفيه وهو 
يكتم انفعاله)
هاشم:
أفق..لنسرع...ريما تعبة وفي خطر
والسيدة دليلة تجابه الوضع وحدها
نحن في موقف لا نحسد عليه
هيا بنا نسرع اليها..
(يجفف هاشم دموعه ويشير نعم بضعف يساعده صلاح على الوقوف)
هناء:
صلاح يا ولدي هل اذهب معكما ظ لعل السيدة دليلة تحتاجني؟
صلاح: 
اجل ..أجل معك حق هيا بنا 
( يخرجون)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://horoofmenalyasamine.arabepro.com
voller-9
المدير العام
voller-9


عدد المساهمات : 1148
تاريخ التسجيل : 05/08/2015
العمر : 54
الموقع : www.Facebook.com

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالأحد أكتوبر 25, 2015 2:33 pm

توأم روحي
قصة وسيناريو:جميلة غلالة
الحلقة:14

المشهد
في مصّحة بالعاصمة
وفي مكتب الإرشادات..
يسرع هاشم ويندفع بلهفة
حيث عاملة الاستقبال...
هاشم:
من فضلك سيّدتي..أين غرفة الآنسة ريما منصور؟
الممرضة:
در على اليمين.. أنها في آخر الممرّ..الرقم 35
صلاح :
شكرا لك
(يسرعون إلى آخر غرفة..يقرع صلاح الباب ويدخلان..دليلة تجلس ورأسها بين يديها وهي تبكي
ترفع رأسها وتقفز وهي تجري نحوى صلاح)

دليلة:
صلاح يا ولدي..ريما في خطر
صلاح:
لماذا لم تعلميننا ؟ (يحضنها)
دليلة:
ريما وحدها من يعرف رقم الهاتف
..(تبكي بألم)
وهي من 3أشهر في غيبوبة
هاشم:
(بصوت مختنق) غيبوبة؟ ومن 3أشهر؟
يا الله..
سيّدة دليلة..أنا..أنا ..آه من الألم الممزق
(يحضنها ويبكيان)
اين هي؟ أين حبيبتي؟ وهل؟ هل تنجو حبيبتي ؟

دليلة:
قل يا ربّ.. قل يا رب..
(يجلسها ويجلس على ركبتيه أمامها)
هاشم:
قولي من فضلك..أين هي الآن ؟ وكيف حالها..أرجوك
لا تخفي عنّي شيء
دليلة:
هي في غرفة العمليات..تجري ثالث وآخر عملية
على رأسها..هشموه يا هاشم..آه يا ولدي كم تحمل قلبي من الألم لأجل صغيرتي
هناء:
(تشد على يدي دليلة)
تشجعي سيدتي ..كان الله في عونها..
وفي عوننا جميعا..نحن نتألم لأجلها

دليلة:
لعلك الخالة هناء ؟
(يشيرون نعم)
شكرا لك ..ريما تحبك
هناء:
ومن الذّي لا يحب ريما؟
هاشم:
تعالي خالة هناء اجلسي بجانب
السيدة دليلة ..خففي عنها ريثما نعود
هيّا بنا يا صلاح سننتظر طبيبها في الممرّ
(يخرجان ويذهبان أمام غرفة العمليات)
هاشم عصبي لا يهدا)
حبيبتي ..ليتني أنا مكانك..حبيبتي
لا تموتي..أرجوك يا ربّ خذ بيدها ..نجّها ..

صلاح:
اهدأ يا هاشم..هذه مشيئة الله..
هاشم:
وها أنا أتوسل إلى الله....الى القادر على كل شيء
(يفتح باب غرفة العمليات ويخرج طبيب
في الخمسين من عمره..يسرع إليه
هاشم وصلاح)
دكتور نحن أقرباء الآنسة ريما منصور..
أصدقنا من فضلك كيف حالها؟
الدكتور:
من فيكما هاشم
( ينظران إلى بعضهما بدهشة)

صلاح:
(يشير إلى هاشم)
هذا هو هاشم
الدكتور:
إذن اتبعاني من فضلكما إلى مكتبي
(يتجهون نحوى المكتب..يجلس الطبيب في مكانه ويشير إليهما بالجلوس)
هاشم:
من فضلك دكتور كيف هو الوضع؟
الدكتور:
أنا لا أخفي عنكما..الحالة صعبة .. بل صعبة جدا..
هاشم:
حتى بعد العملية الثالثة؟

الدكتور:
بعد هذه العملية ستخرج من غيبوبتها
( يشرق وجه هاشم وصلاح)
ولا أستطيع الكلام إلا بعد أربعة وعشرين ساعة
ربما تحصل هذه المضاعفات وربما لا
ااالضربات كانت عنيفة قاتلة بآلة حديدة.
رممنا ما استطعنا و البقية على الله هذا ما اقوله لكما
االآن نحن ننتظر معجزة من الله
هاشم:
يا أرحم الراحمين رفقا بحبيبتي
المهم عندي أنّ ريما ستنجو.. و ستصحو.. وتكلمني..وتعرفني..
أي شيء بعد ذلك لا يهمنّي سأقبل بها وسأحبها وأرعاها مهما كانت النتائج..

الدكتور:
بعد العملية صحت في كامل
وعيها ونادتك بكل أنواع الحب..
هذا ما جعلني اجزم انها افاقت من غيبوبتها
صلاح :
هل معنى ذلك أنها صاحية الآن؟
الدكتور:
لا..لا لقد خدرتها حتى تهدأ..
ولن تفيق إلا غدا إن شاء الله ..تستطيعان رؤيتها..
لا شك أنها في غرفتها
( يشكرانه يتجهان إلى غرفة ريما..ريما ممددة.. ساكنة والضمادة
تغطّي رأسها وعينيها دليلة والخالة هناء بجانبها تبكيان بصمت)
يتقدّم هاشم ..يشدّ يدها ..يقبلها..وهو يبكي)
هاشم:
فدتك روحي أيتها الحبيبة..ريما ..ريما يا حبّي
(يضغط على يدها) أنت حبيبة القلب والرّوح
و ستبقين..مهما كانت النتائج.. ستبقين..

صلاح:
اهدأ يا هاشم ودعها ترتاح إنها مخدرة.
هاشم:
لا لا ..لن أبرح مكاني إلاّ إذا أفاقت حبيبتي
(يدخل الطبيب يتفقد المريضة)
الدكتور :
دعوها ترتاح..فهي لن تفيق إلاّ آخر الليل أو غدا صباحا
هاشم:
سيدة دليلة..سيصطحبك صلاح أنت والخالة هناء
إلى البيت لترتاحي ..وسأسهر أنا على راحة ريما
دليلة :
ولكن يا سيّد هاشم..
هاشم:
أرجوك كفاك مجاملات نحن عائلة واحدة
..فأنت أمّ حبيبتي
(يحضن كتفيها)
خذي قسطا من الراحة أرجوك..(يقبّل جبينها)

صلاح:
وجهك متعب سيّدة دليلة ..أرجوك ..يجب أن ترتاحي
ريما في أمان مع هاشم
دليلة:
أنا على يقين من ذلك
هناء:
هيّا بنا سيدتي..(تشدها هناء وتخرجان مع صلاح
وهي تبكي..يقرّب هاشم الكرسي
الوثير بجانب الفراش ويفتح ربطة عنقه ويتهالك)
هاشم:
(يأخذ يدها..يقبلها)
يا لسخرية الأقدار يا حبيبتي
لقد انتظرت لقاءك وحلمت به ليال طوال ..وها أنت الآن
بين يديه جسد بلا روح..
(يأخذ يدها ويقبّل كفها) حبيبة القلب والروح..
أنا بجانك أحبك وأرعاك..ستشفين..أجل ستشفين يا حبيبتي ..

ستشفين ولو أجوب بك العالم بأسره ..
دعي يدك ترتاح بين يديه
(يمرّر إصبعه فوق وجهها فتتحرك)
يا الله إنّها تتحرّك..
(يناديها بفرح) ريما حبيبتي..
..ريما حبيبتي..أنا هاشم
(تحرّك رأسها)

إن كنت تسمعينني..اضغطي على يدي
(تضغط على يده فتهزه الفرحة..يقبّل يدها عدّة مرّات)
يا لسعادتي..يا لهنائي..دعي يدك ترتاح بين يديه
نامي..نامي يا قرّة العين..أنا لن أبرح مكاني حتى تتعافي
(تبتسم وتعود إلى النوم)
ابتسمي ..لن ترحلي عني..لن تتركي هاشم الذي أحبك
ووهبك قلبه..لا تتركيني لويلات الآه والشوق والحنين
الا يكفي أنك تركتني أياما طويلة وسط الامواج المتلاطمة
تقذفني هنا وهناك؟أقاوم أعاصير الألم والخوف والظنون
كنت اقف بالساعات أمام البحر أسأله
عن اتجاه لقاربي لعله يتوقف يوما .....
....على شواطئ الأمان.. .شاطئ حبيبتي ريما
فلا تعجبي من احساي بك..وحبي وعشقي لكِ
فسبحانه الذي سواكِ..
فما كنت لأعرف الحب يوماً

لولاكِ
فارحميني وحني لي
إني متيم بهواكِ
عودي الي يا ريما
فلا حياة لي بدونك
(يجفف دموعه ويفتح ربطة عنقه ويحضن يد ريما ويغمض عينيه)

المشهد
في الصباح وفي غرفة ريما..
هاشم منهك يظهر التعب على
وجهه..تتململ ريما وهي تهذي ..
تدير رأسها في هذيان تمد يدها للفراغ
ريما:
هاشم..هاشم أين أنت يا حبيبي ؟ أقترب منّي..
لماذا أنت بعيد ؟ هات يدك ..أنا ريما..ريما حبيبتك
إحساسك في محلّه..أنا لست رانية..(تمد ّيدها يحضنها هاشم)
هاشم:
حبيبتي.. الحمد لله على سلامتك..أنا هنا..أنا بجانبك
أحبك وأرعاك..هل تسمعينني يا ريما؟ أنا هاشم حبيبك
وها أنا اضغط على يدك..هل أحسست بي؟
إحساسي بك ما خذلني أبدا
(تمدّ يدها لتتحسس وجهه)

رباااااه....هل.. هل..أنا أحلم؟
هذا صوت حبيبي هاشم..يا فرحتي.. حبيبي هاشم أنت هنا بجانبي؟
هاشم:
أجل يا قرّة العين..حبيبك ساهر بجانبك..
وسيسهر على راحتك طوال العمر
ريما:
اقترب ..اقترب يا أملي ورجائي..اقترب ودعني
أتحسس تقاطيع وجهك الجميل
(تحضن وجهه بكلتا يديها..فيضع قبلة على شفتيها)
يا الله..ما أروعك يا حبيبي..
هاشم:
ريما أيتها الحبيبة.. كم أنا في شوق إليك.. إلى عينيك..
ونظرتهما التي قيّدتني ..وجعلت إحساسي يصيح
بكل قوّاه أنك ريما
ريما:
لكم عجبت لإحساسك بي..لقد كان إحساسا صادقا
وقوّيا..ما أسعدني بك يا هاشم..

هاشم:
سعادتي بك أكثر وأكثر..وأعلمي أنّ حبيبك لا ولن
يتخلّي عنك لحظة واحدة..ولن يبتعد عنك قيد أنملة..
ريما :
كلامك أسعدني..متى يرفع عن رأسي هذه
الضمادة حتّى أبحر في عمق عينيك
هاشم:
سنبحر معا يا حبيبتي..إلى عالم فسيح..
وسأفرش لك الأرض وردا وريحانا..و سأكسيك ذهبا وياقوتا..
ريما:
بل حبّا وحنانا..ذلك هو كسائي..

هاشم:
سأغدق عليك منه الكثير الكثير
(يتنهد) كدت أموت أو أشل عندما سمعت الخبر
ريما:
وكيف عرفت؟..لقد وقعت لي الحادثة البارحة وأنا قادمة إليكم
هاشم:
(يفتح عينيه دهشة)
البارحة
(يتدارك) آه نعم البارحة
ريما:
مالك يا هاشم؟
هاشم:
مالي؟ أيّ سؤال هذا..أنا أسعد مخلوق على وجه هذه الأرض..
حبيبتي بخير وهي تكلمني
ريما:
هل قضيت الليل بجانبي..؟

هاشم:
أجل ..قضيتها وكانت من اسعد الليالي..يدك في يدي حتى الصباح
(تقبّل يده)
ريما:
كم أنا سعيدة يا حبيبي..
(تتنهد) هاشم أين أمي؟
هاشم:
دقائق فقط و ستأتي.. إنها في منزل الشاطئ مع الخالة هناء
وصلاح..وستأتي مع صلاح
ريما:
شكرا يا هاشم.. شكرا لك يا حبيبي
(تدخل دليلة وصلاح يسرعان إلى ريما)
دليلة:
حبيبتي ..حمدا لله على سلامتك.. حمدا لله على سلامتك
(تقبلها وتبكي) كم تألمت يا قرّة عيني..الحمد لله..الحمد لله

ريما:
أمّاه..لا تبكي أرجوك.. أنا بخير
(تقبّل يدها) هل رأيت هاشم ؟
دليلة :
هاشم ..أجل يا حبيبتي رأيته منذ البارحة
هاشم:
صباح الخير سيدة دليلة ريما بألف خير
صلاح:
(يشد يدها) كيف حال عزيزتنا ريما ؟
ريما:
(تشهق) صلاح ؟ أيها الأخ الحبيب..
صلاح:
نحن معك يا عزيزتي..لست وحدك
ريما:
شكرا ..أنا على يقين من ذلك
(يدخل الطبيب ومعه الممرضة)

الدكتور:
صباح الخير
(يردّون)
هل أفاقت؟
(يقترب منها)
الحمد لله على السلامة آنسة ريما
ريما:
شكرا دكتور..أريد التحدث إليك
الدكتور:
أجل..سنتكلم..(إلى الجميع)
الآنسة ريما ستخضع لإجراء عدّة فحوصات وصوّر بالأشعة وهذا يتطلب ساعات ولذا بإمكانكم العودة إلى البيت للخلود إلى الراحة ريثما تنتهي
دليلة:
بإمكان هاشم الراحة ريثما تنتهي ريما (إلى هاشم)
أنت لم تنم البارحة والإجهاد يظهر على وجهك
هاشم:
ولكني لا أريد أن أبرح مكاني
ريما:
(تمد يدها إليه) هاشم يا حبيبي ..يجب أن ترتاح ريثما أنهي فحوصاتي

هاشم:
حاضر يا حبيبتي لك ما أردت..
(يهمس في أذنها) تيقني أنني تركت قلبي عندك ..
ستجدينني في انتظارك..(يقبل يدها) إلى اللقاء يا حبيبتي
ريما:
(تهمس له في أذنه)
تيقن أنك وحدك من استحوذ على قلب ريما (تقبل يده)
هاشم:
وأنت وحدك من سكن قلب هاشم ..إلى اللقاء القريب.
(يبتسمون)
صلاح:
إلى اللقاء يا ريما
ريما:
إلى اللقاء يا صلاح
(يخرجان)
والآن يا دكتور أنا أنتظر شرح الأمور..
الدكتور:
قبل كل شيء الحمد لله أنك أفقت من غيبوبتك

ريما:
غيبوبة ؟؟؟
دليلة:
أجل يا أبنتي..
دكتور:
أنت في غيبوبة منذ ثلاثة أشهر
ريما :
ماذا قلت؟ ثلاثة أشهر؟
دليلة:
أجل يا عزيزتي
ريما:
فهمت الآن سرّ تعجب هاشم..هل تعلم دكتور أنني لا أرى..
رفعت الضمادة لارى وجه هاشم فما رأيت الا الظلام؟
(دليلة تشهق)
ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الى اللقاء في الحلقة فبل الاخيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
voller-9
المدير العام
voller-9


عدد المساهمات : 1148
تاريخ التسجيل : 05/08/2015
العمر : 54
الموقع : www.Facebook.com

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالأحد أكتوبر 25, 2015 6:44 pm

توأم روحي
قصة وسيناريو : جميلة غلالة
الحلقة 15

ريما:
فهمت الآن سرّ تعجب هاشم..هل تعلم دكتور أنني لا أرى..
(دليلة تشهق)دليلة:
ماذا تقولين..أنت تهذين..كيف ستبصرين والضمادة تغطي عينيك؟
ريما:
لقد رفعتها قليلا لأنظر في وجه هاشم ولكن ما رأيت سوى الظلام
(دليلة تبكي وتتوسّل إلى الطبيب)
دليلة:
قل شيء يا دكتور
الدكتور:
(يربت على يدها)
اسمعي يا ابنتي..أولا الحمد لله أنك خرجت من هذه الغيبوبة..
ثانيا هذا العمى هو وقتي..بعد ستّة أشهر سأرسلك إلى أشهر طبيب عيون لإجراء عملية جراحية وستكون ناجحة بإذن الله..
ريما:
أمّي يجب أن أغادر هذه المصحة
دليلة :
(بخوف)
ماذا ؟ كيف تغادرين وأنت على هذا الحال ؟
ريما:
(بغضب) قلت لك يجب أن أغادر قبل رجوع هاشم..
الدكتور:
(يربت على يدها)
اهدئي ..فأنت لن تجدي ما عندنا في مكان آخر..
ثمّ أنا من أجرى لك العملية وهي دقيقة وخطرة ولن أتحمل المسؤولية إذا ما غادرت هذا المكان
ريما:
إذا خذني إلى مكان منعزل حيث لا يجدني هاشم
الدكتور :
المسكين يحبك ..لماذا تفعلين به هذا؟
ريما:
لأني أحبّه
دليلة :
يا لها من فلسفة..
الدكتور:
جهزّي لها أغراضها..وسنجهز ّلها غرفة منعزلة
دليلة:
حاضر يا دكتور
(يخرج..تنظر اليها أمها بأسف)
اسمحي لي يا ابنتي ان اقول لك ان تصرفك هذا غير لائق
كيف تفعلين هذا بهاشم؟ الذي يعبدك
(ريما بصوت باكي)
ريما:
رجاء يا أمي..رجائ لا تزيدي في عذابي
لاني احبه يجب ان أختفاي من حياته والى الأبد
ما ذا يفعل هاشم بعمياء مثلي؟
قولي يا أمي قولي
(تصيح وتريد ان تنزع الضمادات..تسع اليها دليلة وتشد يديها وهي تبكي)
دليلة:
اهذئي يا حبيبتي اهدئي ولك ما تريدين ..
(تضمها بقوة)
آه يا وجعي ..كم أتألم يا الله
هيا دعيني أجهزك ...سيعود الطبيب الآن لينقلك الى جناح تاني.
(تشير ريما نعم برأسها)
المشهد:
في رواق المصحة هاشم متأنق وهو يحمل سلّة من الورد ومعه صلاح يتجهان إلى غرفة ريما وهما في قمّة السعادة..
.يدخلان الغرفة..الغرفة خالية والسرير فارغ..
هاشم:
(بدهشة) عجبا..كنت أظن أننا أبطأنا..
ولكن كم الساعة الآن يا صلاح؟
صلاح:
منتصف النهار والنصف
هاشم:
( يضع سلّة الورد بجانب الفراش)
هل ننتظر هنا أم نذهب إلى مكتب الطبيب لنسأل عنها ؟
صلاح:
لننتظر قليلا
(يجلسان..يفتح الباب فيقفان.. تدخل ممرضة تجر ّسريرا لامرأة مسنّة..يسرعان إليها)
هاشم:
سيدتي لقد أخطأت الغرفة..هذه غرفة الآنسة ريما منصور
الممرضة:
الآنسة ريما؟ ألا تعلم؟
هاشم :
(بخوف) أعلم ماذا؟
الممرضة :
لقد غادرتنا الآنسة ..لقد جاء خالها من الخارج وأخذها
هاشم:
ماذا تقولين ؟ريما غادرت ؟ والى أين؟
الممرضة:
هذا ما لا أعلمه
صلاح:
يالله بنا يا هاشم إلى مكتب الطبيب
(يخرجان وهما يجريان يقرع هاشم باب المكتب ويدخل)
هاشم:
ماذا أسمع يا دكتور؟ ما هذا الهراء الذي تقوله الممرضة؟
الدكتور:
مع الأسف..ما سمعته هو الحقيقة
هاشم:
(يتهالك) كيف؟
الدكتور:
حال خروجك دخلت ريما في غيبوبة عميقة
هاشم:
غيبوبة؟ ولكنّي تركتها بخير
الدكتور:
حصلت لها مضاعفات ألم اقل لك ان الضربات مميتة؟وكان من المقرر أيأتي خالها اليوم من الخارج..وكانت صدمته كبيرة وهو يراها بهذه الحا..فقرر السفر بها في طائرته الخاصة ..
ولا أعلم إلى أين؟ وهذه رسالة إلى السيّد صلاح من السيّدة دليلة
(يأخذ صلاح الرسالة )
هاشم:
افتحها يا صلاح لعل فيها ما يشفي الغليل
(يفتح صلاح الرسالة بيد مرتجفة..ويقرأ)
صلاح:
إنّها تعتذر ..وتقول إنّه شيء خارج عن نطاقها..
وتطلب منّي أن أترك مفتاح الشقّة عندي لأنها غادرت أرض الوطن للإقامة عند شقيقها في الخارج
هاشم:
كيف هذا؟ شيء لا يتقبله العقل..يا لله سأجن هل أنا أحلم؟
الدكتور:
تشجع يا سيّد هاشم..إنها الحقيقة المرّة
هاشم:
أتشجع؟ كيف ؟ وهل أملك ذرة من الشجاعة الأن وانا المنهار تماما؟ لماذا؟ لماذا يا سيّدة دليلة تفعلين بي هذا؟
الدكتور:
السيّدة دليلة ليس لها أيّ ذنب..
صلاح:
(يشد هاشم )تشجع يا هاشم..إنها إرادة الله.. لننصرف
الدكتور:
أنا آسف يا سيّد هاشم..حقيقة أنا آسف
صلاح:
تلك هي الحياة ..غمامة و ابتسامة ..
هاشم:
بل غيوم داكنة يا صلاح حجبت شمس حياتي
(يتأوه) هكذا في طرفة عين تتحطم آمالي وتهوى أحلامي..ما أتعسني
صلاح:
أرجوك يا هاشم..تشجع..وسيأتي اليوم الذي تجد فيه ريما..
(يلتفت إلى الطبيب)
شكرا دكتور مع السلامة..هيّا بنا يا هاشم
الدكتور :
أنا فعلا آسف ومتألم لما حصل.. اعتن به جيّدا ..فالصدمة قويّة
(يشير برأسه نعم ويخرجان)
المشهد:
على الرمال يجلس هاشم وقد نمى شعر ذقنه وأهمل نفسه..
دمعة يسيل وهو يناجي ريما
هاشم:
في صدري آهات مكتومة ايها البحر..في صدري عاصفة لو هبت تحطم الاخضر واليابس..
أأأأأأأه يا ريما يا توأن روحي...قسما بحبك ان هذا القلب (يضرب على قلبه بألم)
سيبقى متيما بحبك..وفيا لعينيك ..فأنت اشعاري دون ان اخطها..وانت القوافي دون ان ازنها..لقد الغيت وجودي ايتها البعيدة بعد السماء عن الارض القريبة مني كأنفاسي..فلا وجود لي الا وبجودك
يطهر صلاح والالم ظاهر على وجه..يجلس ورائه بكل هدوء)
لقد سكنت جوف القلب ولم تترك لأحد مكانا..لا زلت اذكر همسك وارتعاشك فوق صدري..ورائحة عطرك الفرنسي تنعش روحي ووجداني..وعدا أيتها الغالية
وعدا مني سأطوقك بوشاح الوفاء..وأحرم حروف عشقي على كل النساء..واياكي ان تنسى حبيبك..تذكري يا حبيبتي اني أملك شيء يخصك ..وانت تملكين شيء لي..قلبي وقلبك ..ففراقنا فراق الأجساد أما الارواح فهي متلاحمة...آآآآآآآه يا توأم روحي كم أتألم
(يقف صلاح ويجلس بجانبه يحضن كتفيه ..وهو يكتم ألمه)
صلاح:
ارفق بنفسك يا هاشم..وكن أفوى من الاحداث..3أشهر وانت على هذه الحال؟
الى متى يا هاشم؟
( هاشم يتنهد ويتأوه)
وهل بيدي شيء يا صلاح؟ بل هل مازال يهمني شيء بعد ريما؟
ترى في أي بر أنت يا ريما؟ ترى هل انت على قيد الحياة أم في عدد الاموات
صلاح:
لا تقل هذا واهدأ لو أن ريما بخير لازم تظهر في حياتك .اترك هذا بيد الله وهو قادر ان يشفي ريما ويعيدها الينا..
هاشم: ليتني ادري فقط ان كانت تعيش..
صلاح :
سنعرف اخبارها عاجلا او آجلا..
هاشم :
والله يا صلاح كنت انوي السفر للخارج لأعالجها لتقف من جديد..
وحتى ولو بقيت بلا حراك فأنا قابل بها..
صلاح:
ليت الطبيب اوضح لنا نوع المضاعفات التي حصلت لها
هاشم:
ليتني الححت..
صلاح:
لنعود اليه ربما يوضح لنا اكثر ونجد خيط يدلنا عن مكان ريما..
هاشم:
ان شاء الله..سأرتاح الأن ونذهب اليه متى وجدت القوة والجهد
صلاح:
كيف ستمتلك القوة وانت مضرب عن الطعام الا لماما وغصبا؟
هاشم:
كل شيء اصبح بلا معنى..حتى حياتي نفسها..
'يتجهان الى بيت هاشم وصلاح يسند هاشم)
المشهد:
(في المصحة وفي جناح ثان حيث تقيم ريما وهي تتهيأ للخروج وقد رفعت الضمادة عن عينيها ورأسها..يدخل الطبيب)
الدكتور:
(يضحك )
لا شك أنك سعيدة بمغادرتنا..بعد إقامة 6 أشهر معنا
ريما:
أجل يا دكتور..أنا سعيدة لأتفرغ للكتابة..
الدكتور:
اعتدنا عليك يا ريما
ريما:
أجل وأنا كذلك..
(تمد يدها إليه يشد عليها)
نحن الآن أصدقاء أليس كذلك ؟
الدكتور:
أجل..أنا أعتبرك ابنتي..وقد تأسفت كثيرا لكل ما جرى..
و(يتنهد) لازلت أذكر السيّد هاشم..لقد تلقى المسكين صدمة قوّية ..
ورأيت الدموع في عينيه..وما أصعب دموع الرجل..
على فكرة لقد زارني من يومين مع صديقه الاستاذ صلاح..
(ريما بخوف)
ريما:
ماذا ؟ظزارك؟ لما؟ و..و...كيفهو كيف حاله
(يضحك الطبيب )
ارأيت أنت تحبينه يا ريما كفي عن التعنت واصلحي ما تكسر
(تتنهد ريما وتنزل دموعها )
ريما: وهل ما تكسر يجبر..لا اظن
الدكتور با باشارة منك يجبر
ريما :
أبدا ما تكسر صعب اصلاحه..أنا اصبحت عمياء..وحب هاشم سيتحول الى شفق وعطف وهذا ما لا ارضاه
الطبيب:
انت مخطئة يا ابنتي..لقد زارني من يومين ..في حالة يرثى له..شحوب وهزال..واهمال لطعامه ونفسه ككل رجاني ان اوضح له
دليلة :
كنت على يقين من أنّ هاشم في قمّة ألمه..ويا ليتها تجبر ما تكسّر
بكلمة منها تحببه..فهو لا يسحق منك هذا يا ابنتي
ريما:
( بصوت يخنقه)
قلت ما تكسّر لن يجبر أبدا..أبد يا أمي
(تترقرق دمعة في عينيها) أنا كذلك أتألم.. أتظنيني حجر لا أحس؟
أنا أموت في اللحظة ألف مرة شوقا اليه..ولكن للأسف.. أنا لم أعد أصلح لهاشم..
والزمان وحده كفيل بمداواة الجراح والآلام..
دليلة:
كفاك هراء.. هاشم يحبك بل إنّه يعبدك
ريما:
(بمرارة)
لأنه لا يعلم أنني أصبحت عمياء..
دليلة:
ولماذا أنت رضيت به وهو أعمى ؟
ريما :
الأمر يختلف كثيرا..من فضلكما ارحما ألمي .. لنطوي صفحة هاشم إلى الأبد
(تمسح دموعها وتتنهد)
قلّي يا دكتور ..
أريد أن أقضّي فترة نقاهتي في الرّيف..هل تسمح لي بذلك..
الدكتور:
أنت الآن بألف خير..تصرفي تصرفا عاديّا..وأذهبي حيث شئت
ريما:
شكرا لك يا طبيبي ويا صديقي..
أمّي هل اشتريت لي كل ما طلبت؟
دليلة:
أجل يا حبيبتي ..الورق..الأقلام ..آلة التسجيل..وكل ما طلبت
كنت أتسوق وأدعو الله ان لا يعترضني لا هاشم ولا صلاح
والحمد لله .
ريما:
الحمد لله..وهل أنت مستعدّة للعمل معي ومساعدتي؟
دليلة:
وهل في ذلك شك؟ بكل جهدي با ابنتي
ريما:
لا حرمني الله منك يا أمي انا احتاجك بقوة..
دليلة:
أنا بجانبك يا قرة عيني لا تفكري
ريما:
أدامك الله لي يا غالية
إذا رتبّي أغراضنا كي نذهب إلى أقصى الجنوب حيث بيت عمتي الريفي الجميل
دليلة:
لك ما أردت..ولكن لنتفقد بيتنا الأول
ريما:
البيت في أمان ..دعينا نبتعد من هنا..وبسرعة
دليلة :
حاضر يا ريما..افعلي ما شئت
الدكتور:
والآن يا ريما..دعيني أطبع قبلة على جبينك..لا تنسي.. الدواء في موعده ..
لا تتعبي نفسك ..الإجهاد ممنوع..وموعدنا بعد شهر أن شاء الله
سيّدة دليلة..أنا سعيد بالتعرّف عليك
دليلة:
شكرا وألف شكر..أنت بالنسبة لنا صديق عزيز..شكرا والى اللقاء
ريما:
لولاك يا طبيبي لدخلت في دوّامة من الحزن والألم ..ولكنك بحنانك .
.ور
الدكتور:
صاحبتكما السلامة..رقم هاتفي معك إن احتجت لأيّ شيء (يخرج)

الى اللقاء في الحلقة الاخيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
voller-9
المدير العام
voller-9


عدد المساهمات : 1148
تاريخ التسجيل : 05/08/2015
العمر : 54
الموقع : www.Facebook.com

مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة   مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم  /  الروائية : جميلة غلالة Emptyالإثنين أكتوبر 26, 2015 12:23 pm

توأم روحي
قصو وسيناريو: جميلة غلالة
الحلقة الأخيرة

المشهد:
المشهد داخلي :
في بيت دليلة بعد أن رجعت من السفر تجلس مع ريما في الصالون..
دليلة تنظر إليها طويلا..
دليلة :
ريما حبيبتي..هل أنت سعيدة؟
ريما:
(تغتصب ابتسامة)
بعد طول هذه المدة..بعد سنة.. أجل سعيدة..ما دمت بعيدة عن هاشم..
ولاشك أنّه تزوج ونسيني إلى الأبد
دليلة:
سأقول لك شيئا..صحيح أننا كذبنا على هاشم وظللناه وبعدنا لأشهر طويلة..غير أن هاشم هو هاشم

ريما:
وما أدراك أنّ هاشم هو هاشم؟
دليلة:
قصّته التي صدرت مؤخرا..أتدري ما هو عنوانها ؟
ريما:
وما عنوانها؟
دليلة:
(تهمس) عنوانها.. ريما حبيبتي..
ريما:
(تقف بدهشة وهي تهتف) يا الله..
(تجلس بألم تمد يدها إلى أمها وهي تقاوم دمعها)
هاتها من فضلك يا أمّي.
ريما :
لا ..لا ليس عندي أدنى فكرة
دليلة:
إذن شدّي أنفاسك..هذه القصة هي الآن في يدي
(تظهر الدهشة على وجه ريما..ترتعش..وتمد يدها)
ريما:
ماذا؟ قصة؟ قصة وهنا عندك ؟

ريما:
ما..مما..نا عنوانها؟ قولي يا أمي ارجوك..
دليلة:
(تهمس) عنوانها.. ريما حبيبتي..عودي
ريما:
(تقف بدهشة وهي تهتف) يا الله..
(تجلس بألم تمد يدها إلى أمها وهي تقاوم دمعها)
هاتها من فضلك يا أمّي.
دليلة:
دعيني أقرأ لك الإهداء أولا..
(تنظر إلى ابنتها بألم)
حبيبتي..ليتني ما سمعت صوتك..
ولا قبّلت كفّك..ولا شممت عطرك..بل ليتني ما استرددت بصري..
أين ما كنت.. وحيث ما كنت.. القلب لك
(ريما دموعها تجري)
ريما :
(تبكي بحرقة وتتوسل) كفى يا أمّي..
ليته يعلم بحالي..ليته يدري أني ما تركته رغبة مني بل غصبا..
ليته يعلم أنني اصبحت عاجزة ..عمياء كبف لأديب مثله
ان يجر عمياء ورائع

دليلة:
(بغضب)
كفي حناقة..كفى سذاجة...كفاك ألم لنفسك ولي
ريما:
آسفة يا أمي أوجاعي هي التي تتكلم
(تمد ّيديها) هات يا أمّي هات كتاب حبيبي أضمه إلى صدري
(تأخذ الكتاب تقبله وتضمه وهي تبكي)
دليلة:
(تقف وهي في قمّة الألم..تجلس بجانبها وتأخذها في حضنها)
ريما حبيبتي.. رفقا بنفسك لقد تحطمت..رفقا بأمك انا اموت في اللحظة الف مرة..
ريما حبيبتي..الحب الصادق لا يعرف موانع ولا حواجز ولا سدود..الحب الحقيقي يتغلب على كل شيء مهما كان المانع ..وحسب ما قرات من مقدمة الكتاب هاشم باقي على العهد..يحبك يا ريما
اتصلي به ..فهو لا يستحق كل هذا
ريما:
( بفزع )
ماذا ؟ لا لا لا..افهمي انت يا أمي هاشم أحب ريما الجميلة المعافاة
وريما الآن شبه حطام..عمياء يا أمي..تمشي وتتعثر وتسقط احيانا..قولي بما سأنفعه؟
(تبكي بحرقة..تحضنها امها وتمسح على شعرها وهي تبكي بصمت)

ريما:
دعي الآلام تنام في داخلي يا امي
دليلة:
( تقبّل شعرها وهي تضمها)
اهدئي يا حبيبتي..اهدئي
(تمرّ برهة..ترفع ريما رأسها تتنهد)
ريما:
سأذهب إلى غرفتي لأرتاح قليلا قبل أن نواصل العمل
(جرس الباب تفزعان ..تقف ريما برعب)
يا الله من يكون؟ اسمعي يا أمي
أنا.. أنا خارج الوطن عند خالي أسمعت؟
ساعديني سأذهب إلى غرفتي
(تسرع بها إلى غرفتها..وتتجه إلى الباب..يمد لها ساعي البريد رسالة مضمونة الوصول)
الساعي:
منزل الآنسة ريما منصور؟

دليلة:
أجل..أنا أمها
الساعي:
تفضلي أمضي على استلام الرسالة
(تمضي.. يسلمها رسالة..تشكره وينصرف..تتجه إلى غرفة ريما)
دليلة:
إنّه ساعي البريد سلّمني رسالة مضمونة الوصول لك
ريما :
ممن؟ وماذا فيها؟
دليلة:
لا أدري سأفتحها حالاّ
(تفتح الرسالة يشرق وجهها )
هذه من نادي الأدباء الشبّان..
(يشرق وجه ريما.. تقرأ)
دليلة:
لا أدري سأفتحها حالاّ
(تفتح الرسالة يشرق وجهها )
هذه من نادي الأدباء الشبّان..
(يشرق وجه ريما.. تقرأ)

إلى الآنسة ريما منصور ..
بعد التحية.. يتشرف نادي الأدباء الشبّان بتكريم ثلّة من الأدباء الشبّان.. ويشرّفنا أن تكوني على رأس هذه الثلة..
وذلك بفوز قصتك الطويلة سامحني حبيبي بالجائزة الأولى ..
كما أنها اختيرت لتمثيلها سينمائيّا وذلك يوم السبت الثامن من هذا الشهر..والسلام ..
(تقبلها) مبروك يا عزيزتي أنا فخورة بك
ريما:
(فرحة) أخيرا يا أمّي بدأت أجني ثمار تعبي..
ما أسعدني
(تقطب جبينها) ولكن الموعد قريب جدّا
دليلة:
أجل بعد غد..أريدك أن تتجملّي ..ستكون هناك صحافة مكتوبة ومرئية
ريما:
الحمد لله أن التظاهرة خاصة بالأدباء الشبّان الذين مازالوا في أول الطريق..وأن هاشم لن يحضرها
دليلة:
( تنظر إلى ابنتها بأسف وغيض)
ارتاحي يا حبيبتي..سأنهي بعض الأعمال وألتحق بك
(تخرج)

المشهد:
في دار الثقافة..القاعة مكتظة..تنساب بعض الموسيقى الهادئة في انتظار بدء التكريم..
لجنة التحكيم تجلس على الركح.. ضوء الركح مضيء وضوء القاعة خافت..يختلط صوت الموسيقى بالوشوشات والهمس ..
ريما تجلس في الصف الثاني مع أمها..وهناك في الصفّ الأول عدّة وجوه وشخصيات من المجتمع..
بما فيهم هاشم وصلاح اللذان يجلسان ليس بعيدا عن ريما ودليلة
ريما:
(تهمس ولكن صوتها يصل إلى أذن هاشم وصلاح اللذان يفتحان اعينهما دهشة وهاشم يشد يد صلاح وهو يرتعش)
أمّي هل القاعة مكتظة؟
(يفتح هاشم عينيه دهشة ويعطي أذنه للتثبت من الصوت دون أن يلتفت)
دليلة:
أجل يا عزيزتي..وهناك عدّة شخصيات معروفة وهناك الصحافة بجميع أنواعها المكتوبة والمرئية

ريما:
سيتفاجأ جمهور القاعة بأنّ ريما منصور عمياء
(يلتفت هاشم وصلاح بقوّة فتشهق دليلة..ولكن هاشم يشير إليها بالصمت)
مالك يا أمّي؟
دليلة:
(تتلعثم والفرحة تعلو وجهها)
لا..لا..لا تخافي مغصّ طفيف ذهب لحاله
ريما:
أرجوك يا أمّي إن كنت متعبة..دعينا نعود إلى البيت..
أنا لا يهمني التكريم بقدر ما تهمني صحتك
دليلة:
لا تخافي أنا أسعد مخلوقة الآن
ريما:
أمّي..لست ادري لما إحساسي يقول أن هاشم في القاعة..
وربما هو يرانا
(يفتحون أعينهم دهشة ويشير إليها هاشم لا بإصبعه)
دليلة:
يا لخيالك..أنت نفسك قلت أن التظاهرة خاصة بالأدباء الشبان
فكيف يكون هاشم هنا؟
(يقف هاشم ويذهب ليجلس على الكرسي الشاغر بجانب ريما..ينظر إليها طويلا ثم يمد يده ويحضن يدها)

ريما:
(تفتك يدها بعنف)
يا لوقاحتك أيها السيّد ..أنت عديم الأخلاق..اترك يدي بسرعة
هاشم:
(يهمس) اهدئي يا معذبتي
ريما:
(تكتم صيحة وهي تهمس )
ها..ها.. هاشم؟
هاشم:
لماذا فعلت بي هذا يا ريما؟
ريما :
ألا تعلم؟ أنا عمياء
هاشم:
أنا عيناك
ريما:
هاشم أرجوك..قلت لك انا عمياء الا تفهم ..
امي ساعيني لتخرج من هنا لا اريد تكريم
(يهمي هاشم في اذنها وابتسامة على شفتيه)

هاشم:
احبك..أحبك أحبك لإانت في نظري اجمل نساء الدنيا
(يحضن كتفيها ويقبل جبينها)
انت ريمتي ..حبي حياتي افهمي
هاشم:
كفّي عن قول التافهات أرجوك..
لقد حطمني بعدك..لقد آلمني فراقككفى يا معذبتي ؟ كفى؟
ريما:
دع الكلام إلى ما بعد انتهاء التكريم
هاشم:
أقسم لك بأقدس شيء في حياتي..حبك يا ريما.. أنني لن أتركك لحظة واحدة أيتها الحبيبة الغالية..وسنتكلم بعد الحفل
(يبدأ الحفل)
ريما:
طيب لندع الكلام إلى ما بعد الحفل
هاشم:
(يهمس) صلاح يتوعدك
ريما:
أقلت صلاح؟ كم أنا في شوق إليك أيها الصديق

هاشم:
(يهمس) وأنا؟ ألست في شوق اليّ؟
ريما:
أنت؟ آه منك يا أنت..(تتنهد)
هاشم:
هذه هي ريمتي
(يحضن يدها فلا تمانع.. صوت من الركح)
بسم الله الرحمان الرحيم
على بركة الله نبدأ هذا الحفل..ونرحب بكل الحضور..
ونشكر الأديب الكبير وفارس الرومانسية الأستاذ هاشم فخر الدين الذي لبّى دعوتنا مشكورا..
ونحن نهنئه بالسلامة فليتفضل الأستاذ هاشم فخر الدين ليأخذ مكانه على رأس اللجنة.ويسلّم الجائزة الأولى
هاشم:
تعال يا صلاح خذ مكاني وإيّاك أن تفلت منك
هاشم:
تعال يا صلاح خذ مكاني وإيّاك أن تفلت منك
(يأخذ صلاح مكان هاشم ويسلم على ريما ودليلة..يصعد هاشم إلى الرّكح بخفّة ..
ويدوّي التصفيق ويلتفّ حوله المصورون وكاميرا التلفزة..يصافح اللجنة ويأخذ مكانه وهو يحيّي الجميع
(يواصل رئيس اللجنة خطابه )

حضرات السادة :
نحن نفتخر ونعتزّ بهذه الثلة التّي شرفت الأدب والأدباء ..وهي ثلّة شابّة أمامها مستقبل واعد وتسير بخطى ثابتة نحوى التألق.. والنجاح.. والشهرة.. وعلى رأس هذه الثلة الأديبة الشابة ريما منصور(يضغط
صلاح على يدها) التي تسير بخطوات ثابتة نحوى الانتشار محليّا وعربيّا..خاصة بعد أن تحصلت قصتها سامحني حبيبي على الجائزة الأولى و اختارتها لجنة التحكيم لتمثيلها في السينما(يدوّي التصفيق)للأسف..أقول للأسف أيها السادة أنّ ريما منصور قد تعرضت منذ أشهر إلى الاعتداء بالعنف(همهمات استنكار في القاعة)أجل ..اجل لقد تعرضت إلى الاعتداء من قبل فئة لا نتشرف بأن تنتمي إلى مجتمعنا النظيف(يدوّي التصفيق) نقول للآنسة ريما..الحمد لله على السلامة و أنّ مأساتها وما خلّفه هذا الاعتداء قد ولّدا فيها الخلق والإبداع..وجعلا منها أديبة سيكون لها شأن عظيم..فلتتفضل الآنسة ريما منصور لتتسلّم جائزتها من الأديب هاشم فخر الدين (تصفيق حاد..ريما ترتعش)
صلاح:
اهدئي و تعالي أيتها الحبيبة الهاربة..سأسلمك إلى حبيبك..هاك ذراعي

ريما:
أنا أرتعش يا صلاح
صلاح :
(يهمس)
ابتسمي أنت جميلة جدّا..جمالك يسلب الألباب
(يعترضها هاشم وتصعد إلى الركح تحت موجة عارمة من التصفيق )
هاشم:
(يأخذ الميكروفون)
قبل أن أسلّم الجائزة إلى الآنسة ريما منصور أود أن أنشر خبرا في الصحافة المكتوبة والمرئية..
(الصمت يخيّم على القاعة..)

أنا قرأت لريما منصور عدّة قصص قصيرة وأشعار..وتنبأت لها بالمستقبل الزاهر..وبالانتشار السريع..(يبتسم)ولقد أحببت ريما منصور(الدهشة تظهر على الوجوه)وكنت أنوي الارتباط بها غير أنها اختفت بعد الحادث لتتركني في عذاب دائما..وها قد عثرت عليها اليوم..و أنا أقولها أمام الملا..أن ريما منصور
هي حبيبتي وخطيبتي وأنا فخور بذلك( الدهشة تعلو الوجوه ..يدوّي التصفيق ..يشير إلى لجنة التحكيم..) شكرا لمن أقام هذا التكريم فبفضله وجدت حبيبتي الهاربة(تصفيق و ضحك من لجنة التحكيم) والآن إلى التتويج (يناوله أحد أفراد اللجنة الجائزة يقدمها إلى ريما ويقبلها) أنا فخور بك يا حبيبتي..(عدسات المصورين..تلتقط لهما الصوّر)

ريما:
ناولني الميكروفون من فضلك..
(يناولها)
أولا..
أودّ أن أشكر كل من ساهم في هذا التكريم وأتمنى أن أكون في مستوى هذا التكريم مستقبلا..
شكرا للأستاذ هاشم فخر الدين على هذه الثقة اللاّ محدودة وشكرا للقرّاء الكرام..
وأهدي هذا التتويج إلى أمّي الحبيبة ..والى الإنسان الوحيد الذي سكن جوارحي وأنار طريقي إلى حبيبي هاشم
(تصفيق)
هاشم:
(يقبلها يأخذ منها الميكروفون)
شكرا لك يا ريما..
(يصافح اللجنة )
شكرا لكم جميعا
(يشدّ ريما) إسمحولي بالجلوس مع حبيبتي
(يشيرون إليه نعم و هم يضحكون)

هيّا بنا يا حبيبتي
( ينزلان فيلتفّ حولهما الصحافيون.)
أعدكم جميعا بحديث مطوّل أمدكم فيه بآخر الأخبار وآخر ما سيصدر لي مع صورة الزفاف القريب ..
(يضحكون و يتفرقون.. يجلسان)
لنتمم الحفل.. والآن دعيني أقبّل أنامل يديك(يقبّل يدها)
أيّ عقاب تختارينه؟
(يتنهد) الأشهر الماضية كانت من أتعس أيّام حياتي..كنت قاسية يا ريما..تركتني للوحدة والعذاب
ريما:
أنا كذلك تجرعت مرارة العذاب..وسهرت ليال طويلة مع الذكريات..وكنت أرفع السماعة ..وأقول في نفسي..لأسمع حتى صوته..
ولكن كنت سرعان ما أضع السماعة..لأنّ سماع صوتك وحده كفيل بتحطيمي
(تتنهّد..وتشد يديه)أنا ما نسيت جملة أو كلمة أو حرفا من حواراتنا..
وخاصة حوار الشاطئ ورأسي على كتفك

هاشم:
يومها رجعت إلى البيت و أنا أسترجع كل ما دار بيننا ..وقد مرّ كالشريط السينمائي في ذهني..
وقفزت إلى مخيلتي تلك الدموع وما بدا على تقاسيم وجهك..
و مهمهتك وأنت تحاولين البوح بحبك والكشف عن شخصيتك..عندها أقسمت بيني وبين نفسي أنك ريما
ريما:
كدت يومها أبوح لك بحبّي ..وأفصح عن شخصيتي..
ولكن احترمت إرادتك..فأنت لا تريدني أن أعرفك في ذلك الوقت
هاشم:
كنت خائفا من فقدانك..لقد كنت شمعة منيرة أضاءت دربي..بل حياتي كلها
(يتنهّد وهو يحضن كتفيها)
اسمعي يا حبيبتي.. سأسألك سؤال ولن يغيّر شيء في علاقتنا لأنّ ما يربط بيننا أقوى من كل الأعاصير.
هل ذهبت إلى طبيب عيون؟
ريما :
ليس بعد..
هاشم:
إذن غدا إن شاء الله ساخذك إلى صديقي أمين..ومهما كانت النتائج سلبية أو إيجابية أنا عيناك

ريما:
سلمت عيناك يا حبيبي..أتذكر ذات مرّة على الشاطئ حين قلت لك أنني
أحس بالأمن والأمان وأنا معك؟
وكيف أنسى
ريما :
هذا هو إحساسي الآن
هاشم:
(يهمس)
سأستأذن من اللجنة ونغادر..ستقضّي عندي ما تبقى من أيام تفصلنا عن الزواج أنت والسيّدة دليلة
(يذهب إلى الركح)
ريما :
أسمعت ما قال يا أمّي؟

دليلة:
(فرحة)
أكاد أموت من الفرح.. أجل سمعت كل شيء.. وأنا سعيدة بذلك
صلاح :
وأنا أسعد
(يرجع هاشم)
أتدري يا ريما..لولا ألطاف الله لما نجحت العملية الثانية..لقد كان هاشم حطام إنسان
ريما:
أنا آسفة..أعذرني يا صلاح كنت خائفة أن يصبح حب هاشم لي مجرّد شفقة ورحمة
(يصل هاشم ويسمع كلامها)
هاشم:
(يحضن كتفي ريما)
كنت مجنونة..وكنت لا تعرفين مكانتك في قلبي
ريما:
الحمد لله ..الآن عرفتها..وأنا أسعد مخلوقة على وجه الأرض

هاشم:
(يشدها ويوقفها ويحضن كتفيها)
كم أنا سعيد بذلك..
هيّا بنا إلى منزل الشاطئ حيث الخالة هناء وأريج
ريما:
(بفرح) أقلت أريج؟
هاشم:
أجل..وزفافها خلال أيّام
ريما:
دعني أخمّن ..هل ستتزوج صلاح؟
صلاح:
أجل ومن غيره؟
هاشم:
أجل أيتها الذكية..وقد قررت أن يكون زواجا ثنائيا
ريما:
يا لأفكارك الغريبة..
دليلة:
ما أسعدني يا هاشم

هاشم:
أنا أسعد.. و اطمئني لن نتركك وحدك..
منزلي في العاصمة واسع ويتسع لنا جميعا..بما فينا أريج وصلاح
صلاح :
هكذا أنت يا هاشم وستظل..شكرا وألف شكر
هاشم:
هيّا بنا.. أنا لن أهدأ حتى أحاسبك على كل لحظة عذاب مرّت بي
ريما:
لست وحدك من تألم..أنا كذلك تألمت وبكيت ..وسهرت ليالي طويلة..
لا أنيس لي فيها سوى الذكريات ..سهرت أناديك ..يا توأم الروح ..

تمت الرواية بحمد الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مجلة حروف من الياسمين*** " (توأم الروح ) " بقلم / الروائية : جميلة غلالة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجلة حروف من الياسمين*** " بقايا من شتات الروح " بقلم الشاعرة / شاعرة الياسمين منى ضيا
» مجلة حروف من الياسمين***" خربشات -هي الروح التي تسكن الروح والنبض الذي ينبض في القلب "بقلم الشاعر/ خالد العصواني
» مجلة حروف من الياسمين *** " جميلة هي الحياه " بقلم / أو تذكرني
»  مجلة حروف من الياسمين*** "عاميه ..مصر جميلة الجميلات " بقلم الشاعرة / زينه المصرى
» مجلة حروف من الياسمين*** " لو فارقتني الروح " بقلم / شاعرة الياسمين منى ضيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة حروف من الياسمين :: االشعر والخواطر :: الخواطر-
انتقل الى: